كاتب بريطاني يتساءل: «ماذا لو» احترف نور في أوروبا قبل 6 سنوات

ديودرن المختص بشؤون كرة القدم الآسيوية وضعه في قائمة بعنوان «الرباعي المذهل»

TT

«خلال العقد الماضي من القرن الحالي، تطورت كرة القدم في قارة آسيا كثيرا وأصبح لفرقها ومنتخباتها وجود ملحوظ على خريطة كرة القدم العالمية، لكن في المقابل لم يخطف الأضواء من لاعبي القارة الصفراء أحد مثل الرباعي المذهل السعودي محمد نور والكوري بارك جي سونغ والإيراني جواد نيكونام ولاعب اليابان شونوسكي ناكامورا، ولحسن الحظ أنهم جميعا تواجدوا إلى جانب منتخبات بلدانهم في كأس العالم 2006 وبرزوا حماة لهيبة كرة القدم الآسيوية، إنهم أشبه بفريق بيتلز الغنائي لكن على مستوى كرة القدم».

هكذا استفتح الصحافي البريطاني المختص بشؤون كرة القدم الآسيوية غون ديودرن مقالته في موقع شبكة «آي إس بي إن» العالمية، التي عنونها بـ«الرباعي المذهل!».

وأفرد ديودرن مساحة كبيرة للحديث عن كل لاعب على حدة، حيث بدأ مقالته عن محمد نور قائلا فيها: «خلال العقد الماضي، كانت لديه الكثير من المشاكل مع اتحاد كرة القدم في بلاده ومع ناديه، ويعرف بأنه مقصلة المدربين في حالة لم يعجبه أحدهم، لكن هذا لا ينفي نجاحاته الساحقة التي حققها مع فريقه والشعبية الجارفة التي يمتلكها في أوساط متابعي كرة القدم الآسيوية».

ويقلب الكاتب صفحات الماضي ويعود إلى الوراء قرابة الـ6 أعوام، وبالتحديد إلى نهائيات كأس العالم 2006 التي أقيمت بألمانيا، ويقول: «كان الحديث يدور حول إصابة نور بالحمى قبل مباراة منتخب بلاده أمام تونس، ولكنه تواجد في تلك المباراة، وصنع هدف القحطاني الأول ولم يحتفظ بأي جهد، بل كان يتحرك في أرجاء الملعب كلها حتى أني أتذكر أن أحد المتابعين في تلك المباراة أطلق عليه لقب (باتريك فييرا الآسيوي)، ولولا هدف راضي الجعايدي لكانت الأمور مختلفة بالنسبة للأخضر السعودي في ذلك المونديال»، ويضيف: «بارك جي سونغ أبدع مع منتخب بلاده في تلك البطولة أيضا رغم الإخفاق، وجواد نيكونام أذهل ديكو وكريستيانو رونالدو بأدائه المبهر في لقاء منتخب بلاده مع البرتغال الذي خسرته إيران بهدفين نظيفين، أما ناكامورا فقد توج إبداعاته بهدف في مرمى أستراليا».

ويرى ديودرن أن كلمة «ماذا لو» تلعب دورا كبيرا في حياة محمد نور الرياضية أكثر من زملائه الآخرين، حيث سبق لناكامورا خوض تجربة إنجليزية جيدة، وبارك جي سونغ يمضي عامه السادس مع مانشستر يونايتد بكل هدوء ولا تخلو خزانته من ميدالية ذهبية أو اثنتين في كل موسم، وجواد نيكونام يلعب في إسبانيا مع أوساسونا ويقدم نفسه بشكل جيد، أما نور فيقول ديودرن: «ماذا لو وافق نادي الاتحاد على بيع عقد لاعبه محمد نور لأحد الأندية الأوروبية التي عرضت عليه الانضمام لصفوفها بين عامي 2006 و2007؟ ماذا لو احتفظ الاتحاد بلقب كأس دوري أبطال آسيا عام 2006، وأصبح نور هو البطل الحقيقي لهذه المسابقة منذ انطلاقتها في عام 2003، ماذا لو وضع مدربو المنتخب السعودي ثقتهم بأحد أفضل لاعبي كرة القدم في السعودية على مر التاريخ؟ ماذا لو عامل نور - نفسه - كل مباراة كأنها مباراة إياب نهائي كأس دوري أبطال آسيا 2004، هل سيكون حاله مثل الآن؟ لا أعتقد ذلك إطلاقا».

ويعتقد الصحافي البريطاني المختص بشؤون كرة القدم الآسيوية أن وجود «الرباعي المذهل» في بطولات كأس العالم قد وصل إلى نهايته تقريبا، حيث قال: «مع وصول محمد نور إلى عمر 34 عاما وخروج منتخب بلاده من تصفيات كأس العالم 2014، وتقدم ناكامورا وبارك جي سونغ في السن نسبيا، يبقى أمل هذا الرباعي بالوجود في المونديال القادم، معلقا بجواد نيكونام الذي سيصل لـ33 عند انطلاق أول مباريات مونديال البرازيل في حالة تأهل منتخب بلاده، وإذا لم يحصل ذلك فإن لكل الأشياء الجميلة نهاية ولا يبقى سوى ذكراها».