اليوفي يسعى إلى الحفاظ على صدارة «الكالتشيو» على حساب لاتسيو

رييا يفكر في الدفع بالمهاجم الإيطالي ماوري اليوم أمام كتيبة كونتي

TT

إنها ليست مفارقة بل هي ثمرة التدريبات، اليوفي، أو بالأحرى الفريق الأكثر سيطرة على مجريات اللعب في الدوري الإيطالي، الذي يفرض دائما المناورات الهجومية، هو صاحب أفضل خط دفاع في الموسم الحالي. لقد نجح أنطونيو كونتي، مدرب يوفنتوس، في إيجاد التوازن بغض النظر عن طريقة اللعب التي يعتمد عليها أو اللاعبين: تسجيل الأهداف في مرمى جيجي بوفون بات شيئا صعبا سواء كان فريق اليوفي يدافع بـ3 لاعبين وحتى لو كان خط دفاعه مكونا من 4 لاعبين. وفي آخر 5 مباريات ونصف أصبح هز شباك بوفون مستحيلا أيضا لأن لاعبي خط الوسط عادوا إلى أعلى مستوياته. وهكذا باقي الفريق، بمن في ذلك المهاجمون، يشاركون في المراحل الدفاعية وبنفس الطريقة كل لاعب في صفوف السيدة العجوز (بدءا من الظهيرين ومن أمامهما) يشارك في الجانب الهجومي. اليوفي يهاجم ويدافع ككتلة واحدة، خطوط الفريق متقاربة للغاية، وهناك دائما من يساعد رفيقه عند الصعوبة ويعملون على تضيق المساحات أمام الفريق المنافس بينما يقف بوفون مستعدا للتدخل الحاسم ضد أي كرة تصل إلى مرماه.

يا لها من أرقام: خط دفاع يوفنتوس هذا الموسم دائما ما كان يظهر بأداء جيد، مرة واحدة فحسب استقبل 3 أهداف في مباراة (كان ذلك أمام نابولي) ولقاء واحد فحسب شهد هز شباك جيجي بوفون مرتين (على ملعب السيدة العجوز أمام جنوا) وخلال 17 مباراة من إجمالي 31 لقاء ظل مرمى اليوفي طاهرا دون انتهاك حرمته. ثمة معلومة هامة أيضا تخص نتائج الفريق خارج ملعبه، بعيدا عن الاستاد الجديد ليوفنتوس استقبلت شباك الفريق 8 أهداف فحسب بينما دخل مرمى الميلان في مبارياته خارج ملعبه 17 هدفا.

النضوج: وكان العمل الخططي لأنطونيو كونتي ذا دور أساسي في ذلك لأنه سمح للفريق بالتحسن مع حصد النتائج دون إغفال أن طريق النضوج كان طويلا. في البداية منح كونتي الهوية إلى الفريق محاولا منح شكل سريع للمشروع الذي كان داخل عقله. وعلى الفور استوعب فريق اليوفي أهمية السيطرة على مجريات اللعب وكانت مهارة خط الوسط هي الأساس المثالي الذي تم العمل عليه. كان الفريق في حاجة إلى التحسن في خط الهجوم، أيضا في ما يتعلق بسمات رؤوس الحربة، وكذلك الدفاع. ولهذا السبب غالبا ما لجأ كونتي إلى تغير طريقة اللعب ثم أصر على الجانب الخططي من أجل تنمية المدافعين بشكل فردي، في بداية الموسم الحالي عاش جورجيو كيلليني فترة صعبة، غير أنه خرج منها على طريقة الكبار والآن يصفه مدرب نابولي والتر ماتزاري: «بمفرده يمكنه إيقاف 3 لاعبين منافسين». بينما قاد أندريا بارزالي دائما خط الدفاع دون أن يغيب في أي مباراة. أما في ما يتعلق بالمدافع بونوتشي، فقد وجد له مدرب الفريق الطريقة المثالية للاصطفاف في خط الدفاع المكون من 3 لاعبين، الذي يكون فيه كل عنصر له مهمة محددة: حيث يتعين على بونوتشي بدء الهجمة بأقدامه اللينة بينما يغتنم بارزالي الخبرة والإحساس الخططي في استدعاء المواقف والسيطرة على الخصم الأكثر خطورة، أما كيلليني فيستخدم قوته البدنية في مساندة زملائه.

السلسلة: وبفضل كل تلك الأدوات أصبح فريق اليوفي الآن يدافع بشكل رائع للغاية: لم تستقبل شباكه الأهداف منذ 532 دقيقة داخل الملعب، أي منذ الدقيقة الـ17 من الشوط الأول لمباراة بولونيا (7 مارس/ آذار) الماضي. ثم بعدها جاءت لقاءات يوفنتوس أمام جنوا وفيورنتينا والإنتر ونابولي وباليرمو بواقع تعادل (لا يمكن تصديقه بسبب الفرص الضائعة) و4 انتصارات على التوالي دون استقبال أي هدف، والمعلوم في إيطاليا أن الدرع المحلية دائما ما تذهب إلى الفريق الأقل تعرضا للأهداف. وهذا عامل مساعد أيضا يجعل السيدة العجوز وعشاقها يواصلون حلمهم. وسيسعى خط دفاع اليوفي اليوم، الأربعاء، للمحافظة على صلابته أمام لاتسيو.

وعلى الجانب الآخر، يفكر ايدي رييا، مدرب لاتسيو، في الاعتماد على المهاجم ستيفانو ماوري الذي سجل في لقاء فريقه الأخير أمام نابولي خلفية مزدوجة نموذجية رائعة تستحق تقييمها بـ9 درجات. وكان ذلك الهدف هو رمز الفوز «الحاسم» في الصراع على المركز الثالث المؤهل لبطولة دوري أبطال أوروبا: وهكذا وصف أيضا ايدي رييا فوز فريقه أمام نابولي في الجولة الفائتة.

جدير بالذكر أن مسيرة ماوري الكروية شهدت كل شيء: بداية ساحقة، إصابة، انتكاسة، خضوع لعملية جراحية، التحقيق معه في فضيحة المراهنات، تجديد عقده مع النادي، ثم تسجيل الهدف في لقاء الديربي، والآن بات جوهرة الفريق. إذن، الإيطالي ماوري مهاجم لم تنته صلاحيته بعد. أما البرازيلي هيرنانيز، على العكس، فقد نفد صبره بعد أن أصبح أكثر لاعب في الدوري الإيطالي تم استبداله أثناء المباريات، ولهذا السبب فقد اللاعب رباطة جأشه مساء السبت الماضي وترك الاستاد دون الاحتفال مع زملائه بالفوز أمام نابولي. من أجل ذلك سيحاول رييا اليوم أمام اليوفي (خلال المباراة الرسمية رقم 100 له على مقعد مدرب لاتسيو) تجنب تكرار تلك المشكلة وسيستبعد هيرنانيز من القائمة الأساسية التي ستخوض اللقاء.

أحلام وكوابيس: وباختصار يمكننا القول إن ماوري أطاح بالمهاجم البرازيلي من مركزه. أجل، لأن رييا لم يقتنع مطلقا من قبل بإمكانية التعايش بين هذين المهاجمين داخل الملعب. ومنذ ما لا يزيد على أسبوع مضى أوضح مدرب فريق لاتسيو قائلا: «بإمكانهما أيضا اللعب معا غير أنهما في النهاية يفضلان، بشكل أو آخر، شغل نفس المركز داخل الملعب». وخلال الموسم الحالي لم نرَ مطلقا تلك المشكلة بسبب إصابة ماوري. ولكن الآن بالنسبة لرييا حانت لحظة الاختيار. وأمام اليوفي سيعتمد مدرب لاتسيو على المهاجم الإيطالي الذي اعتاد خلال مسيرته على تسجيل الخلفيات المزدوجة: أول هدف أحرزه ماوري في دوري الدرجة الأولى الإيطالي جاء من خلفية مزدوجة في 1 سبتمبر (أيلول) 2002 في شباك أتلانتا.