الاتحاد الإنجليزي يطالب بتكنولوجيا خط المرمى بعد «الهدف الشبح»

لاعبو توتنهام ومدربهم يتهمون الحكم بتغيير سير اللقاء لصالح تشيلسي وإقصائهم من كأس إنجلترا

TT

طالب الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أمس باستخدام تكنولوجيا خط المرمى وذلك بعد الهدف الذي احتسبه الحكم لمصلحة تشيلسي أمام توتنهام (5 - 1) في الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس المحلية رغم أن الكرة لم تتجاوز الخط.

وكان تشيلسي متقدما 1 - صفر عندما أهداه الحكم الهدف الثاني غير الصحيح للإسباني خوان ماتا، مما أثر على مجريات اللقاء ومعنويات لاعبي توتنهام.

وسيجتمع مجلس «البورد» التابع للاتحاد الدولي والمخول وضع قوانين اللعبة في الثاني من يوليو (تموز) المقبل من أجل اتخاذ قراره بشأن استخدام تكنولوجيا خط المرمى لتحديد إذا كانت الكرة تجاوزت الخط.

وأصدر الاتحاد الإنجليزي بيانا قال فيه: «الاتحاد الإنجليزي طالب البورد بتقديم تكنولوجيا خط المرمى منذ 10 أعوام ونحن نجدد هذه الرغبة بأن يتم الاستعانة بها في أقرب وقت ممكن»، مؤكدا أنه ليس باستطاعته أن يأخذ مبادرة استخدام تكنولوجيا خط المرمى بشكل منفرد.

وكان قرار الحكم أثار حفيظة لاعبي توتنهام، كما كان هو الحدث الأبرز للصحف البريطانية أمس حيث وصفته بـ«الهدف الشبح». وشدد مهاجم توتنهام التوغولي إيمانويل أديبايور على ضرورة القيام بخطوة ما من أجل تجنب سيناريو مماثل، مضيفا «هذا الأمر يقتل البطولة، يقتل الكأس، يقتل اللعب».

وطالب هاري ريدناب مدرب توتنهام مجددا باستخدام تقنية مراقبة خط المرمى بعد أن أصبح فريقه ضحية خطأ فادح آخر. وكان توتنهام متأخرا 1 - صفر في الدقيقة 49 عندما سدد خوان ماتا كرة من داخل منطقة الجزاء لكنها اصطدمت عند خط المرمى بحارس مرمى توتنهام كارلو كوديتشيني وجون تيري قائد تشيلسي الذي كان راقدا على الأرض لكن الحكم مارتن اتكينسون احتسب الهدف رغم الاحتجاجات الشديدة.

حتى تيري اعترف في وقت لاحق بأنه كان يجب عدم احتساب الهدف الذي جعل توتنهام يعاني للعام الثاني على التوالي أمام تشيلسي من قرار تحكيمي بشأن عبور الكرة لخط المرمى. وقال ريدناب الذي خسر فريقه 2 - 1 أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي عندما سجل فرانك لامبارد هدف التعادل رغم عدم عبور الكرة خط المرمى: «الهدف الثاني كان كارثة.. أليس كذلك». وأضاف: «لم يكن حتى شبه هدف. لقد كان خطأ واضحا والكرة لم تقترب حتى من عبور خط المرمى. لقد ارتكب الحكم خطأ فادحا».

وتابع: «لم يتعمد الحكم ذلك لكني لا أفهم كيف يتخذ هذا القرار لأن الكرة لم تعبر خط المرمى. لم يكن الأمر كما لو أن لاعبا أبعد الكرة بسرعة كبيرة عن خط المرمى.. كان هناك لاعبون يرقدون أمام خط المرمى لذا من المستحيل أن تكون الكرة قد تجاوزت خط المرمى».

وقال ريدناب: «نحن بحاجة إلى استخدام تقنية مراقبة خط المرمى. يجب أن يحدث ذلك، لا يمكن الاستمرار في مواجهة مواقف كهذه حيث تكون القرارات المهمة غير صحيحة. عرفت من اللاعبين أن الهدف ليس صحيحا وشاهدت الواقعة عبر التلفزيون وكان من الواضح أن الهدف غير صحيح».

ودعم ليدلي كينغ مدافع توتنهام رأي مدربه بأن هذا الهدف كان نقطة تحول في المباراة وقال: «كان من المفترض ألا يحتسب الكرة لم تتجاوز خط المرمى».

لكنه أكد في الوقت نفسه أن التراخي الدفاعي لتوتنهام خاصة في الشوط الثاني كان السبب الرئيسي في تلقي هزيمة ثقيلة.

كما اعترف بعض لاعبي تشيلسي أيضا بأن الحكم ارتكب خطأ، منهم القائد جون تيري ولاعب الوسط فرانك لامبارد الذي قال «لم يكن هناك هدف، الأمر بهذه البساطة. أعتقد أننا بحاجة إلى التكنولوجيا».

وكان لامبارد نفسه ضحية خطأ مماثل خلال الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا أمام ألمانيا (1 - 4) حين سجل هدفا صحيحا عندما كانت النتيجة 2 - 1 لألمانيا بعدما تجاوزت الكرة خط المرمى بشكل واضح لكن الحكم الأوروغواياني خورخي لاريوندا ومساعده لم يحتسبا الهدف رغم وجودهما في موقع مناسب تماما لمعرفة إذا كانت الكرة تجاوزت الخط، وهو ما حصل فعلا بنحو نصف متر عندما كان الإنجليز في قمة اندفاعهم من أجل العودة إلى أجواء اللقاء الذي تخلفوا خلاله صفر - 2. ورفع هذا الخطأ التحكيمي من حدة الجدل حول ضرورة لجوء الاتحاد الدولي «فيفا» إلى الفيديو أو أي تكنولوجيا أخرى من أجل تجنب أخطاء مماثلة، وذلك أسوة برياضات أخرى مثل الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة أو الرجبي والتنس.

وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان ما حصل خلال تصفيات مونديال 2010 عندما لمس الفرنسي تييري هنري الكرة بيده خلال الملحق الأوروبي أمام آيرلندا قبل أن يمررها إلى زميله وليام غالاس الذي سجل هدف التعادل بعد التمديد والذي سمح لبلاده في التأهل على حساب الآيرلنديين.

والشهر الماضي استشاط مارك هيوز مدرب كوينز بارك رينجرز غضبا بعد أن حرم فريقه من هدف صحيح في مباراة خسرها 2 - 1 أمام بولتون واندرارز الذي ينافسه على تفادي الهبوط من دوري إنجلترا الممتاز.

ولدى لامبارد لاعب تشيلسي أيضا ذكريات سيئة بعد عدم احتساب هدف له في نهائيات كأس العالم 2010 في مباراة أمام ألمانيا رغم أن الإعادة التلفزيونية أظهرت أن الكرة تجاوزت خط المرمى بوضوح.

لكن لامبارد أكد على أن فريقه استحق التأهل للنهائي على حساب توتنهام وقال: «كانت مباراة رائعة. أعتقد أننا لعبنا بمستوى متميز، ونستحق الفوز بهذه النتيجة نظرا لعدد الفرص التهديفية التي صنعناها».

وحسم تشيلسي مواجهته مع جاره توتنهام ولحق بليفربول إلى نهائي مسابقة كأس إنجلترا لكرة القدم بفوزه الساحق عليه 5 - 1 على ملعب «ويمبلي» في الدور نصف النهائي مساء أول من أمس. وكان ليفربول حجز مقعده في النهائي الذي سيقام في الخامس من الشهر المقبل على ملعب «ويمبلي» أيضا بفوزه على جاره إيفرتون 2 - 1.

وسيخوض تشيلسي النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه المتوج بستة ألقاب حتى الآن، آخرها عام 2010 على حساب بورتسموث (1 - صفر)، فيما فشل توتنهام الذي يعاني في الآونة الأخيرة (لم يفز سوى في مباراة واحدة من أصل 8 في الدوري)، في بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 1991 حين توج باللقب للمرة الثامنة والأخيرة وكان ذلك على حساب نوتنغهام فورست (2 - 1 بعد وقت إضافي)، والعاشرة في تاريخه.