انتقد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني «اللصوص والمحتالين» الذين رفعوا أسعار التعريفة في الفنادق الأوكرانية بشكل جنوني خلال نهائيات كأس أوروبا التي تحتضنها أوكرانيا الصيف المقبل مشاركة مع بولندا.
وقال بلاتيني خلال زيارته للفيف، إحدى المدن الأوكرانية الأربع التي تستضيف الحدث القاري الصيف المقبل، إنه يشعر بالانزعاج التام بسبب ارتفاع التعريفة، مضيفا: «من المؤسف القيام بالكثير من الاستثمارات ثم القول للناس ليس بإمكانكم القدوم (إلى أوكرانيا) لأن هناك لصوصا ومحتالين يسعون إلى كسب الكثير من الأموال خلال كأس أوروبا». وتابع: «نعم، هذا الأمر يثير قلقي، أعتقد أن السلطات موجودة لكي تحرص على احترام الأنظمة»، مضيفا: «لا يمكنك أن تغير (تعريفة الغرفة) من 40 يورو في الليلة إلى 100 يورو ثم 500 يورو بين يوم وآخر بهذه البساطة، الأمور لا تتم بهذه الطريقة»، مشيرا أيضا إلى أن بعض الفنادق الأوكرانية لم تحترم العقود التي وقعتها من أجل حجز الغرف خلال كأس أوروبا. وتابع: «آمل ولمصلحتكم (مصلحة الأوكرانيين) أن تحترم الفنادق العقود التي وقعتها وإلا لن يأتي الناس (إلى أوكرانيا خلال النهائيات)».
وتعهد نائب رئيس الحكومة بوريس كوليسنيكوف، المسؤول المشرف على كأس أوروبا والذي كان موجودا إلى جانب بلاتيني، بأن تأخذ بلاده جميع الإجراءات اللازمة خلال الأيام الثلاثين المقبلة من أجل حل هذه المشكلة. وتعتبر أوكرانيا إحدى أكثر الدول فقرا في أوروبا، لكن أسعار الإقامة فيها ستصل إلى حدود خيالية عندما تستضيف الجمهورية السوفياتية السابقة نهائيات كأس أوروبا.
ففي دانييتسك (شرق البلاد)، إحدى المدن الأربع المضيفة في أوكرانيا، حجز غرفة في فندق قريب من الملعب الذي سيستضيف إحدى مباراتي الدور نصف النهائي في 27 يونيو (حزيران) المقبل، قد يكلف 3600 يورو لليلة الواحدة، أي أكثر بـ85 مرة من التعريفة الطبيعية (42 يورو لليلة). أما بالنسبة للمشجعين الذين ليس باستطاعتهم دفع هذا المبلغ الطائل فبإمكانهم الحجز في نزل أو ما يعرف ببيوت الشباب للحصول على غرفة من سريرين مع حمام مقابل 1400 يورو! أو استئجار خيمة مقابل 70 أو 120 يورو لليلة الواحدة في موقع مخصص للتخييم، وذلك بحسب الموقع العالمي للحجوزات بـ«وكينغ دوت كوم».
وقبل أقل من شهرين على انطلاق البطولة القارية سيكون من المستحيل إيجاد غرفة بسعر مناسب في فندق فعلي، أي بعيدا عن الشقق المفروشة، في المدن الأوكرانية الأربع المضيفة، وهي كييف ولفيف (غربا) وخاركيف ودانييتسك (شرقا). وإذا كانت الأسعار في العاصمة كييف مرتفعة أصلا، كونها من أغلى المدن الأوروبية، فإن المغالاة في الأسعار حصلت في المدينتين الصناعيتين خاركيف ودانييتسك اللتين لا تعتبران وجهة للسياح القادمين إلى أوكرانيا.
وهذا الوضع سيشكل مشكلة كبرى لنحو 5.1 مليون مشجع قادمين إلى أوكرانيا من أجل متابعة منتخبات بلادهم، وذلك بحسب تخوف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في حين أن هذه المشكلة غير موجودة في شريكة الضيافة بولندا التي ارتفعت الأسعار فيها أيضا إلا أنها تؤمن بدائل وخيارات متعددة لمشجعي كرة القدم من أجل الاستمتاع بالعرس الكروي القاري الذي ينطلق في 8 يونيو ويختتم في الأول من يوليو (تموز).
أما السلطات الأوكرانية فكل ما فعلته حتى الآن في هذه المسألة هو تقديم النصح للمشجعين بالتعامل مع وكلاء السفر الرسميين، لكن هؤلاء يقدمون بشكل أساسي غرفا في مساكن الطلاب في الجماعات. وقد رأى أمين عام الاتحاد الأوروبي ديفيد تايلور أن استغلال الحدث من أجل كسب أكبر قدر ممكن من الأموال لا يعطي صورة جميلة عن البلد، بينما وعد المسؤولون الأوكرانيون بالتدخل بحسب ما أكده كوليسنيكوف بقوله: «حكومتنا تملك السلطة الكافية من أجل تقليص الشهية»، أي الشهية النهمة لأصحاب الفنادق.
وبانتظار التدخل الحكومي، قرر الكثير من المشجعين البقاء في منازلهم كما هي حال الإنجليزي جينس باثمان الذي يلتقي منتخب بلاده مع فرنسا في 11 يونيو في دانييتسك. وهناك خيار أمام المشجعين بأن يحجزوا في طائرات تسافر يوميا من وإلى دانييتسك من أجل متابعة مباراة فريقهم ومن ثم مغادرة البلاد، وذلك بحسب ما أكده مدير ملعب دانييتسك ألكسندر أتامنكو. بعض الأوكرانيين ليسوا سعداء على الإطلاق بجشع أبناء بلادهم، فقرروا أن يفتحوا أبوابهم ومجانا أمام مشجعي كرة القدم من كل حدب وصوب، وهم دعوا عبر موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي مواطنيهم للقيام بالأمر ذاته. ولم يكن مشروع استضافة أوكرانيا لكأس أوروبا 2012 سلسا على الإطلاق منذ منحها هذا الشرف مشاركة مع بولندا، إذ اضطر الاتحاد الأوروبي إلى توجيه أكثر من تحذير إلى هذا البلد وهدده بسحب حق التنظيم منه بسبب تأخر الأعمال في الملاعب والبنى التحتية. وفي نهاية المطاف منحت أوكرانيا الضوء الأخضر لتستضيف النهائيات في أربع مدن، بينها العاصمة كييف التي ستحتضن المباراة النهائية.