الحزن والسعادة يختلطان في إسبانيا بعد نتائج الدوري الأوروبي

سبورتنغ لشبونة يسقط أتلتيك بلباو.. وأتلتيكو مدريد يتخطى فالنسيا

TT

أثارت مباراتا جولة الذهاب في المربع الذهبي لمسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم مشاعر السعادة المشوبة ببعض الحذر والألم في إسبانيا، حيث امتزجت أجواء السعادة والحزن معا في كرة القدم الإسبانية أمس.

وشهدت المباراتان أمس فوز أتلتيكو مدريد على فالنسيا 4-2 في مواجهة إسبانية خالصة، بينما خسر أتلتيك بلباو بصعوبة بالغة 1-2 عبر هدف متأخر لمضيفه سبورتنغ لشبونة البرتغالي.

ويسعى أتلتيكو مدريد جاهدا إلى وضع حد لموسمه المتواضع على المستوى المحلي من خلال التألق في البطولة الأوروبية واستكمال الطريق نحو المباراة النهائية للدوري الأوروبي والمقررة في التاسع من مايو (أيار) المقبل بالعاصمة الرومانية بوخارست أملا في تكرار إنجاز 2010 والفوز باللقب. وبدا أن أتلتيكو في طريقه للتأهل بسهولة تامة إلى المباراة النهائية بعد تقدمه 4-1 على فالنسيا في مباراة أول من أمس بفضل هدفين لمهاجميه راداميل فالكاو وأدريان، ولكن ريكاردو كوستا مدافع فالنسيا أفسد احتفالية أتلتيكو على ملعبه باستاد «فيسنتي كالديرون» وسجل هدفا ثانيا لفالنسيا في الوقت بدل الضائع ليقلص الفارق وتنتهي المباراة لصالح أتلتيكو 4-2.

وقال المدرب دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو «كانت أفضل مباريات الفريق منذ توليت مسؤوليته، في ما يتعلق بالتماسك في الأداء والكثافة الهجومية». وتولى سيميوني تدريب الفريق خلفا للمدرب جريجوريو مانزانو الذي رحل عن الفريق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال سيميوني «إنها نتيجة جيدة لأنها أمام منافس جيد يقوده مدرب رائع (أوناي إيمري) منذ أربع سنوات.. والحقيقة أن هدف فالنسيا الثاني قد يكون لصالحنا بالفعل لأنه سيضمن لفريقنا ألا يسترخي اللاعبون في مباراة الإياب». وأوضح سيميوني أن فريقه يسعى للفوز بلقب البطولة ليضمن المشاركة في البطولة الأوروبية الموسم المقبل في ظل تراجعه حاليا إلى المركز الثامن في الدوري الإسباني والذي لا يؤهله للمشاركة في البطولة الأوروبية.

ويدرك سيميوني أيضا أن بلوغ المباراة النهائية بالدوري الأوروبي سيضمن له تمديد العقد مع الفريق للموسم المقبل.

وعلى النقيض، يدرك أوناي إيمري جيدا أنه سيرحل عن تدريب فالنسيا في يونيو (حزيران) المقبل بغض النظر عما سيحدث في لقاء الإياب أمام أتلتيكو الخميس المقبل. ويشعر مانويل لورينتي رئيس نادي فالنسيا، الذي يتسم بالطموح دائما، بغضاضة وخيبة أمل شديدة لأن فريقه ابتعد كثيرا خلف برشلونة وريال مدريد في المواسم الأخيرة. ويحتل فالنسيا المركز الثالث في جدول الدوري الإسباني حاليا وهو المركز الذي أصبح معتادا للفريق بقيادة إيمري، ولكن الفارق الذي يفصله عن برشلونة اتسع إلى 29 نقطة كما اتسع هذا الفارق مع ريال مدريد المتصدر إلى 33 نقطة.

وجاء السقوط المدوي لفالنسيا أمام إسبانيول صفر-4 يوم الأحد الماضي ثم الهزيمة 2-4 أمام أتلتيكو أول من أمس ليؤكد وجهة نظر لورينتي بضرورة رحيل إيمري عن تدريب الفريق نهاية الموسم الحالي. وقد يرغب إيمري، رغم ذلك، في إنهاء مسيرته مع الفريق بشكل جيد من خلال الفوز بلقب الدوري الأوروبي. ولكنه يدرك أيضا صعوبة التعويض في مباراة الإياب أمام أتلتيكو الذي بث فيه سيميوني روحا جديدة منذ أن تولى تدريبه. وقال إيمري «ما زالت أمامنا فرصنا.. خاصة بعدما سجلنا الهدف الثاني. ولكننا نعرف أننا نواجه مهمة في غاية الصعوبة».

ورغم هزيمته أمام سبورتنغ لشبونة البرتغالي، سادت حالة من الارتياح والتفاؤل في فريق أتلتيك بلباو الذي نجح في تسجيل هدف ثمين خارج ملعبه قد يلعب دورا كبيرا في تأهله إلى المباراة النهائية على حساب سبورتنغ. وخسر بلباو 1-2 أمام سبورتنغ ليصبح بحاجة إلى الفوز بهدف نظيف فقط في مباراة الإياب على ملعبه يوم الخميس المقبل. واستقبلت شباك بلباو هدفين متأخرين سجلهما الإسباني دييغو كابيل ولاعب الوسط الأرجنتيني إيميليانو إينسوا لفريق سبورتنغ. وقال الأرجنتيني مارسيلو بييلسا المدير الفني لبلباو «علينا أن نعرف كيف نحقق الفوز بملعبنا ولكننا يجب ألا نرى في ذلك مهمة صعبة ذات طابع خاص. المواجهة لن تكون سهلة ولكنها ليست مستحيلة».

وقال المهاجم الإسباني الدولي فيرناندو لورينتي، الذي لعبت أهدافه دورا مهما في بلوغ بلباو المربع الذهبي للبطولة «الهزيمة بهذا الشكل كانت مؤسفة ولكننا يجب أن نشعر بالسعادة لأن النتيجة كان من الممكن أن تصبح أسوأ في لشبونة». وأضاف «في مباراة الإياب، يتعين علينا توخي الحذر بشكل أكبر وألا نفقد الكرة لأن سبورتنغ لشبونة قوي للغاية في الهجمات المرتدة. يجب أن يتسم أداؤنا بالخطورة وألا نرتكب أخطاء كبيرة». ويفتقد بلباو في مباراة الإياب جهود لاعب خط وسطه الواعد أوسكار دي ماركوس للإيقاف بعد حصوله على إنذار آخر في لقاء الذهاب.