إبراهيموفيتش يحمّل الحكم خسارة الميلان أمام برشلونة

أليغري يشعر بالقلق من كثرة الإصابات للمهاجم البرازيلي باتو

TT

توالت ردود الفعل عقب توديع الميلان بطولة دوري أوروبا هذا العام من دور ربع النهائي، وذلك بعدما خسر أول من أمس أمام برشلونة في استاد كامب نو بنتيجة 1 - 3، وكانت مواجهة الذهاب في سان سيرو قد انتهت بالتعادل السلبي.

وهكذا، ينهي إبراهيموفيتش مهاجم الميلان عامه الثلاثين أيضا من دون الحصول على لقب الشامبيونزليغ، وأيضا ودع البطولة من ربع النهائي، فلم يفلح مع أي ناد إيطالي في تجاوز هذا الدور للبطولة الأوروبية الكبيرة. ثالث قميص ونفس القصة، لكنه غاضب وصرح عقب المباراة: «أدركت لماذا يشكو مورينهو في كل مرة يأتي فيها إلى هنا. وإذا كان الحكم كويبيرس قد احتسب ركلة الجزاء الثانية لبرشلونة فإنه كان عليه بالتالي احتساب مثلها للميلان في خطأ ارتكب معي». يودع المهاجم السويدي الشامبيونزليغ هذه المرة بغضب مختلف. ويوم السبت يعود الميلان إلى بطولة الدوري، حيث يلعب إبراهيموفيتش في طمأنينة، ويقول: «نحن حاملو اللقب، وسنفوز بالدوري مجددا». ربما كانت هذه هي الفرصة الأفضل للانفجار أوروبيا وسط الأرقام القياسية التي يحققها، كانت الليلة المناسبة، لكن يبدو أن الفرص لم تعد تحصى وتصير جمعيها خاطئة في النهاية. أرقام ومشاعر: في موسمه في دوري الأبطال هذا، سجل زلاتان خمسة أهداف في ثماني مباريات، وتظل مباراته الأكبر أمام آرسنال في ذهاب ثمن النهائي، فقد كان الأفضل في الملعب، مثله مثل الميلان الذي تمكن من تسجيل الأهداف الكفيلة بتجاوز ثمن النهائي على الأقل، وهو إنجاز لم يحققه منذ عام 2007. وبعدها جاء غرق لندن في لقاء الإياب، والانتقادات التي وجهت للطريقة الخططية التي لعب الفريق بها، والقرعة التي وضعت الميلان في مواجهة أبطال العالم، وأخيرا لقاء الإياب أول من أمس في كامب نو الذي اقترب من اللعب فيه في سبتمبر (أيلول) الماضي في دوري المجموعات (كان بعيدا للإصابة). ليلة أخرى قضاها في الركض خلف حلمه وذلك اللاعب الذي يبلغ نصف طوله، ليونيل ميسي. والذي يقول غوارديولا بحقه: «إنه الوحيد الأساسي في الملعب». هكذا يحكون في برشلونة، حيث يعتبر غوارديولا أسطورة وميسي هو لاعبه المفضل.

ويتوقف رصيد أهدافه عند 29 في 90 مباراة أوروبية خاضها طوال مسيرته. وحينما بدأ وسجل في مرمى يوفنتوس، بينما كان لاعبا في أياكس (عام 2004) ربما لم يكن إبراهيموفيتش يتخيل أنه سيسير بعدها ببطء هكذا. تم اعتباره خليفة فان باستن، وكانوا يتوقعون له مستقبلا يقوم على الكرات الذهبية. جاء المستقبل ومضى جزئيا، لكن إبرا ما زال في الملعب، ومادامت ستظل هناك بطولة دوري الأبطال فإنه سيحاول تحقيقها دائما. مورينهو دعاه إلى ريال مدريد، لكنه قال مرات كثيرة إنه يريد البقاء في إيطاليا.

من جهته، قال أليغري: «ركلة جزاء أهديناها نحن، وأخرى أهداها الحكم تقريبا، الميلان يخرج مرفوع الرأس. بعد التعادل 1 - 1 كان الشعور هو أن لدينا إمكانية تجاوز الدور، وكان برشلونة يشعر بالضغط. ولا يمكنني أن ألوم اللاعبين على شيء. تتوقف مسيرة الطريق إلى ميونيخ هنا»، لكن المدير الفني يزعم أنه سعيد، ويقول: «قدم الميلان هذا العام بطولة شامبيونزليغ كبيرة والعام المقبل سيكون أكثر قدرة على المنافسة. نخرج من هذه البطولة في حالة جيدة مع التطلع للمستقبل، مرفوعي الرأس، مع إدراكنا بقيامنا بخطوة زيادة مقارنة بالموسم الماضي. ربع النهائي كان الهدف الأدنى الذي حدده النادي».

ويشرح أليغري أن لديه يقينا شديدا في الصراع نحو درع الدوري المحلي، ويقول: «واثق أن الخسارة لن تؤثر على بطولة الدوري مطلقا. ولو لعبنا كما يليق بالميلان فمن الصعب أن نخسر صدارة الترتيب». لكن سيتعين تقليل الأخطاء، ويتابع: «فقدنا كرات كثيرة في الدقائق الأولى، وأخطأنا بعض التمريرات وتقديرات بعضها. كان يعجبني لعب الشوط الثاني بطريقة مغايرة، لكن ركلة الجزاء الثانية التي منحت بسهولة كبيرة سببت عصبية. من العدل أن يصعدوا هم إلى نصف النهائي لأنهم أقوى وفازوا، لكن خسارة، فالمباراة كان يمكن تزداد تعقيدا بالنسبة لبرشلونة. حاولنا إعادة فتح المباراة حتى النهاية ولم نفلح. على أي حال كانوا ولا يزالون هم الأوفر حظا للفوز بدوري الأبطال. والآن، ينبغي علينا أن نفكر في الدوري».

تلخص تفكير نادي الميلان كله في تصريحات باربارا برلسكوني: «إنها ليلة مريرة، وربما أثر حكم المباراة في نتيجتها بقرارات مثيرة للجدل. على أي حال، أهنيء فريق برشلونة الذي يظهر قوة ومهارة كبيرتين». كان الميلان عائدا من التعادل المثير أمام كاتانيا في البطولة المحلية ومن هدف لم يتم احتسابه لروبينهو والذي كان ليحمل معه الفوز بالمباراة.

لكن فريق أليغري شعر بمعاملة سيئة من حكم المباراة، وصرح نيستا «أمسكت ببوسكيتس، لكنني تعرضت لإعاقة من بويول، وكان هذا خطأ. والحكم احتسب ركلة الجزاء قبل تسديد الكرة، كان يمكنه فعل ما هو أفضل».

إصابة باتو: بعد ربع ساعة من بداية المباراة تعرض البرازيلي باتو مهاجم الميلان للإصابة مجددا وخرج من الملعب؛ وهي المشكلة الـ14 في 27 شهرا، حيث يعاني اللاعب من مشاكل عضلية كثيرة منذ شهر يناير (كانون الثاني) 2010، أي إصابة كل 70 يوما أو أقل قليلا. وتعد الربع ساعة التي خاضها باتو هي الأغرب والأكثر شعورا بالمرارة في ربع النهائي. وذهبت محاولة أليغري في الدفع مجددا باللاعب الذي كان يتمتع بحماس كبير في سبتمبر (أيلول) الماضي مع الهدف الذي سجله ببراعة بالتحديد في استاد كامب نو أدراج الرياح. وتعد هذه المحاولة علامة سلبية فاقت مسألة الإقصاء المباشر من دوري أبطال أوروبا. ولا يزال يحاول الميلان إعادة الانطلاق وصناعة حقبة جديدة ولا يتمكن أحد لاعبيه الأصغر سنا من وضع العناصر التي يحتاجها الفريق. وقال أليغري: «ستكون مسألة إصابة باتو من جديد مشكلة. وشعر اللاعب البرازيلي بألم مفاجئ في الخلف وسينبغي علينا معرفة حالته». وتابع حديثه: «أشعر بالقلق تجاه هذا اللاعب الذي لم يتمكن منذ عامين من الخروج من نفق الإصابات». وبالنسبة لمهاجم الميلان، يظل الهدف الذي سجله في برشلونة في استاد كامب نو منذ سبعة أسابيع أحد الصور الجميلة القليلة في هذا الموسم.