صدمة في إيطاليا.. موروسيني يسقط في الملعب ويلقى مصرعه

فتح تحقيق بعد تعثر عربة الإسعاف 3 دقائق بسبب سيارة الإطفاء

TT

هذه المرة نزل الموت إلى الملعب، وضرب في القلب بييرماريو موروسيني، لاعب وسط فريق ليفورنو البالغ من العمر 25 عاما. كان موروسيني سعيدا وفريقه يسير نحو الفوز. وهذا وقد تم إيقاف النشاط الكروي حدادا على وفاة اللاعب، حيث توقفت كل بطولات الدوري، من الدرجة الأولى وحتى بطولة الهواة والناشئين. سقط موروسيني على الأرض، بينما كان اللعب بعيدا عنه. لم يدرك لاعبو بيسكارا شيئا ولم يلقوا بالكرة خارج الملعب، مما أثار غضب سكياتاريللا، لاعب ليفورنو، في أول مشكلة تفجرت بعد خروج سيارة الإسعاف من الملعب. وبالتزامن، سقط بييرماريو أمام المقعد، حيث يجلس نجل فرانكو مانشيني، حارس المرمى السابق في الدرجة الأولى ومعاون زيمان مدرب بيسكارا، والذي تعرض لأزمة قلبية أودت بحياته منذ أسبوعين ليلة مباراته مع باري.

بداية المأساة: سقط موروسيني شيئا فشيئا، وحاول النهوض ثلاث مرات، لكن الركبتين لم تدعماه وفي المحاولة الأخيرة انهار تماما. نزل مدلك وطبيب بيسكارا فورا إلى الملعب، بغض النظر عن استمرار اللعب. كما لم يدرك حكم المباراة، مثل كثيرين آخرين، خطورة الحدث، وبمجرد اقتراب الطبيب من موروسيني، تجلت المأساة، حيث كانت يدا اللاعب متشنجتين، وعيناه إلى أعلى. ولم يظهر جهاز مزيل الرجفان الكهربي في الملعب فورا في أرض الملعب، ولحق بأطباء الفريقين الدكتور بالوشيا (متخصص الأوعية والشرايين). وفقط في سيارة الإسعاف، التي وصلت متأخرة، تم استخدام مزيل الرجفان، لكن أطباء الإسعاف يؤكدون أن استخدامه لم يكن مفيدا. وفي الرحلة إلى المستشفى، لم يكن القلب يعطي بعد مؤشرات على الحياة، مثلما كان الحال في الملعب.

ووصل موروسيني إلى المستشفى وقد توفى بالفعل. ويؤكد الدكتور بالوشيا: «لم يعط اللاعب علامات على استعادة الوعي لا في الملعب ولا في المستشفى». ويتحدث التقرير عن أزمة قلبية ترجع إلى رجفان في عضلة القلب، ويشرح بالوشيا: «إنه نوع من عدم انتظام ضربات القلب، لكن السبب الأساسي ربما يكون ذا طبيعة أخرى أيضا، ربما عصبي، ومن الصعب قول ذلك. كل شيء سيوضحه تشريح الجثة لتحديد أسباب الوفاة». في واقع الأمر، الفرضيات مختلفة التي يتم تداولها، كما أن اصطدامه غير المقصود بالرأس مع كاشيوني قبلها بدقيقتين ليس الفرضية الأخيرة. وفي الإسعافات الأولية تم إخضاعه لجهاز تنظيم ضربات القلب مؤقتا، وواصلوا تدليك عضلة القلب. لكن للأسف، كل ذلك لم يكن مجديا.

الإحباط: سكت الجميع، ولم يؤكد أحد أن بييرماريو لا يزال على قيد الحياة، وقد أدركوا في المستشفى سريعا أن الآمال كانت ضئيلة. وخرج ديلي كاري المدير الرياضي لبيسكارا من القسم والانزعاج على وجهه. وأكد بكاء وإحباط زملائه الذين عبروا بصراخ وركلات ولكمات على الأبواب، أنه لم يعد ممكنا فعل أي شيء لموروسيني. واصطف اللاعبون والدموع تملأ عيونهم أمام ما يقرب من 100 مشجع لبيسكارا، وصفقوا لحافلة نوفارا المغادرة. وقد شوهد في الاستاد الحكم ومساعداه، ووصل الفريق إلى تيرينيا في منتصف الليل تقريبا، بينما ظل في بيسكارا الإداريان غارديني وسينيوريللي، ولحق بهما مدير أعمال اللاعب رانداتسو وخطيبته. هذا وقد تم نقل الجثمان إلى المشرحة تمهيدا لخضوعه للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة، ومن بعيد، اتصل كل من جانفراكو زولا وبييرلويجي كازيراغي، مدربي موروسيني في المنتخب الإيطالي تحت 21 عاما، وقد طلبا معلومات من مارينيللي المتحدر من بيسكارا وإداري المنتخب الإيطالي تحت 21 عاما، حيث كان حاضرا في الاستاد. تلاشت صرخات الألم شيئا فشيئا، ويبقى الآن الإحباط فحسب.

استغرق الأمر سبع دقائق أو أكثر قليلا، لكنها طويلة جدا، وما جعلها أطول كانت سيارة الإطفاء التي كانت تعيق دخول سيارة الإسعاف إلى الملعب. وهي الصورة التي رأتها إيطاليا بأسرها بعد دقيقة واحدة من سقوط موروسيني في الملعب. سبع دقائق مضطربة ومأساوية، وشهدت الدقيقة 31، في توقيت مباراة كرة قدم والتي صاحبت بعدها اللحظات الأخيرة في عمر رياضي شاب، هي بداية المأساة.

لحظات: ونزلت سيارة الإسعاف إلى الملعب بعد ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، وخرجت من الملعب في الدقيقة 38، بعد فوات الأوان تقريبا. في نفس الأثناء، كان الطاقم الطبي لبيسكارا، الدكتور إرنيستو ساباتيني واختصاصي العلاج الطبيعي كلاوديو داركانجيلو، بصحبة طبيب القلب دوناتو بالوشيا (كان موجودا في المقصورة ولم يسمح له رجال الأمن بالنزول إلى الملعب، مما استدعى تدخل أحد إداريي بيسكارا)، يقومون بعملية تدليك قلب لاعب ليفورنو. وكان جهاز إزالة الرجفان في سيارة الإسعاف، لكن ما كان بوسع الأطباء استخدامه، نظرا لأن موروسيني لم يعط علامات على الاستفاقة بعد التدخل الأول، وقد توقف قلبه عن الخفقان وهو في الملعب. ويحكي حارس بيسكارا لوكا أنانيا: «اقتربنا جميعا من المسعفين للاستفسار عن سبب عدم نزول سيارة الإسعاف إلى الملعب، وتولد لدينا فورا الانطباع أن هناك تأخير لا تفسير له. بعدها وصل إلى غرفة الملابس نبأ وفاة بييرماريو».

ما أثر على الإسعاف هو سيارة «فيات كروما»، تابعة للشرطة، كانت موجودة أمام بوابة دخول استاد الأدرياتيكي والمخصص لسيارات الإسعاف. هناك كانت موجودة سيارة الإطفاء أيضا متوقفة ومغلقة بالمفتاح ضد أي منطق، وضد أي ضمير. وقد تم تحريك السيارة بالدفع من جانب الحضور، والذي قاموا بتكسير إحدى النوافذ لفتحها. تلك السيارة لم يكن ينبغي أن تكون هناك. ويصرخ أحدهم: «استغرقنا ثلاث دقائق لإزاحة تلك السيارة، لكن أين كان السائق؟ وتعين على رجال الأمن بالاستاد تكسير النافذة من أجل تحريكها». حتى وإن كان هذا ليس سبب وفاة موروسيني، فإنه سيكون محل تحقيقين، أحدهما داخلي فتحته بلدية بيسكارا والآخر قضائي، وتقوم به المستشارة فالنتينا داغوستينو والتي طلبت الحصول على الوقائع والشهادات. ويقول العمدة لويجي ألبوري ماشيا: «سنقوم بتوضيح الواقعة». لكن هذا لن يمحو الصورة التي طافت العالم في ساعات قليلة، وتظهر فيها السيارة متوقفة أمام البوابة وسيارة الإسعاف متعثرة في الخلف، بينما يركض لاعبا بيسكارا، فيراتي وزانون، للحصول على النقالة من داخلها ويحملانها ركضا إلى الملعب. سينبغي تحديد من، من بين 14 من أمن الاستاد قد ترك السيارة هناك، ويقول قائد أمن بيسكارا كارلو ماجيتي: «إننا بصدد التحقق من الأمر». هذا صحيح، نظرا لأن المكان المخصص لقوات الأمن ليس أمام الطرق الرئيسية لخروج الإسعاف. وبعد المباراة مباشرة، اشتبك بعض جماهير بيسكارا مع رجال الأمن وألقوا الحجارة على سيارة الإطفاء مما اضطر الشرطة لاستخدام القنابل المسيلة للدموع.