رحيل توريس عن تشيلسي أصبح وشيكا

تصريحات وكيل أعماله تزامنت مع بداية عودة اللاعب إلى سابق عهده الرائع

TT

صرح وكيل أعمال مهاجم تشيلسي الإنجليزي فرناندو توريس أن المهاجم الإسباني سوف يقوم بدراسة مستقبله مع الفريق في نهاية الموسم الحالي، بعد مرور 14 شهرا غير موفقة في «ستامفورد بريدج» عقب قدومه من نادي ليفربول الإنجليزي في صفقة قياسية بلغت قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني. ولمح وكيل أعمال اللاعب، أنطونيو سانز، لأول مرة إلى أن الماتادور الإسباني يفكر في الرحيل عن البلوز، مغازلا أندية روما ويوفنتوس الإيطاليين.

ويعكس هذا التصريح حالة الإحباط التي يمر بها النجم الإسباني (28 عاما) بسبب مسيرته غير الموفقة مع النادي، وإن كان هناك تأكيدات بأن الماتادور الإسباني قد استعاد جزءا من بريقه وحالته الذهنية عقب رحيل المدير الفني البرتغالي السابق أندريه فيلاس بواس وتولي المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو المهمة بصورة مؤقتة. ويقول وكيل أعمال اللاعب: «سوف نقوم بتقييم مستقبله مع الفريق خلال الأشهر القادمة. لا يزال فرناندو مرتبطا بعقد مع تشيلسي لمدة 4 سنوات قادمة، وقد تغير الموقف بالنسبة له»، وأضاف أن توريس لم يكن سعيدا تحت قيادة المدير الفني السابق فيلاس بواس. واستطرد سانز في حديثه قائلا: «لم يكن فيلاس بواس يضعه في الحسبان، ولكن وصول روبرتو دي ماتيو إلى الجهاز الفني للفريق قد أعاد إليه الثقة التي يستحقها».

وقد ظهر الماتادور الإسباني بشكل رائع خلال مباراة فريقه في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام بنفيكا البرتغالي في العاصمة البرتغالية لشبونة، وكان هو صاحب التمرير الحاسمة التي أحرز منها المهاجم الإيفواري سالمون كالو هدف اللقاء الوحيد للبلوز. وكان توريس قد فقد كثيرا من بريقه كمهاجم قدير في عالم الساحرة المستديرة منذ انتقاله من ليفربول إلى تشيلسي وأصبح مهددا بالغياب عن التشكيلة الأساسية للمنتخب الإسباني في بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة. وسيكون اسم المدير الفني القادم للبلوز حاسما لتحديد ما إذا كان توريس سيبقى في «ستامفورد بريدج» خلال المرحلة المقبلة أم لا، وما إذا كان يمكنه العودة إلى مستواه الرائع عندما كان يلعب في صفوف ليفربول والذي جعله يستحق أن يكون صاحب الصفقة الأغلى في تاريخ الأندية الإنجليزية.

وكان توريس قد تعرض للإصابة عدة مرات وفقد ثقته بنفسه، مما جعله غير قادر على استعادة مستواه السابق وحجز مكان أساسي في تشكيلة البلوز، ولذا لو قرر الرحيل عن «ستامفورد بريدج» بنهاية الموسم الحالي فربما لن يكون بإمكانه الانتقال للعب في لندن كما كان يريد، وربما تكون وجهته المقبلة لأحد أندية القمة في الكالتشيو الإيطالي. وإذا ما أعرب اللاعب عن استعداده لتخفيض راتبه، فسيكون هناك عدد كبير من الأندية التي ترغب في ضمه والدخول في المخاطرة التي تتمثل فيما إذا كان سيستعيد حاسة التهديف التي افتقدها أم لا. وقال سانز: «إننا نعلم المشروع الأميركي الجديد في روما وفلسفة المدير الفني لويس إنريكي، ولكن لو كان روما يرغب في ضم توريس فعليه التفاوض مع نادي تشيلسي. الدوري الإيطالي قوي للغاية، ولكن لا توجد أي مفاوضات في الوقت الراهن مع روما أو يوفنتوس».

ولا شك في أن فرناندو قدم في مباراة بنفيكا كل شيء عدا تسجيل الأهداف.

وتحسنت الأحوال بالنسبة لتوريس بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، ولا يمكن لأحد أن يشكك في معدل أدائه، أو جهده أو رغبته في إجهاد ومراوغة دفاع الفرق المنافسة، والذي ظهر جليا في مباراة يوم الثلاثاء حيث اتسم بنكران الذات وأسهم أيضا في صياغة هدف الفوز. الطريقة التي لعب بها، تظهر مدى قوته في التخلص من المدافعين وتنبئ عن عودته إلى سابق عهده، وهو ما سيمنح تشيلسي ميزة كبيرة للغاية في المراحل المقبلة. هناك حالة من الفتور وقليل من الإشادة بأن توريس يعمل بجد هذا الموسم، في الوقت الذي أعرب فيه المدير الفني روبرتو دي ماتيو عن سعادته الشخصية بعودة مهاجميه إلى تسجيل الأهداف ـ ستة من توريس وتسعة من ديدي ديروغبا ـ وحتى وإن كانت الأدلة تشير إلى أنه ينبغي أن يطالب بأكثر من ذلك.

المهم هو أن المهاجمين، وبخاصة المهاجمين ذوي الموهبة الفطرية المتفردة مثل توريس، وخاصة الذين دفع فيهم 50 مليون جنيه إسترليني قادرون على إحراز الأهداف. كان ذلك تحديا كبيرا من دي ماتيو أن يشرك توريس في المباراة، في الوقت الذي وضع فيه ديروغبا وفرانك لامبارد ومايكل آسيان على مقعد البدلاء ـ هؤلاء الذين يدعون بالحرس القديم، والذين سبب استبعادهم في أوقات سابقة من هذا الموسم الكثير من الصعوبات للمدير الفني السابق أندريه فيلاس بواس.

ومع مرور الأيام لن يكون لامبارد، على وجه الخصوص، سعيدا، وربما يبدو حزن ديروغبا على عدم المشاركة في المباريات منذ البداية في مثل هذا اللقاءات المشرقية أمرا مفهوما. فقد بدا بطيئا أمام توتنهام هوتسبيرز في لقاء سابق، على غير ما اتسم به من الانطلاقات القوية التي ميزت أدائه في الفوز في المباراة الثانية أمام نابولي. ولكن في النهاية كان اختيار توريس بديهيا.