موروزيني.. 25 عاما من الحياة المأساوية واجهها بابتسامة

رحل والداه خلال عامين وبعدها توفي شقيقه وكان لديه أخت معاقة

TT

ابتسامة في وجه كل عقبة تقذف بها الحياة في طريقه. موروزيني هو ذاته الشخص الذي كان لديه 100 سبب ليغضب، وهو نفسه الذي كان من الممكن أن يستدعي أحد الأطباء، ساعة تلو الأخرى، حتى الشيخوخة المتقدمة. لقد كان مثل البطاقة البريدية، يظهر دائما أفضل ما بداخله، نحو الجميع. كان يرى العالم بالألوان وكان يعرف كيف يستمتع بالأشياء البسيطة اليومية. يكفيك فحسب أن تقرأ رسائله الموجودة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: الدهشة الحقيقية أمام مشهد غروب الشمس على أحد الحوائط أو تناول وجبة بيتزا مع الأصدقاء المقربين؛ فمنذ أيام قليلة مضت كتب موروزيني على صفحته في موقع «تويتر» قائلا «عند مخرج السوبر ماركت كان هناك رجل عجوز مدهش من توسكانا يغني بصوت منخفض. لقد أسعد يومي».

ماريو كان يهدي نفسه، كل يوم، قطعة من الحياة السعيدة وينطلق مجددا بعد كل دراما شخصية دائما أكثر قوة إلى حد ما. في سن الـ13 فقد موروزيني والدته كاميليا وبعد عامين فقد والده الدو. كان حينها يلعب، بالفعل، كرة القدم في قطاع الناشئين في نادي أتلانتا. كان موروزيني فحسب بطلا طموحا ولكنه بالفعل كان بالغ. على مدار سنوات عاش الفقيد مع عمته ميراندا في مونتيروسو على بعد خطوتين من الاستاد وكان يهتم بأخ وأخت معاقين وبحاجة إلى مساعدة مستمرة. ثم بعد عدة سنوات تعرض لصدمة أخرى: الوفاة المأساوية للأخ فرانشيسكو، جنازة أخرى، ودموع أخرى. ولكنه تحلى بقدر من القوة التي ساعدته على استئناف حياته مجددا حتى لا يضيع: «غالبا ما سألت نفسي لماذا يحدث كل ذلك ولكني لم أنجح مطلقا في إيجاد رد، وهذا الأمر يجعلني أكثر حزنا. ولكن الحياة تستمر» هذا ما كان أقره اللاعب ذاته في عام 2005 خلال مقابلة صحافية مع مجلة «Guerin Sportivo»: «إنها أشياء تسجل علامات بداخلك وتغير الحياة ولكن في الوقت نفسه تضع الكثير من الغضب بداخلك وتساعدك على تقديم دائما كل ما لديك لإدراك ما كان من قبل أحد أحلام والديك. أود أن أصبح لاعب كرة قدم جيدا بالأحرى من أجلهما لأني أعلم إلى أي مدى كان ذلك سيسعدهما. من أجل ذلك أعلم أنني أتمتع بحوافز إضافية. خلال عامين فقدت النقطتين المرجعيتين الأكثر أهمية في حياتي، والآن أدرك أنني أصبحت النقطة المرجعية بالنسبة لأشقائي رغم كوني أصغر أفراد عائلتي سنا».

كان موروزيني يمثل أيضا نقطة مرجعية لبقية زملائه في كل فريق وجد به؛ فقد صرح جانكارلو فيناردي، مدرب فريق أتلانتا حينما كان الفقيد لاعبا هناك، قائلا «في عام 2005 كنا نلعب نهائيات درع الناشئين في بوليا وكنت أوجه مشكلة إيجاد قائد للفريق: فقد كنت غيرت صاحب هذا المنصب، بالفعل، مرتين وعندما سألت اللاعبين في غرفة خلع الملابس كانت هناك صيحة واحدة: ماريو، ماريو». يبكي الجميع رحيل موروزيني سواء من نشأ مثله في بيرغامو أو من التقى به خلال إحدى الجولات في إيطاليا: «كان فتى يتسم بطيبة قلب لا تصدق»، هكذا وصفه اليكس بيناردي، لاعب فيتشينزا ورافايلي سكيافي، لاعب بادوفا. أما جانباولو بيلليني، قائد أتلانتا فقد نعى موروزيني قائلا «كان يصدمني كونه يبتسم دائما». وأضاف ماركو أندريوللي، لاعب كييفو ورفيق بييرماريو في صفوف منتخب الناشئين: «علمنا جميعا دائما كيف نبتسم طوال أيام حياتنا حتى عندما يبدو أن الدنيا قد أدارت ظهرها».