غالياني: ركلة الجزاء الثانية غيرت مسار المباراة لصالح برشلونة

نائب رئيس الميلان يشرح عدم صحة اللعبة وسوء أداء التحكيم

TT

إن حراس المرمى يجعلون الميلان يعاني. وبالتحديد منذ عدة أيام مضت، بعد أن اهتز الميلان بسبب هدف روبينهو المزعوم في مباراة كاتانيا الماضية في إطار الجولة 30 من الدوري الإيطالي، حيث طلب أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إدخال نظام حكم المرمى في المباريات الإيطالية، ووعده الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بدعم فكرته أمام اللجنة الدولية المختصة بتعديل لوائح كرة القدم. وفي المباراة أمام برشلونة في إطار إياب ربع نهائي دوري الأبطال في ملعب كامب نو احتسب الحكم لييسفيلد، أحد طاقم التحكيم الهولندي للمباراة، ركلة جزاء على نيستا لمسك قميص خصمه في منطقة الجزاء، ليستعيد الفريق الإسباني سيطرته على الملعب قبل نهاية الشوط الأول.

ومن دون النظر إلى ما بدا أيضا في ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو في مباراة الذهاب وفي مشهدين آخرين في مباريات دور المجموعات في مدينتي مينسك الروسية وبراغا التشيكية، أطلق حكام المباراة الصافرة ضد الميلان. إذن فعلاقة ميلان مع طبقة الحكام ليست سهلة هذا الموسم في المباريات الإيطالية والأوروبية. ولقد أثار هدف مونتاري الذي لم يتم احتسابه في مباراة اليوفي ضيق غالياني نائب رئيس ميلان الذي استشاط غضبا، لكنه على العكس بقى هادئا في المباريات الأوروبية. وفي مباراة كامب نو هذه المرة لم تكن كل عناصر الميلان تستشيط غضبا بسبب القرارات التحكيمية للحكم الهولندي، كويبرس، حيث كانت تصريحات لاعبي الميلان خالية من ذلك إلى حد ما. وحافظ أدريانو غالياني على الصمت، كما اتسمت تصريحاته في اليوم التالي بالسكينة حتى وإن أكد قائلا: «أقر بأن برشلونة فريق مثالي، وأن ميسي هو اللاعب الأفضل في العالم، لكن حينما أدركنا التعادل بهدف شعر الفريق الكتالوني بالخوف ولعب على الأجناب ثم جاءت ركلة الجزاء الثانية التي لم يكن لها وجود».

وواصل نائب رئيس الميلان حديثه، قائلا: «لو لم يحصلوا على ركلة الجزاء تلك لا أعلم كيف كانت لتنتهي المباراة، ربما كنا لنذهب إلى الاستراحة بالتعادل وكانت المباراة لتتغير على المستوى الخططي، كان ينقص ثلاث دقائق على نهاية الشوط الأول، وكان على وشك الانتهاء بتأهلنا. ولقد خسرنا في مواجهات برشلونة المباشرة ولكننا لعبنا جيدا». وبعد انتهاء الشعور بالمرارة يقوم غالياني بحساباته الخاصة، قائلا: «أنا لا أنتقص شيئا من قيمة برشلونة لو قلت إن الميلان لديه القدرة الكافية لقتال الفريق الكتالوني. وفي عام 2006 تأهل برشلونة إلى نهائي دوري الأبطال من خلال تسديدة جولي التي كانت من المفترض أن يتم احتسابها تسللا، كما لم تمنح برشلونة هدف شيفتشينكو لصالح الميلان. ولقد تعرضنا للإقصاء في ربع نهائي هذا الموسم من دوري الأبطال، ولكننا سنحاول النجاح في المرة المقبلة».

وليس أمام غالياني إلا أن يلعن سوء حظ ميلان في القرعة، بينما يحتفل الفريق الكتالوني بألقاب النصر، وفي صحف مدريد فقط تظهر الحيرة حول خطأ نيستا في منطقة الجزاء، حيث عقّب نائب رئيس الميلان على هذا الأمر، قائلا: «نأمل في الدخول في مجموعة الثمانية الأوائل، وهكذا يمكننا تجنب لقاء ريال مدريد أو برشلونة في مباريات دوري الأبطال». ويمكن توقع الباقي دائما نظرا لأن الميلان سيعود في هذه الحالة إلى الاقتراع التكاملي مع تجنب لقاء هذه الفرق في ربع النهائي وما بعده، وكل هذه الأشياء ينبغي القلق من أجلها في الموسم المقبل. ويحاول غالياني أن يجد العزاء، قائلا: «إننا الفريق الإيطالي صاحب أفضل أداء في المباريات الأوروبية علاوة على تصدرنا الدوري الإيطالي، كما فزنا العام الماضي بكأس السوبر الإيطالي». بينما يركض برشلونة الخارق نحو نهائي آخر ولكن صبرا.

وفي سياق متصل، فإن ركلة الجزاء التي تم احتسابها لصالح برشلونة في الدقيقة 40 من الشوط الأول تحتوي على أمرين غير صحيحين. فلو كان صحيحا أن نيستا تشبث بقميص بوسكيتس (كما مد الإسباني يديه على الأرجح ليتخلص من خصمه)، وفي هذا المشهد أطلق الحكم الهولندي كويبرس صافرته لصالح الفريق الكتالوني، فبالمثل يعد صحيحا أن بويول، لاعب برشلونة، بشكل متتالٍ ارتكب خطأ بإعاقة ركض مدافع الميلان. وهذا ما يمكن تعريفه باستعارة مصطلح «الإعاقة» من اللغة الخاصة بكرة السلة، ولفهم الموقف جيدا فلنقرأ لائحة كرة القدم، قانون رقم 12 فصل «الأخطاء وعدم الصحة» تحت عنوان «إعاقة تقدم الخصم»: «إن إعاقة تقدم الخصم تعني أن تضع نفسك في مسار الخصم لإعاقته وإبطائه أو أن تضطره لتغيير مساره بالكرة مع عدم وجود مساحة كافية للعب بين كلا اللاعبين. وكل اللاعبين لديهم الحق في اتخاذ وضعهم على أرض الملعب، وإن الوجود على ملعب الخصم أمر يختلف عن إعاقة تقدمه بالوجود على نفس خط سيره». إذن فإن تصرف بويول لا يعد صحيحا نظرا لتحركه لإعاقة تقدم نيستا. كما أن علينا التأكيد أن الأمر لا يتعلق فقط بحالة نيستا ولكن تكررت مواقف مماثلة طوال المباراة، وأن اللاعب إذا اتخذ وضعه في الملعب ثم ظل ثابتا من دون ارتكاب خطأ في اللحظة التي يهاجمه فيها خصمه بالذهاب لمحاولة ركل الكرة، وهو ما يعني أن لو لم يتحرك بويول لم يكن في استطاعة المدافع نيستا وعناصر الميلان طلب التدخل من أجل التصرف الخاطئ.

وفي موقف آخر دائما في الشوط الأول أحسن برشلونة الاستفادة من تصرف «الإعاقة»، حيث تحرر بويول من مدافعي الميلان بمساعدة (التصرف الخاطئ) لزميل أعاق تقدمهم، ولكنه لم ينهِ الركلة. ولم يطلق الحكم كويبرس صافرته على الخطأ، وأخطأ في ذلك أيضا. ويُضاف إلى ما سبق أن في الوقت الذي أصبحت فيه الكرات الثابتة مصدرا أكثر لتسجيل الأهداف، فإن الفرق تدرس مرارا وتكرارا وتجرب وتعيد تجريب خطط وتحركات و«قطع الكرة»، وأيضا «إعاقات». ومن الواضح أن الأمر يعد معقدا بالنسبة للحكام (فضلا عن تداخله وتطوره). وعلى الرغم من وجود حكام المرمى بإقرار الاتحاد الأوروبي لكرة الكرة، فإنهم يجهدون كثيرا في الاعتناء بمن يحاول خداعهم بهجمات غير صحيحة بوضوح.