قطع برشلونة الإسباني شوطا كبيرا نحو الحفاظ على لقبه الأوروبي، وتأهل إلى الدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما تغلب على إيه سي ميلان الإيطالي 1/3 في إياب دور الثمانية. كذلك تأهل بايرن ميونيخ الألماني إلى المربع الذهبي بفوزه على مارسيليا الفرنسي 2/صفر، على ملعب «أليانز أرينا» بميونيخ.
وساد الشعور بالارتياح والسعادة أجواء مدينة برشلونة الإسبانية أمس بعد تغلب فريقها على ضيفه الإيطالي. وقد تأهل برشلونة بهذه النتيجة للدور قبل النهائي للبطولة الأوروبية بنتيجة 1/3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الثمانية، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بين الطرفين بالتعادل السلبي في إيطاليا.
وتصدر فوز برشلونة على بطل إيطاليا الصفحات الأولى لغالبية الصحف الإسبانية الصادرة أمس، والتي احتفلت بتأهل فريق المدرب بيب غوارديولا إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال للعام الخامس على التوالي. فقد وصفت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكتالونية اليومية هذا النجاح بأنه «إنجاز بالغ الأهمية»، وعلقت محطة «راك - 1» الإذاعية بالقول «يمر برشلونة حاليا بأفضل لحظة في تاريخه». واختص الإعلام الكتالوني نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، محطم الأرقام القياسية، بقدر هائل من المديح لما اتسم به من هدوء وثبات في تسجيل ضربتي جزاء لفريقه.
وتناقلت جميع الصحف في إقليم كتالونيا التعليقات السعيدة لغوارديولا عقب المباراة، حيث قال عندما سئل عن حصول فريقه على ضربتي جزاء «لا يجب أن ننسى أننا حرمنا من ضربتي جزاء صحيحتين في مباراة الذهاب، لكننا لم نشكُ». وأضاف المدرب الشاب «أعتقد أننا نستحق التأهل.. نحن سعداء بوصولنا للدور قبل النهائي مجددا».
ونقلت تقارير إعلامية أمس عن أرتور ماس، رئيس حكومة كتالونيا، قوله «برشلونة من أقوى المرشحين للفوز بنهائي دوري الأبطال. فقد كانت هذه المواجهة (أمام ميلان) بالغة الأهمية ونجحنا في تجاوزها. حققنا خطوة هائلة صوب اللقب».
وجاءت صحف مدريد إيجابية بشكل عام تجاه فوز برشلونة، وإن كان إيلاديو باراميس، مدير الاتصالات المثير للجدل لمدرب ريال مدريد جوزيه مورينهو، أصدر تعليقا لاذعا بحق برشلونة. فقد كتب باراميس، الذي لم يتوقف منذ عامين الآن عن القول بأن برشلونة يلقى دوما معاملة مميزة من الحكام، في صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت «صرنا نعرف الآن من سيفوز بلقب دوري الأبطال».
ثم أشار باراميس بعدها إلى ضربة الجزاء الثانية التي احتسبت لبرشلونة، وقال إن الكرة لم تكن في اللعب عندما أطلق حكم المباراة صافرته، لأن مدافع ميلان أليساندرو نيستا جذب ملابس مدافع برشلونة سيرجيو بوسكيتس في أحد الأركان. وكتب باراميس «كل موسم نتعلم أمورا جديدة عن برشلونة.. فاليوم علمنا أنهم بإمكانهم الحصول على ضربات جزاء، حتى واللعب متوقف، وليس جاريا».
من جانبه، أبدى ماسيميليانو أليغري، المدير الفني لميلان الإيطالي، تقبله لخروج الفريق على يد برشلونة، وأقر بأن برشلونة هو «الأفضل». وبالإضافة إلى ثنائية ميسي لبرشلونة من ضربتي جزاء، أضاف أندريس إنييستا الهدف الثالث للفريق، في حين كان هدف ميلان الوحيد من نصيب أنتونيو نوتشيرينو. وقال أليغري «إنه (برشلونة) مصنف كأفضل فريق. لقد ارتكبنا خطأ في ضربة الجزاء الأولى». واعترض لاعبو ميلان بشكل كبير على احتساب الحكم لضربة الجزاء الثانية مدعين أنها غير مستحقة. وانتقد أليغري أيضا قرار الحكم باحتساب ضربة الجزاء الثانية قائلا «ضربة الجزاء الثانية كانت مثيرة للشكوك بشكل أكبر وقد تسرع الحكم في إطلاق الصافرة». ورغم ذلك، أكد أليغري أن «برشلونة كان المرشح الأوفر حظا للفوز بدوري الأبطال، ولا يزال».
واتهم مهاجم ميلان، الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، حكم المباراة بمساعدة برشلونة من خلال منحه ركلتي الجزاء اللتين أسهمتا في بلوغه الدور نصف النهائي، ليعادل الفريق الإسباني إنجاز مواطنه ريال مدريد في بلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي من 1956 إلى 1960. وقال إبراهيموفيتش الذي لعب موسما واحدا في صفوف برشلونة قبل أن يتركه لعدم تفاهمه مع المدرب غوارديولا «نجحنا في إدراك التعادل، ثم منح الحكم ركلة جزاء على الرغم من أن اللاعبين لم يتنافسا على الحصول على الكرة. كان قرارا غريبا ودمر اللعبة». وتابع «برشلونة ليس في حاجة إلى هذا النوع من القرارات لأنه أفضل فريق في العالم». وكشف «بدأت أفهم ماذا يعني (مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه) مورينهو عندما ينتقد أداء الحكام لدى مواجهة برشلونة في كامب نو، لقد رأيت الأمور بأم العين».
بيد أن غوارديولا رد على إبراهيموفيتش مؤكدا أن فوز فريقه لا يقبل أي شك أو جدل بقوله «سأدع إبراهيموفيتش يحلل تصريحاته، لكن يبدو لي أنه أصبح صديقا لمورينهو». وتابع «إذا قال إن تأهل برشلونة إلى نصف النهائي جاء بفضل الحكم فهذا رأيه، لكن أفضل رد لنا أننا نبلغ هذا الدور للمرة الخامسة على التوالي. نحن نتكلم على أرض الملعب». وأوضح «نستحق عن جدارة بلوغ نصف النهائي، فقد سدد الفريق المنافس ثلاث مرات باتجاه المرمى مقابل 21 تسديدة لنا، ونحن نتكلم عن مواجهة دفاع إيطالي. إذا كان الجميع ينتظرون أن نسجل ستة أو سبعة أهداف فإن الأمور لا تسير بهذه الطريقة».
من جانبه، أكد أندريس إنييستا، لاعب فريق برشلونة، أن الحذر في مواجهة فريق مثل ميلان الإيطالي يكون مطلوبا حتى إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة. وسجل إنييستا الهدف الثالث لبرشلونة في المباراة. وقال إنييستا عقب المباراة التي أقيمت على ملعب «كامب نو» معقل فريق برشلونة «عندما تواجه فريقا مثل ميلان يجب أن تعرف أن المهمة لا تنتهي حتى تسمع صافرة نهاية المباراة». وأضاف «كنا مضطرين للقيام بعمل صعب للغاية أمام فريق كبير، ونشعر الآن بسعادة بالغة للتأهل إلى الدور قبل النهائي». وقال إنييستا «لنرى ما سيحدث في مباراة الغد، وأي الفريقين سنواجهه في الدور المقبل».
وبعد أن تأهل إلى الدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب مارسيليا الفرنسي، اقترب بايرن ميونيخ بشكل كبير من تحقيق حلمه في خوض المباراة النهائية للبطولة والتي تقام على ملعبه في 19 مايو (أيار). وحجز بايرن ميونيخ مقعده في الدور قبل النهائي بفوزه على ضيفه مارسيليا الفرنسي 2/صفر في إياب دور الثمانية، بعد أن فاز بايرن بالنتيجة نفسها في مباراة الذهاب التي أقيمت بفرنسا الأسبوع الماضي.
وسجل المهاجم الكرواتي إيفيكا أوليتش هدفي بايرن ميونيخ في شباك مارسيليا خلال الشوط الأول من المباراة ليثبت جدارة فريقه بالتأهل. وقال كارل هاينز رومينيغه، رئيس نادي بايرن ميونيخ، إن الفريق يستحق الإشادة. وأضاف «لقد كان عرضا رائعا من فريقنا. سيطرنا على المباراة وفزنا عن جدارة». وقال الفرنسي فرانك ريبيري، لاعب خط وسط بايرن، إن الفريق راض عن مستواه. وأضاف «إنني سعيد حقا لإيفيكا أوليتش، ومتأكد أننا سنواجه ريال مدريد في الدور قبل النهائي». وأشاد كل من رومينيغه ويوب هاينكس المدير الفني لبايرن بحارس المرمى مانويل نيوير. وقال هاينكس «مانويل نيوير أنقذنا مرتين في الشوط الأول، لكننا عدنا بقوة، وفي النهاية فزنا عن جدارة».
وأبدى هاينكس سعادة بالغة بتأهل الفريق على حساب مارسيليا، وأكد أنه سعى لإثارة حماس لاعبيه، وقال «قلت للاعبين إننا تأهلنا بالفعل إلى نهائي كأس ألمانيا، ويمكننا الفوز بلقب الدوري والتأهل إلى الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا».
وقال ديديه ديشامب، المدير الفني لمارسيليا «هذا الحاجز كان عاليا للغاية بالتأكيد. لقد حاولنا الاستفادة بأقصى درجة ممكنة من وضعنا، لكن بايرن أصبح واحدا من أفضل أربعة فرق في أوروبا».