مورينهو يواجه تحديين كبيرين يحددان مصيره مع ريال مدريد

أصعب 180 دقيقة في حياة البرتغالي مع النادي الملكي تبدأ اليوم

TT

يتوقف مستقبل المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو مع نادي ريال مدريد الإسباني على الـ180 دقيقة القادمة، وهي عمر مباراتي الفريق أمام غريمه التقليدي برشلونة في الليغا الإسبانية اليوم، ثم بايرن ميونيخ الألماني في مباراة العودة للدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا. وقد أكد المدافع البرتغالي للنادي الملكي بيبي أن 90 دقيقة تعد «عمرا طويلا للغاية» على أي فريق يواجه الفريق الملكي في معقله بملعب «سانتياغو بيرنابيو»، في تحذير قوي لنادي بايرن ميونيخ الألماني قبل مباراة العودة. وكان العملاق البافاري قد حقق الفوز في المباراة الأولى بهدفين مقابل هدف وحيد.

ومع ذلك، وفقا للناقد الرياضي في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، يتعين على بيبي أن يدرك جيدا أن مباراة فريقه أمام العملاق الكتالوني في «كامب نو» اليوم هي أيضا عمر طويل للغاية عليه هو شخصيا وعلى بقية زملائه في الفريق عندما يواجه الكتيبة الكتالونية في محاولة لتجنب الخسارة والمحافظة على فارق النقاط. ويعلم مورينهو ولاعبوه جيدا أن المباراتين القادمتين في غاية الصعوبة، حيث يلتقي الريال اليوم مع «البلوغرانا» في مواجهة من العيار الثقيل على أمل المحافظة على فارق النقاط الأربع أو توسيع الفارق إلى سبع نقاط كاملة في حالة تحقيق الفوز، قبل خمس مباريات من وصول قطار الليغا الإسبانية إلى محطته النهائية. وبعد ذلك، يواجه الفريق بايرن ميونيخ في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، فإما أن يخرج من البطولة خالي الوفاض، وإما أن يصل للمباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز.

وكان النادي الملكي قد تعرض للهزيمة أمام العملاق البافاري في «أليانز أرينا» بهدفين مقابل هدف وحيد، وهو ما جعل مباراة العودة أصعب على ريال مدريد مما كان يتوقع.

وعلى الرغم من ارتفاع حظوظ ريال مدريد في تلك المباراة بفضل خط هجومه القوي ودفاع بايرن ميونيخ المهزوز، فإن المباراة تظل محفوفة بالمخاطر ولا يمكن التنبؤ بنتيجتها على أي حال، علاوة على أن مورينهو لا يملك الآن خيار إراحة بعض لاعبيه قبل تلك المباراة المهمة، لأنه سيدخل في مواجهة حاسمة على لقب الدوري الإسباني أمام غريمه التقليدي برشلونة.

ويتعين على مورينهو أن يدفع بجميع أوراقه الأساسية أمام برشلونة، بينما سيريح المدير الفني لبايرن ميونيخ يوب هاينكز عددا كبيرا من لاعبيه الأساسيين أمام نادي فيردر بريمن نهاية الأسبوع الجاري. وكان هاينكز، الذي فقد فريقه لقب الدوري الألماني لصالح نادي بروسيا دورتموند، قد أراح بعض لاعبيه الأساسيين خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام نادي ماينز يوم الجمعة الماضي، قبل مواجهة ريال مدريد في المباراة الأولى. وسوف يكون الإرهاق أحد العوامل المؤثرة للغاية في نتيجة المباراة القادمة، وهو ما اعترف به بالفعل كل من مورينهو ونجم خط دفاع النادي الملكي سيرخيو راموس. وكان ريال مدريد قد أصيب بحالة من الصدمة عقب الهدف القاتل الذي أحرزه نجم العملاق البافاري ماريو غوميز بينما كان اللقاء يلفظ أنفاسه الأخيرة ويتجه إلى التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وهو الهدف الذي وضع حدا للمسيرة الرائعة للميرنغي والتي تمتد لعشرين مباراة متتالية من دون أي خسارة.

وعلق النجم الألماني لريال مدريد مسعود أوزيل على ذلك قائلا: «الهزيمة بهدفين مقابل هدف هو أمر سيئ بالنسبة لنا، ولكني مقتنع تماما بأننا سنحقق الفوز على ملعبنا. إننا نثق في قدراتنا، وأنا واثق تماما من أننا سنتأهل للمباراة النهائية في ميونيخ».

وسوف تقام المباراة النهائية في التاسع عشر من شهر مايو (أيار) القادم في مدينة ميونيخ الألمانية، ويأمل «الاستثنائي» مورينهو أن يكون هو أول مدير فني في التاريخ يحصل على تلك البطولة مع ثلاثة فرق مختلفة. وإذا ما نجح مورينهو في تجريد برشلونة من لقب الليغا الإسبانية أيضا، فسيكون بذلك قد نجح في تحقيق جميع أهدافه في إسبانيا، وعندئذ يمكنه العودة مرة أخرى إلى الدوري الإنجليزي ليبحث عن تحد جديد.

ومع ذلك، يقال بأن مورينهو قد أصبح أكثر هدوءا مما كان عليه في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما أشار إلى أنه من المحتمل أن يترك الدوري الإسباني ويعود إلى الدوري الإنجليزي بعد نهاية الموسم الحالي. ولكن يعد هذا موقفا عابرا من مواقف مورينهو التي عودنا عليها، على الرغم من الأنباء التي تتردد عن اهتمام تشيلسي ومانشستر سيتي بخدماته، وإن كان ناديه السابق تشيلسي هو الوحيد الذي أقال مديره الفني ويبحث عن مدير فني جديد.

ويبدو أن الشرط الجزائي في عقد المدير الفني «الاستثنائي» مع النادي الملكي والذي تصل قيمته إلى 15 مليون يورو (12.3 مليون جنيه إسترليني) لن يكون عائقا أمام الأندية التي تطلب وده وتتمنى التعاقد معه، ولكن في حالة عدم حدوث ذلك، قد يضطر مورينهو للبقاء لموسم آخر في إسبانيا، على الرغم من أن عدم حصوله على دوري أبطال أوروبا أو الليغا الإسبانية سوف يؤثر بالطبع على فرصه في البقاء في إسبانيا، بسبب علاقته الهشة بوسائل الإعلام الإسبانية التي يتعامل معها بازدراء كبير. وفي الحقيقة، هناك احتقار متبادل بين مورينهو ووسائل الإعلام الإسبانية.

وتشير بعض التقارير إلى وجود مشاعر معادية للبرتغاليين في النادي الملكي – وهو ما وصل إلى مسامع المسؤولين في نادي تشيلسي وشجعهم على بحث مسألة التعاقد مع نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو – علاوة على أن مورينهو نفسه قد لاحظ الانتقادات الشديدة التي تنهال على مواطنه ومدافع الفريق فابيو كوينتراو، بسبب أدائه الكارثي في مباراة بايرن ميونيخ الماضية، على الرغم من أنه كلف خزينة النادي 30 مليون يورو عندما انضم للنادي قادما من بنفيكا البرتغالي. وأصبح كوينتراو (24 عاما) مثار سخرية كبيرة في النادي، فيقول البعض إنه قد شوهد يدخن في الأماكن العامة، في حين يقول آخرون إن جمهور نادي بنفيكا البرتغالي قد أقام تمثالا لرئيس النادي لأنه نجح في التخلص من هذا اللاعب وحصل على هذا المقابل المادي الكبير! وعلاوة على ذلك، أصبح هناك تشكيك متزايد في الخطط والتكتيكات التي يتبعها مورينهو وكذلك التغييرات التي يجريها – والتي تكون غير مبررة في كثير من الأحيان – وكذلك تجاهله للنجم البرازيلي الكبير كاكا، بالإضافة إلى فشله في التعامل مع الكرات الثابتة، ولا سيما الضربات الركنية. وهناك عامل آخر سيؤثر كثيرا في نتيجة اللقاء القادم، من وجهة نظر حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير، حيث قال: «من الخطأ أن نقول إننا وضعنا قدما في المباراة النهائية، فقد سجل ريال مدريد هدف التعادل في بداية الشوط الثاني، ولكنه خرج مهزوما في النهاية».

وعندما سئل مورينهو أثناء المؤتمر الصحافي عن الخوف من تعثر ريال مدريد في تلك المباراة، غضب كثيرا وقال إنه قد حضر ذلك المؤتمر الصحافي مرغما.

وحتى تعليقاته بعد المباراة كانت مقتضبة للغاية وظهر وكأنه يبحث عن الأسباب التي قد تجعله يرحل عن الفريق ويبحث عن ناد جديد.

ولكن هل لنا أن نتخيل الطريقة التي سيرحل بها مورينهو، الذي عودنا دائما على إبداعاته الدرامية، في حال حصوله على لقب دوري أبطال أوروبا مع الريال – وإضافة هذا الإنجاز إلى البطولتين اللتين حصل عليهما مع بورتو البرتغالي عام 2004 وإنتر ميلان الإيطالي عام 2010؟ وخلاصة القول أن المدير الفني البرتغالي يواجه تحديين أساسيين خلال الأيام القليلة المقبلة لتحديد ما إذا كان سيبقى في النادي الملكي أو سيرحل إلى أي ناد آخر.