غالياني يعتزم مطالبة الاتحاد الإيطالي بإدخال حكام للمرمى

بعد كرة روبينهو المثيرة للجدل في مباراة الميلان أمام كاتانيا

TT

إذا لم يكن السلام، فكان يبدو لنا على الأقل أنها الهدنة بين الطرفين. ولكن على العكس ردود الفعل بين ناديي الميلان واليوفي تبدو مثل النار تحت الرماد، تكفيها شرارة بسيطة لإشعال هدنة من الواضح أنها مصنوعة من المناديل الورقية. من كان يعتقد أنه لم يعد هناك تحديات ستجمع الفريقين على أرض الملعب، وأن الناديين سينهيان الموسم الحالي دون مزيد من الجدل، ينبغي عليه إعادة التفكير بهذا الصدد، لقد كان كافيا حدوث خطأ تحكيمي كبير آخر ضد فريق الميلان لنفض الغبار عن الأخطاء القديمة. فهدف روبينهو المشكوك في صحته خلال مباراة كاتانيا في الجولة الفائتة أعاد بتذمر إلى الأذهان هدف مونتاري الملغي في شباك اليوفي وأثار حفيظة أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، ومدرب الفريق ماسيمليانو أليغري، اللذين بعد ذلك اتخذا طرقا مختلفة للتعبير عن غضبهما عقب انتهاء لقاء كاتانيا، فقد حاول نائب رئيس الميلان خلال تصريحاته تجنب ذكر اسم اليوفي قدر المستطاع، بينما فضل أليغري الدخول في مواجهة صعبة، لا سيما مع بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي. ولكن هذا ليس بالأمر الجديد.

تحرك رسمي: الجديد في الأمر هو أن غالياني بات على وشك الإمساك بورقة وقلم لمخاطبة أبيتي، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم. خطاب التوصية، الذي سيكون مختصرا وسيتم إرساله إلى مقر الاتحاد في غضون الأيام القليلة المقبلة، سيتضمن طلبا محددا للغاية، سيطالب نادي الميلان بالاعتماد، بدءا من الموسم المقبل للدوري المحلي، على حكام للمرمى. كما يحدث حاليا، بالفعل، في مباريات دوري أبطال أوروبا. إذن هو تحرك رسمي بحيث لا يصبح المتبقي من مباراة كاتانيا المرارة والتصريحات المدوية فحسب.

تناول الغداء مع طلب: ولكن هذا ليس كل ما في الأمر؛ فنائب رئيس الميلان يعمل حاليا على مشروع «مساعد الحكم»، وقد نتج عن تناول غالياني وجبة الغداء مع ميشال بلاتيني يوم 12 مارس (آذار) الماضي شائعات تشير إلى أن نائب رئيس الميلان ربما طلب من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إدخال أجهزة الاستشعار عن بعد إلى مرمى الملاعب الإيطالي. وهكذا يبدو أن ما يزعج أدريانو، حقا، كما أوضح هو ذاته، ليس احتساب تسللات خاطئة أو حالات ضربات جزاء مثيرة للشك ولكنها الأهداف التي تتجاوز خط المرمى ولا يتم احتسابها. ومن هنا جاء الطلبان: طلب المعاونة البشرية (حكم المرمى) الذي ينوي تقديمه إلى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ومناشدة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باللجوء إلى التكنولوجيا في مباريات الدوري بحيث يتم إزالة أي شكوك من الملاعب سواء في بطولة الدوري أو المحافل الأوروبية. وفي مثل هذه الحالات يروق كثيرا لنائب رئيس الميلان الإشارة إلى مدى قيمة تطبيق التكنولوجيا في الرياضات الأخرى، مثل التنس والمبارزة. وتكمن المشكلة في كيفية إقناع بلاتيني، الذي صرح في نهاية وجبة الغداء التي تناولها مع غالياني، قائلا: «أنا ضد اللجوء إلى التكنولوجيا تماما»، مدافعا عن فكرة استخدام حكام المرمى. والكرة الآن ستمر إلى ملعب الاتحاد الدولي الذي سيناقش الموضوع بعد «أمم أوروبا 2012».

ماروتا يصوت بالموافقة. هذا في ما يتعلق بالمستقبل متوسط المدى، ثم هناك الحاضر أيضا. والموقف الراهن يتحدث عن فريق اليوفي الذي استطاع أن يقلص الفارق مع الميلان المتصدر إلى نصف المسافة. وبات من السهل الآن التفكير في أنه، مع وجود فارق النقطتين فحسب بين المتصدر والوصيف، ستتواصل الطرق الجدلية بين الناديين.

وحتى هذه اللحظة، على أي حال، لا يبدو أن نادي اليوفي ينوي الاستمرار في الجدل. بل وقف ماروتا إلى جانب غالياني وسانده في طلبه، حيث صرح مدير عام يوفنتوس قبل مباراة فريقه أمام نابولي يوم الأحد الماضي قائلا: «أعتقد أن كرة روبينهو كانت هدفا. أدعم فكرة الحاجة الآن للثقة في الوسائل التكنولوجية لأنه حتى حكم المرمى قد يواجه صعوبات في بعض الحالات. مع رؤية اللعبة ومعاودة مشاهدتها، أعتقد أن الكرة تجاوزت خط المرمى. غالياني يطالب بحكام للمرمى؟ لو كان هذا سيحسن الأوضاع ويجنب الشك في الكثير من الحالات، فأنا مؤيد لذلك. لو أن أدريانو لديه النية في تقديم طلب مثل هذا، فهناك فرق كثيرة بإمكانها الوقوف وراءه». وفي النهاية عقب ماروتا على تصريحات أليغري الأخيرة التي هاجم فيها ماروتا قائلا: «لو تحدثنا عنه بوصفه مدربا، فيمكنني القول إنه بارع ومتمكن. ولكني أفضل عدم الرد عليه لأنه مدرب فريق منافس، وفلسفتي لا تحبذ الرد على المدربين الآخرين. أنا لا أود إثارة المزيد من الجدل». ولكن إلى متى سيستمر ذلك؟

صفقة الشعراوي: بعد مرور عام تقريبا يعود نادي الميلان ونظيره جنوا مجددا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء صفقة ملكية مشتركة مهمة. بعد تمكن إدارة الميلان، في الواقع، من انتزاع بطاقة الغاني برنس كيفين بواتينغ، يعمل الناديان الآن من أجل الوصول إلى تفاهم بشأن الفرعون المصري ستيفان الشعراوي، الجوهرة الشابة الذي نجح خلال هذه الأشهر في كسب ثقة ماسيمليانو أليغري.

يذكر أن الميلان قام في الصيف الماضي بشراء نصف بطاقة المهاجم الشاب مقابل 3 ملايين يورو مع بيع بطاقة اللاعب الواعد بيريتا إلى نادي جنوا. ولكن من الواضح حاليا أن قدر تلك الأرقام هو الزيادة: هذا كله بسبب تألق الفرعون المصري.

المتطفلون: ليس هذا فحسب، فعملية تسريع الحوار بين الميلان وجنوا باتت ضرورية الآن نظرا لظهور الآرسنال الإنجليزي في المشهد، فالنادي الإنجليزي يسعى دائما إلى اصطياد المواهب تحت 21 عاما.

يذكر أن مبعوثي المدرب فينغر اقتربوا، بالفعل، من مسؤولي سوق الانتقالات في جنوا، غير أن السيد إنريكو بريتسيوزي لا يرغب في منح الطرف الإنجليزي الكثير من الأمل. بل يفضل رئيس نادي جنوا بالأحرى إعطاء الأولوية إلى أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان. وهذا لا يرجع فحسب إلى مسألة العلاقات المتميزة بين الناديين، ولكن أيضا بفضل الصداقة القوية للغاية بين غالياني وريتسيوزي. والآن نحن بصدد معرفة الأسس التي سيحاول الطرفان من خلالها إيجاد الاتفاق الجديد بينهما، وأيضا لأنه ليس من المستبعد ظهور صفقات جديدة على تلك الساحة.