أعلن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، أنه سيقاوم كافة الإغراءات التي يعرضها نادي ريال مدريد الإسباني لإقناع المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بالرحيل عن ملعب الاتحاد خلال الصيف الحالي، وسط تكهنات بأن المهاجم الأرجنتيني غير مستقر في إنجلترا ويريد الرحيل إلى سانتياغو برنابيو.
وقد نفى مسؤولون بارزون في مانشستر سيتي التقارير التي تتناولها وسائل الإعلام الإسبانية بأن مهاجم التانغو الأرجنتيني صاحب الـ23 ربيعا، والمنتقل الصيف الماضي من أتليتكو مدريد الإسباني إلى مانشستر سيتي في صفقة بلغت قيمتها 34 مليون جنيه إسترليني، يرحب بالعودة إلى الليغا الإسبانية بسبب عدم قدرته على التكيف على المعيشة في بريطانيا. ومن غير المرجح أن يسمح النادي الإنجليزي برحيل أغويرو، لأن الخط الهجومي للفريق يعاني من حالة من عدم الاستقرار، ولا سيما في ضوء الغموض الذي يحيط بمستقبل المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز والمشاغب الإيطالي ماريو بالوتيلي والمهاجم البوسني إدين دزيكو.
ومن المتوقع أن يستعيد مهاجم التانغو الأرجنتيني عافيته من الإصابة ليكون جاهزا للمشاركة في لقاء فريقه أمام آرسنال على ملعب الاتحاد يوم الأحد المقبل. وكان روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي قد صرح بأن مهاجمه أغويرو سيغيب عن صفوف الفريق خلال مباراته أمام سندرلاند بسبب إصابة «غبية» في القدم.
وقال مانشيني في مؤتمر صحافي «إنها إصابة غبية.. دون أي خطأ من جانبه، إلا أنه لا يمكنه اللعبة بسبب هذه الإصابة لمدة لا أعرف بالضبط كم ستطول».
ولم يكشف المدرب الإيطالي عن تفاصيل الإصابة، وأضاف «أفضل إلا أتحدث».
يذكر أن أغويرو قد حقق نجاحا كبيرا مع مانشستر سيتي في أول موسم له مع الفريق، حيث نجح في تسجيل 24 هدفا في 41 مباراة. وفي ضوء التكهنات المتزايدة والتقارير الصحافية التي تشير إلى اهتمام النادي الملكي بالمهاجم الأرجنتيني، أكدت مصادر من داخل نادي مانشستر سيتي أنه لا يوجد «أي نية» للتخلي عن اللاعب، وأصرت على أن اللاعب وعائلته سعداء في إنجلترا. وكان الأسطورة الأرجنتينية ديغو مارادونا، وهو والد زوجة أغويرو، قد صرح في الآونة الأخيرة بأن أغويرو قد «أخطأ» عندما انتقل إلى نادي مانشستر سيتي، وهو ما زاد من الاعتقاد بأن اللاعب الأرجنتيني في طريقه إلى النادي الملكي.
وكان مارادونا قد قال: «يتعين على أغويرو أن يلعب لنادي ريال مدريد. وحتى لو كان اللاعب يتألق في صفوف نادي مانشستر سيتي، فكان القرار الأفضل هو التوقيع للنادي الملكي. لقد أخطأ، ولكنه الآن يقدم مستويات رائعة ومن الصعب أن يتخلى عنه مانشستر سيتي». واستطرد مارادونا قائلا «ومع ذلك، ريال مدريد يتعاقد مع اللاعب الذي يريده، ولا يوجد حدود لفلورينتينو بيريس رئيس ريال مدريد». كل ما في الأمر هو إقناع مانشستر سيتي للتخلي عن اللاعب، ولكن ليس من خلال الأموال لأن مانشستر سيتي لديه كثير من الأموال بالفعل.
ودائما ما يتبع النادي الملكي تكتيكا ماكرا يسمح للتكهنات بالتزايد بشأن انتقال اللاعب إلى سانتياغو برنابيو، ويقوم النادي بنفي تلك التقارير أو اهتمامه باللاعب، وهو ما يعد دليلا على وجود بعض الاتصالات بين النادي واللاعب خلال الأسابيع الأخيرة. وكان النادي الملكي قد اتبع نفس الأسلوب خلال تعاقده مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي، وهو ما كان السبب في هجوم السير أليكس فيرغسون على سياسة النادي الملكي وإطلاقه تصريحه الشهير عندما قال «لن نبيع ولا حتى فيروسا لهؤلاء الغوغاء»، قبل أن يتمكن ريال مدريد في نهاية المطاف من الحصول على خدمات رونالدو. وكانت صحيفة «ماركا» الإسبانية، التي ما زالت ترتبط بعلاقات وثيقة بنادي ريال مدريد، قد صرحت الشهر الماضي بأن النادي الملكي سوف يدفع مقابلا نقديا، علاوة على التخلي عن مهاجمه غونزالو هيغواين، في محاولات جادة لإقناع مانشستر سيتي بالتخلي عن أغويرو. وذكرت الصحيفة أن سبب رغبة أغويرو في الرحيل عن مانشستر سيتي هو عدم ارتياحه للحياة في مانشستر.
من جهته، نفى المدير الفني لريال مدريد جوزيه مورينهو، ومدير النادي إميليو بوتراغوينيو، وجود أي محاولات لمبادلة هيغوين بأغويرو، ولكن من المعروف أن ريال مدريد يتمتع بسياسة النفس الطويل في المفاوضات، علاوة على أن أغويرو كان يفضل الانتقال إلى سانتياغو برنابيو الصيف الماضي، قبل أن يرفض ناديه السابق أتليتكو مدريد انتقاله المباشر إلى ريال مدريد بسبب الحساسية بين جمهور الناديين. ومع ذلك، أكد أغويرو أكثر من مرة أنه سعيد في مانشستر سيتي، كما أصر خلال الشهر الماضي أنه سعيد في النادي.
يذكر أن أغويرو كان قد أبلغ في وقت سابق الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لمانشستر سيتي برغبته في الرحيل عن الفريق ولم يخف حقيقة أنه يريد اللعب لريال مدريد. ولدى سؤاله عن اهتمام ريال مدريد بأغويرو ونيته في التخلي عن هيغوين، رفض المدير الفني لمانشستر سيتي فكرة التخلي عن أغويرو نهائيا وقال: «هيغوين لاعب كبير هو الآخر، ولكننا لا نريد أن نتخلى عن أغويرو بأي مقابل. من المستحيل أن نتخلى عنه. سوف يبقى هنا، ولكن إذا كان هيغوين يريد المجيء إلى هنا فمرحبا به وسنكون سعداء للغاية». وربما يكون أغويرو هو اللاعب الوحيد في الخط الهجومي لمانشستر سيتي الذي سيبقى في ملعب الاتحاد بعد فترة الانتقالات الصيفية، بسبب احتمال رحيل المهاجمين الآخرين، بما في ذلك مواطنه كارلوس تيفيز الذي عاد لصفوف الفريق بعد غياب طويل عقب اعتذاره عما بدر منه العام الماضي، ومن الممكن أن يرحل عن صفوف الفريق في حال تلقيه عروضا جدية خلال الصيف الحالي.
وكان نادي ميلان الإيطالي قد توقف عن مفاوضاته لضم اللاعب في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بسبب إصرار مانشستر سيتي على الحصول على 28 مليون جنيه إسترليني، ولكن من الممكن أن يتم تخفيض المقابل المادي المطلوب للتخلي عن «الأباتشي» الأرجنتيني إلى 20 مليون جنيه إسترليني، لأنه لم يتبق له مع الفريق سوى عامين فقط بدءا من الصيف الحالي. وعلاوة على ذلك، قد يتخلى النادي عن المهاجم الإيطالي المثير للشغب ماريو بالوتيلي في حال تلقيه عرضا بـ20 مليون جنيه إسترليني، في حين أن المهاجم البوسني دزيكو الذي التحق بصفوف مانشستر سيتي قادما من نادي فولفسبورغ الألماني في يناير عام 2011 في صفقة بلغت قيمتها 27 مليون جنيه إسترليني، أصبح غير سعيد ببقائه في النادي بعد عجزه عن حجز مكان أساسي في الفريق، وتشير بعض التقارير إلى احتمال عودته إلى البوندزليغا الألمانية مرة أخرى، وبالتحديد إلى متصدر الدوري الألماني بروسيا دورتموند.
وهناك محاولات للتخلي عن المهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور والمهاجم الباراغوياني روكي سانتا كروز على سبيل الإعارة لناديي توتنهام هوتسبر الإنجليزي وريال بيتيس الإسباني على الترتيب. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود النادي لتوفير بعض الأموال من بيع اللاعبين غير الأساسين للتعاقد مع لاعبين جدد يمثلون إضافات قوية للفريق. وقد أعرب المدير الفني مانشيني عن إعجابه الشديد بهيغوين، كما أعرب النادي مرارا وتكرارا عن اهتمامه بنجم المدفعجية الهولندي روبن فان بيرسي، ومهاجم نادي نابولي الإيطالي إدينسون كافاني. ومع ذلك، يعد أغويرو هو حجر الزاوية في الخط الأمامي لمانشستر سيتي خلال المواسم القادمة.