انطلاق بطولة اتحاد المستقبل النسائية لكرة القدم بمشاركة 6 فرق

العلوني طالبت بإعادة النظر في آليات تعامل وسائل الإعلام مع الرياضة النسائية

TT

أطلقت صحيفة «سبورت» الرياضية، بالتعاون مع مؤسسة «جدة يونايتد»، أمس، مبادرتهما لرعاية وتنظيم بطولة اتحاد المستقبل النسائية لكرة القدم بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يصادف 7 أبريل (نيسان) الحالي، وقد شارك في هذه الاحتفالية الثقافية الرياضية 6 فرق من مدينتي الرياض وجدة، إضافة إلى عدد من الحضور من المهتمين بالشأن الرياضي النسوي بالسعودية.

تأتي هذه المبادرة في إطار دعم الرياضة النسائية تحت مظلة منظومة الضوابط والأخلاق الدينية والاجتماعية، وكذلك الارتقاء بمستوى الثقافة الرياضية لدى المرأة السعودية في محاولة للوقوف على الدور المهم الذي تلعبه الرياضة في تعزيز الكيان الأخلاقي والاجتماعي والصحي والنفسي لأفراد المجتمع.

واستهلت بطولة اتحاد المستقبل النسائية لكرة القدم فعالياتها بندوة ثقافية رياضية، شارك فيها نخبة من الإعلاميين والرياضيين والمهتمين بمجال الرياضة النسائية، وسعى المشاركون في الندوة إلى إرساء قاعدة أساسية عنوانها «الرياضة والأخلاق وجهان لعملة واحدة»، ناقشوا من خلالها دور الرياضة في دعم منظومة الأخلاق والارتقاء بالبعد الإنساني لدى كل من يمارسها، رجلا كان أو امرأة، وهو ما أكده رئيس تحرير صحيفة «سبورت»، أحمد المرزوقي، الذي أشار إلى أن واقع الرياضة النسائية بالسعودية مبشر للغاية، مستشهدا بالموافقة الكريمة على إيفاد بعثة نسائية للمشاركة في أولمبياد لندن 2012، معتبرا هذا القرار اعترافا ضمنيا بواقع الرياضة النسائية ولم يعد هناك سوى بعض الأمور الإدارية والتنظيمية لإنشاء كيان رياضي نسوي بما لا يخالف أحكام الشرع السمحة ولا الضوابط الاجتماعية.

وبالحديث النبوي الشريف «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» استهلت مدير مؤسسة «جدة يونايتد»، لينا آل معينا، كلمتها خلال فعاليات الندوة، التي طالبت من خلالها بأن تكون قيم الأخوة هي اللبنة الأولى في بناء لائحة اتحاد نسوي رياضي مستقل من أجل تحقيق حلم كل امرأة سعودية في الاعتراف بحقها الشرعي أسوة بالرجل في ممارسة الرياضة ما دامت لم تخرج عن الإطار الشرعي والأخلاقي للمجتمع، كما أشارت آل معينا إلى أن دعم حق المرأة في ممارسة الرياضة يعتبر مشروعا اقتصاديا؛ إذ إن ما ينفق على علاج الأمراض الناجمة عن عدم ممارسة الرياضة يتجاوز سنويا 19 مليار ريال، وهو رقم كبير للغاية لو تمت مقارنته بإنشاء كيانات رياضية نسوية تمارس فيها المرأة الرياضة بشكل منضبط ومن دون أن تشذ عن منظومة الأخلاقيات.

وعن دور الدعم الإعلامي في بناء كيان رياضي نسوي، طالبت الكاتبة الصحافية هناء العلوني بضرورة إعادة النظر في آليات تعامل وسائل الإعلام مع مفهوم الرياضة النسائية بما يحقق الدعم الكامل لحق المرأة في أن يكون لها كيان رياضي مستقل بها تسعى من خلاله إلى تفريغ طاقاتها وإثبات نفسها واستئصال شأفة شعورها بالتفرقة بينها وبين الرجل في ممارسة أقل حقوقها، كما أكدت العلوني أن دعم الرياضة النسائية يحتاج إلى تكاتف جميع الجهات وتوحيد صفها من أجل العمل كوحدة واحدة لبناء كيان رياضي نسوي، مشيرة إلى أن الإعلام وحده لا يستطيع أن يحقق هذه الغاية إلا بمساعدة ودعم جميع الأطراف من فرق رياضية ولاعبات وإداريات ومهتمات بالشأن الرياضي، فضلا عن دور المجتمع كأحد أبرز مقومات دعم بناء منظومة رياضية نسوية.

إلى ذلك، شهدت الندوة ميلاد أول صحيفة رياضية إلكترونية تحت اسم «سبورت»، حملت على عاتقها دعم الرياضة النسائية بما لا يخالف الشرع، كذلك تسليط الضوء على قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة ودور الأيتام وتبني المواهب في شتى المجالات.

وعقب الندوة تم تكريم عدد من الشخصيات الإعلامية والرياضية، منها: لينا رحيمي، ابنة المحلل الرياضي مدني رحيمي، والكاتبة الصحافية هناء العلوني.