آلان هانسن: مانشيني مسؤول عن ضياع الدوري من مانشستر سيتي وليس بالوتيلي

قال إن مشكلة الفريق الحقيقية أنه لا يملك مدربا مثل فيرغسون

TT

لو كان المدير الفني القدير لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون يتولى الجهاز الفني في مانشستر سيتي لكان هذا الفريق هو من يحتفل الآن بقرب فوزه بدرع الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا الرأي كتبه آلان هانسن، الناقد الرياضي في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، وقال «إنني من أشد المؤيدين لفكرة أن النادي الذي يحصل على الدوري الإنجليزي هو النادي الذي يملك أفضل اللاعبين، لكن هذا المنطق قد تغير خلال الموسمين الماضيين، وأصبح المدير الفني هو من يصنع الفارق لفريقه. ولو كان السير أليكس فيرغسون يتولى قيادة الفريق الحالي لمانشستر سيتي، وكان روبرتو مانشيني هو المدير الفني لمانشستر يونايتد، لكان مانشستر سيتي قد فاز باللقب بفارق 20 نقطة كاملة عن أقرب منافسيه».

لقد أصبح مانشستر يونايتد على بعد خطوات قليلة من الفوز باللقب بسبب استسلام مانشستر سيتي وبسبب الأخطاء الكثيرة والفادحة التي ارتكبها، ولعل أبرزها فشله في استغلال تلك المهارات الفذة التي يتمتع بها لاعبوه، فما إن تنظر إلى الفريق حتى تشعر بافتقاره للجماعية والروح القتالية، وتلك الرابطة التي دائما ما تجمع لاعبي أي فريق يبحث عن الصعود إلى منصات التتويج للاحتفال بالألقاب، وهي الصفات التي يتحلى بها مانشستر يونايتد بعد أن نجح فيرغسون في غرسها في نفوس لاعبيه.

إن روح الفردية التي تسيطر على مانشستر سيتي لا توجد مطلقا في «أولد ترافورد»، وحتى لو افترضنا وجودها فإنها توجد في مناسبة واحدة فقط خلال الموسم، ويتم التعامل معها بشكل فوري. لقد سمح مانشيني لروح الفردية بأن تقهر فريقه وتبدد محاولاته للحصول على اللقب في نهاية المطاف. وعلى الرغم من أن الفريق كان يفقد أمله الأخير للحاق بمانشستر يونايتد وهو يتجرع كأس الهزيمة أمام آرسنال، فإنه لم يكن هناك سوى لاعب واحد فقط في الفريق يجسد كل الصفات التي توجد في لاعبي الفرق التي تبحث عن البطولات، وهذا اللاعب هو قائد الفريق ونجم خط دفاعه فينسنت كومباني، الذي يتسم أداؤه بالبطولة والشجاعة والقوة وبذل أقصى ما في وسعه لمساعدة ناديه وزملائه داخل الملعب، لأنه قائد بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وعلى الجانب الأخر، هناك المهاجم الإيطالي المثير للشغب ماريو بالوتيلي الذي يمثل الشر في أبهى صوره.

ولكي يحصل مانشستر سيتي على بطولة الدوري الإنجليزي فإنه بحاجة إلى أربعة أو خمسة لاعبين مثل كومباني، في الوقت الذي يتعين فيه استئصال بالوتيلي وأمثاله من قائمة الفريق. وفي الحقيقة، يملك مانشستر يونايتد أربعة أو خمسة لاعبين مثل كومباني، ولا يملك أي لاعب من نوعية بالوتيلي التي تدمر صفوف أي فريق، ويعود السبب في ذلك إلى أن المدير الفني للفريق يضع يده على المشاكل المحتملة ويتعامل معها بسرعة وفعالية كبيرة.

وفي الواقع، ووفقا لآلان هانسن مرة أخرى، فإن «من يستحق اللوم على ضياع اللقب هو مانشيني نفسه، لأنه لم ينجح في غرس الروح الصحيحة داخل صفوف الفريق، وما كان يتعين عليه أن يسمح للاعبيه بأن يقضوا العطلات الأسبوعية في النزهات في شتى بقاع المعمورة. ولنقارن مرة أخرى بين موقف مانشيني وما قام به المدير الفني المحنك لمانشستر يونايتد الذي اصطحب لاعبيه للاستمتاع برياضة الغولف في اسكوتلندا في نهاية الأسبوع لكي يضمن أنهم مستعدون تماما من الناحية الذهنية لتلك المحطات المهمة والحاسمة في عمر الدوري الإنجليزي.

وما إن تنظر إلى لاعبي مانشستر يونايتد داخل المستطيل الأخضر حتى تراهم يقاتلون معا ويبحثون عن بعضهم بعضا ويتأكدون من أنه إذا ما هبط مستوى أحدهم فإن هناك عشرة مقاتلين آخرين يقومون بتعويض ذلك على الفور، ويمكن تلخيص هذا الأمر في جملة واحدة وهي أن هذه مجموعة من اللاعبين يمكن الاعتماد عليها. في الواقع، ينظر فيرغسون حوله في غرفة خلع الملابس ويحدق في أعين لاعبيه ويدرك تماما أنه يمكنه الاعتماد عليهم والثقة بهم، ويقوم اللاعبون بالشيء نفسه في ما بينهم، ويدخلون المباريات وهم يعلمون جيدا ما يتعين عليهم القيام به. والسؤال الآن هو: هل نفس الأمر ينطبق على مانشستر سيتي قبل المباريات؟ هل يحدق كومباني في عيني بالوتيلي ويدرك أنه لن يخذل الفريق؟ هل تفاجأ أي شخص عندما رأى بالوتيلي يحصل على البطاقة الحمراء ويغادر الملعب ويعمق من جراح فريقه في مواجهة آرسنال؟».

ويضف آلان هانسن «لو كنا في ذلك العهد الذي لم يكن به سوى التشكيلة الرئيسية للفريق التي تضم 11 لاعبا وتغييرين فقط لكان من المستحيل السيطرة على هؤلاء اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس ومساعدتهم على أن يحبوا بعضهم بعضا، فما بالك الآن وقد امتدت قائمة الفريق إلى 20 لاعبا؟ في الحقيقة، يعد السير أليكس فيرغسون بارعا في تلك الجزئية، ولديه قدرة هائلة على توحيد طاقات لاعبيه، على العكس تماما من مانشيني. لست من هواة المطالبة بإقالة أي مدير فني، لكني أعتقد أن مانشيني يواجه خطر فقدان منصبه بسبب فشله في الحفاظ على قمة الدوري الإنجليزي وفشله في استغلال الموارد الهائلة المتاحة له في النادي.

ومن الناحية التكتيكية، أصبح مانشستر سيتي كتابا مفتوحا للفرق الأخرى التي استطاعت التعامل مع طريقته الأساسية والتي تتمحور حول اللعب في المساحات الضيقة. في بداية الموسم، كان مانشستر سيتي قادرا على إنهاك أي فريق من خلال الإيقاع السريع وتناقل الكرة كثيرا بين أقدام لاعبيه، لكن الآن لم يعد اللاعبون قادرون على القيام بذلك. ولم يتمكن ديفيد سيلفا من المشاركة في اللقاء السابق لأنه لم يحصل على قسط مناسب من الراحة في بداية الموسم، وهذه أيضا مسؤولية مانشيني الذي فشل في منح لاعبيه الأساسيين الراحة اللازمة حتى يمكنهم استعادة لياقتهم البدنية والذهنية التي تمكنهم من استكمال المسيرة خلال تلك المراحل الحاسمة من عمر البطولة. أما الصورة التي ستظل عالقة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة من الموسم الحالي فهي تلك الثقة غير المبررة من جانب مانشيني في بالوتيلي، الذي لم أكن أتوقع أن يدافع عن ألوان قميص مانشستر سيتي مرة أخرى عقب أدائه أمام تشيلسي».

هذا من جانب مانشستر سيتي، أما الصورة الأبرز في مانشستر يونايتد فهي بالطبع للأسطورة بول سكولز الذي يعد، من وجهة آلان هانسن «هو أفضل لاعب خلال العام الحالي، على الرغم من أنه لم يشارك سوى في 14 مباراة فقط. إنه لاعب هادئ الطباع، واثق من نفسه ومن قدراته، ولديه قدرة هائلة على التحكم في الكرة، وهو أحد اللاعبين الذين ينظر إليهم الجميع في مسرح الأحلام قبل أي مباراة كبرى ويقولون (إنه لاعب يمكن الاعتماد عليه). وهذه هي المعضلة في أي فريق كبير، أن تثق في فريقك وأن يكون لديك اللاعبون الذين يمكنك أن تثق بهم، وهذا هو السبب الذي سيصعد بمانشستر يونايتد إلى منصات التتويج مرة أخرى، ويجعل عشاق مانشستر سيتي ينتظرون لفترة أطول.

ولذلك تحوم الشكوك حول مستقبل مانشيني مع فريق مانشستر سيتي، ويتعين عليه أن ينهي الموسم بشكل مقنع لكي يتم تجديد عقده مع الفريق خلال المرحلة المقبلة. وعلى الرغم من أنه لن يكون هناك أي رد فعل غير محسوب من جانب مالك النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أو من رئيس النادي الشيخ خلدون آل مبارك الذي يثق في قدرات مانشيني، فإن المدير الفني الإيطالي يدرك جيدا أن مزيدا من التدهور في المستوى والنتائج قد يكلفه منصبه».

وكان من المقرر أن تبدأ المفاوضات الرسمية بين مسؤولي النادي ومانشيني نهاية الموسم الحالي، وبالتحديد في شهر مايو (أيار). يذكر أن عقد مانشيني مع الفريق سينتهي بنهاية الموسم القادم. ورغم تخلف مانشستر سيتي عن صاحب الصدارة مانشستر يونايتد بفارق يؤهله نظريا لحصد لقب الدوري الإنجليزي، فإن مانشيني لم يستسلم ويعترف بأن غريمه التقليدي مانشستر يونايتد قد ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه قبل أن يصبح ذلك مستحيلا من الناحية العملية، على الرغم من أن احتمالات فوز مانشستر سيتي باللقب الأول له منذ عام 1968 تعد ضعيفة للغاية.

وأمام مانشستر سيتي لقاءات ليست سهلة في الأسابيع المقبلة، وعليه الفوز فيها جميعا في محاولة للحفاظ على الأمل الضعيف في الفوز بالدوري، لكنه يواجه مشكلة كبيرة تتمثل في الغيابات الكثيرة سواء بسبب الإصابة أو بسبب الإيقاف، حيث يغيب عن صفوف الفريق كل من الفيل الإيفواري يايا توريه بداعي الإصابة، علاوة على النجم ديفيد سيلفا الذي يعاني من إصابة في الكاحل وأخرى في الركبة، ناهيك عن غياب اللاعب الإيطالي المثير للشغب ماريو بالوتيلي بعد حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة الفريق السابقة أمام آرسنال.