كاسيريس ودي تشيلي.. سلاحان إضافيان في كتيبة مدرب اليوفي

أحدهما انطلق من إسبانيا.. والآخر ظل في بوتقة الإصابات والأحكام المسبقة

TT

كثيرا ما تكون الطرق التي نسير فيها نحو الفوز معقدة. ولكي يستعيد الأوروغواياني مارتين كاسيريس والإيطالي باولو دي تشيلي مشوارهما، ينبغي عليهما إجراء الكثير من المحاولات والإصرار وعدم اليأس. وعند نقطة بعينها، كان يبدو أن حلمهما قد توقف عن النبض لأسباب كثيرة، وهي أن اللاعب الأوروغواياني كان قد جاء من إسبانيا وقد انتهى الحال باللاعب الإيطالي مجددا على مقعد البدلاء. لكن، من هذه الحالة الصعبة، يمكن أحيانا أن يدهش المرء الجميع، ويبدو الآن أن سباق كاسيريس ودي تشيلي قد انتهى على أحسن وجه وبأفضل الوسائل.

كاسيريس: جاء المدافع مارتن في سوق الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) الماضي من نادي إشبيلية الإسباني، لكنه كان يعرف بالفعل الجو المحيط ليوفنتوس. وبالتالي، كان انسجامه وتأقلمه مع الفريق سريعا للغاية وجاءت النتائج على الفور. حيث يتمتع هذا اللاعب بميزة كبيرة، ألا وهي المرونة، حيث إنه يمكنه البقاء على الأجناب أو في الوسط ويمكنه اللعب بشكل جيد للغاية كلاعب في القلب من جهة اليمين عندما يكون خط الدفاع مكونا من 3 لاعبين، وإذا واجه كونتي مدرب اليوفي أي حالة طوارئ، فمن الممكن أن يسد كاسيريس الفوارق نظرا لأنه عندما تكون المنافسة سهلة، تتحد كل الجهود الكبيرة مع بعضها.

ويعد اللاعب الأوروغواياني جيدا ويتطلع دائما إلى الأمام، وأحيانا يستغرق وقتا كبيرا في عمل شيء (وهو العيب الذي يتفق فيه مع مدافعي يوفنتوس)، كما أنه يتمتع برغبة كبيرة في التحسن والتطوير من نفسه على الرغم من إثبات نفسه بطريقة ممتازة، وقدم بالفعل للفريق ضمانات كثيرة جيدة. ومن الغريب أن برشلونة بقيادة بيب غوارديولا (الذي كان قد اشتراه في موسم 2008 من فياريال الإسباني وحدد في العقد شرطا جزائيا يقدر بنحو 50 مليون يورو)، وريال مدريد بقيادة مورينهو، تجاهلاه ولم يسعيا نحوه للحصول عليه؛ فعادة يحصل فريقي البارسا وريال مدريد على اللاعبين الكبار الذين يشاركون في إسبانيا، وهذا قد يعني أن كاسيريس ليس ماهرا بشكل كاف. لكن أحيانا ما يخطئ هذان الناديان.

جدير بالذكر أن مارتن قد سجل هدفين في شباك الميلان بقيادة أليغري، وهدفا في مرمى الإنتر بقيادة رانييري، وكانت أهدافا رائعة للغاية، ويمتلك اللاعب الأوروغواياني المعار من إشبيلية الآن تاريخا جميلا ينبغي تسطيره بقميص اليوفي، ويكمن الانطباع العام في أن كونتي لن يكون لديه رغبه في الاستغناء عن اللاعب، وسيبذل مجهودا كبيرا في السماح له بالرحيل.

دي تشيلي: وتعد حياة دي تشيلي مختلفة تماما، فلم يغير اللاعب بلده، والشيء الوحيد الجديد أنه تزوج من أوستا في مدينة تورينو. ولم يتم شراؤه من أحد، كما أنه نشأ في فريق السيدة العجوز. ولم يكن عقده ينص على الإطلاق على أي شرط جزائي، نظرا لأن حلمه الوحيد هو أن يكون دائما مهما بالنسبة لفريقه. ونجح بالفعل في القيام بذلك، وبالتحديد عندما اعتقد أحدهم أن هذا اللاعب سيظل دائما على الهامش.

وأثرت الإصابة الخطيرة التي تعرض لها في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 (كسر في عظمة رأس الركبة) عليه بشكل سيئ وجعلته يخسر عاما في المشاركة مع الفريق عمليا، وكان يبدو في الخريف الماضي أنه سيكون مقدرا له المكوث على مقعد البدلاء بين اللاعبين الاحتياطيين، حيث دفع كونتي بكيليني على اليسار، وكثيرا ما كان يفضل عليه إيستيغاريبيا، وأحيانا ما كان يدفع بغروسو.

لكن، يتمتع دي تشيلي بالعزيمة والإصرار وعدم الاستسلام على الإطلاق لليأس، وبدأ في الركض والتحدي. وبالفعل وصلت لحظته المهمة، حيث سجل هدفا مع فريقه في شباك كييفو (وهو الأول له في دوري الدرجة الأولى الإيطالي)، وقدم سلسلة من المباريات الممتازة، وحصل على ثقة المدير الفني. ولم يفقد على الإطلاق لياقته البدنية، وينبغي عليه التحسن في الميكانيكية الدفاعية للفريق.

وفي الماضي، برز أمام الجميع في كثير من الأحيان كلاعب قوي، وعندما أدركوا ذلك، كان الوقت قد تأخر كثيرا. وتغيرت الأمور الآن، ويقدم دي تشيلي نفسه في الوقت الحالي على أنه شيء جديد مهم في دور غير مهيمن على الأقل في إيطاليا. وليس من قبيل المصادفة أن جوسيبي ماروتا، المدير العام في اليوفي، قد جدد عقد اللاعب الإيطالي للتو حتى موسم 2017.

ويمكن القول إن سباق مارتن ودي تشيلي نحو إثبات الذات قد انتهى على أحسن وجه، والآن فهما جديران بارتداء قميص السيدة العجوز.