الخراشي والحربي: الشباب استحق ذهب «المحترفين» بجدارة.. والإرهاق أخفى النجوم

تخبطات المدربين ورحيل ياسر إلى العين أفقدا الهلال اللقب الكبير

TT

استحق الشباب والأهلي الصدارة والوصافة في الموسم الرياضي الحالي بعد تألقهما على مستوى العناصر والإمكانات الفنية والمهارية، وقدما مستويات رائعة في المواجهة الحاسمة خلال الأسبوع الأخير من الدوري والتي تفوق الشباب فيها وحقق لقب دوري زين السعودي رغم تعادل الفريقين إيجابيا 1/1، حيث استطاع الأخير أن ينهي موسمه الرياضي دون أن يتلقى أي خسارة مما يؤكد حجم العمل الإداري والفني داخل أروقة النادي وهو الأمر الذي امتاز به الأهلي كذلك في ظل الاستقرار الكبير على الصعيد النتائجي خلال معظم الجولات التي خاضها الفريق.

الخبيران الفنيان السعوديان محمد الخراشي وجاسم الحربي تحدثا لـ«الشرق الأوسط» عن سلبيات وإيجابيات هذا الموسم وأبرز اللاعبين على مستوى جميع المراكز، والأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع فريق الهلال صاحب لقب دوري زين السعودي في الموسم الماضي إلى المركز الثالث، كما تطرقا إلى اللاعبين الدوليين السعوديين، وما مدى صحة استهلاكهم فنيا حتى أصبحوا غير قادرين على العطاء، مشيرين إلى أوجه المقارنة بين الموسم الحالي والماضي فيما يتعلق بالمنافسة بين الفرق واللاعبين الأجانب وقوة الدوري.

في البداية، أكد محمد الخراشي أن أجانب الشباب والأهلي هم الأفضل على الساحة، ونجحوا في صنع الفارق على صعيد النتائج في معظم المباريات، وكذلك الاتفاق في بعض الأحيان، وقال: أعتقد أن بقية اللاعبين في الفرق الأخرى ما هم إلا إضافة عددية فقط، نظير ضعف إمكاناتهم وقدراتهم وعطائهم داخل الملعب، وهذا الموسم يعتبر أفضل بكثير من الموسم الماضي، فالمنافسة على أشدها حتى آخر لحظة وتميزت المسابقة بالإثارة والتشويق، وشاهدنا ارتقاء بالمستوى من الشباب والأهلي اللذين يستحقان اللقب لما قدماه من نتائج ومستويات، في المقابل أجد أن تراجع الهلال إلى المركز الثالث وعدم محافظته على لقبه الذي حققه الموسم الماضي أمر طبيعي في ظل المشكلات التي مر بها سواء كانت فنية أو إدارية، واستطاعت فرق إيقاف عطاء الهلال مما نتج عنه تذبذب في مستواه ونتائجه، ومن أهم العوامل التي أثرت في الفريق الأزرق تغير المدربين وغياب اللاعبين الأجانب المؤثرين، وإعارة ياسر القحطاني والمشكلات التي صاحبت بعض لاعبي الفريق من خلال تخبطات المدربين الذين أشرفوا عليهم.

وتابع الخراشي: أرى أن فريقي الشباب والأهلي يستحق كل منهما لقب دوري زين، ولكن في النهاية حُسم الأمر وذهب للشباب الذي حققه بكل جدارة نتيجة للمستويات والنتائج التي قدمها خلال مشواره في الدوري، ولو نظرنا إلى مباريات الفريق نجد أنه لعب 26 مواجهة دون أن يتعرض للخسارة وهذا بلا شك يؤكد المجهود والعمل الكبير الذي قدمه الجهازان الفني والإداري وبمتابعة من قبل الإدارة الشبابية، وأعتقد أن لاعب الأهلي فكتور سيموس أفضل محترف في دوري زين، حيث استطاع أن يصنع الفارق لفريقه لما يتميز به من إمكانات في الهجوم، كما أنه هداف من الطراز الأول وكذلك زميله العماني عماد الحوسني الذي يعتبر من أبرز اللاعبين ويشكل مع فكتور ثنائيا خطيرا داخل منطقة 18 أيضا لا ننسى مهاجم فريق الشباب ناصر الشمراني فهو الآخر من المهاجمين الخطرين ويعتبر لاعبا استثماريا ومصدر خطورة وكان له دور كبير في نتائج فريقه وتجده في كل مباراة يسجل هدفا، وإذا تحدثنا عن أبرز المدافعين فأعتقد أنه لا يوجد مدافع مميز باستثناء المدافع الاتحادي أسامة المولد رغم أنه لم يشارك مع فريقه كثيرا هذا الموسم، وفي نظري أنه لا تزال الأخطاء الدفاعية مستمرة خاصة في الكرات العرضية رغم أننا تحدثنا عن هذه المشكلة التي لا بد من وجود حل لعلاجها، أما في خط الوسط فنجد لاعب الشباب عمر الغامدي الذي يعتبر مؤثرا وقدم مستويات وعطاءات جيدة مع فريقه ويستحق النجومية، أيضا لاعب الاتفاق المحترف البرازيلي برونو لا زاروني وحمد الحمد وتيسير الجاسم كان لهم دور كبير ومؤثر في تطور مستوى فرقهم، وفي الحراسة أعتقد أن الشبابي وليد عبد الله يستحق النجومية من خلال المستويات والعطاءات التي قدمها ويأتي بعده حارس الاتفاق فايز السبيعي فهو الآخر كان من الركائز الأساسية لفريقه.

وحول اللاعبين السعوديين الدوليين، قال الخراشي: هؤلاء استهلكوا بشكل كبير بسبب طول المسابقات والمشاركات على المستوى المحلي والآسيوي التي أصبحت مملة بالنسبة لهم نتيجة لكثرة أسفارهم مع فرقهم وتغير المناخ مما يسبب لهم الإرهاق والتعب والجهد، وتجد بعض الأندية لم تتعامل مع هذه الظروف، فاللاعب بحاجة ماسة للراحة ولكن للأسف لم نر هذا الشيء حاضرا، وظهرت علامات التعب في منتصف الدور الثاني من المسابقة لعدد كبير من اللاعبين الدوليين الذين توقفوا عن اللعب إجباريا بسبب تعرضهم للإصابات أو الضغوطات النفسية رغم أن لديهم القدرة على العطاء، فالجانب النفسي مهم في كرة القدم ويجب علينا أن نمنح اللاعب الراحة الكاملة حتى يستمر عطاؤه في التنامي ليصل إلى الدرجة الأفضل.

من جانبه، أوضح الخبير الفني السعودي جاسم الحربي أن هناك فارقا كبيرا في مستوى المنافسة بين الموسم الحالي والماضي، وقال: في نظري لا توجد أي مقارنة تذكر وذلك لعدة أسباب لعل أبرزها أن الموسم الماضي حُسم لقب دوري زين قبل نهايته، وهذا يؤكد على ضعفه ولكن في هذا الموسم تغيرت الصورة وظهرت عدة فرق منافسة تطور مستواها بشكل كبير أبرزها الشباب والأهلي والاتفاق وكانت المنافسة على أشدها ولم تتضح هوية البطل إلا في آخر مباراة من الدوري وهذا يعطينا انطباعا أن التنافس كان قويا، وأعتقد أن الهلال كان على غير العادة بعيدا عن المنافسة على اللقب رغم أنه فريق بطولات ويملك العناصر والإمكانيات ولكن في هذا الموسم تكالبت عليه الظروف فيما يخص التغيرات التي أجراها في أجهزته الفنية والتي اعتبرها السبب الرئيسي في تراجع نتائج الفريق، فعندما تقوم بتغيير المدرب حتما سيكون هناك خلل في التوافق بين الجهاز الفني الجديد وكيفية استخدام إمكانات وقدرات اللاعبين وتوظيفها بالشكل الصحيح، وعندما تختار مدربا للإشراف على الفريق فهو يحتاج إلى وقت للتعرف على اللاعبين حتى يستطيع رسم الاستراتيجية ويدخلهم في مرحلة الانسجام، وما شاهدناه هو العكس حيث تجد الفريق عند خسارته على يد أحد المنافسين يتم إقالة المدرب ومشكلتنا تكمن في العاطفة التي توجهنا في مثل هذه الأمور، ودائما يكون الحكم مبنيا أو مرتبطا بالنتائج وهذا في عالم التدريب خطأ فادح، ولو ننظر إلى أوروبا نجد أنهم يصبرون سنوات كثيرة على المدرب مهما كانت نتائجه حيث لهم نظرة في اختيارهم للجهاز الفني وبطبيعة الحال نجد معظم الفرق تضع خسائرها وتدني مستوياتها على المدرب الذي يعتبر ضحية ولا يتم مناقشة الإدارة والجهاز الإداري التي ربما هي وراء هذه المشكلات، ولو رجعنا للهلال نجد أن تراجع مستواه ونتائجه يعود إلى عدم اختيار اللاعبين المؤثرين حيث لم يكونوا في مستوى السابقين، فبعد رحيل الروماني رادوي لم نجد لاعبا في مستواه، ومع احترامي لعادل الهرماش الذي أعتبره لاعبا عاديا جدا ودون مبالغة لو شاركت أنا سأكون أفضل منه.

وبين الحربي أن الشباب يستحق وبكل جدارة لقب دوري زين السعودي فهو الفريق الوحيد الذي لعب منذ بداية الدوري بمستوى فني ثابت في معظم مبارياته بدليل أنه لم يخسر في جميع اللقاءات التي لعبها وجميع النقاد والمتابعين اعترضوا على التعاقد مع المدرب البلجيكي برودوم كونه حارس مرمى ومن وجهة نظري أن المدرب خالف التوقعات ونجح في توظيف إمكانات وقدرات لاعبيه، وللمعلومية يعتبر الحارس والمدافع هما أكثر اللاعبين قدرة على مشاهدة من الملعب من جميع الجهات وكثير من الحراس الذين تحولوا للعمل في الجانب الفني يحققون النجاح، وأصبحوا من المدربين العالميين والمشهورين.

وتابع الخبير السعودي حديثه: أرشح اللاعبين فيكتور سيموس وتيغالي كأبرز المحترفين في دوري زين السعودي، حيث كان لهما دور كبير في نتائج فريقهما، في حين نجد في الهجوم المحترف العماني عماد الحوسني، وفي الوسط برز أكثر من لاعب يأتي أبرزهم يحيى الشهري وتيسير الجاسم وسالم الدوسري في حين يتفوق الحارس الشبابي وليد عبد الله في حراسة المرمى وفي خط الدفاع لا أجد هناك من يستحق النجومية، وأعتقد أن معظم اللاعبين السعوديين الدوليين استهلك مستواهم في منافسات هذا الموسم، وتكمن المشكلة في السلوكيات والعادات السيئة التي أثرت في عمل وطريقة التنظيم التدريبي التي ما زالت قائمة ونعاني منها من سنوات، ولعل أبرزها السهر والتدخين وسوء التغذية مما عرضهم للإصابات وحتى نكون منصفين لو التزم اللاعب بنظام معين فيما يتعلق بوقت النوم والابتعاد عن المؤثرات الخارجية حتما سيكون هناك إنتاجية للاعب السعودي، ولكن المشكلة التي نعاني منها هي مرحلة البناء للمراحل السنية التي كانت هشة وضعيفة والتي تعتبر نتاج ما يحصل حاليا، فمثلا نجد أن عضلات اللاعبين ضعيفة وسوء الإعداد كان لها دور كبير بعكس ما نشاهده في أوروبا وأميركا الجنوبية، وعلى سبيل المثال اللاعب البرازيلي روماريو رغم قصر قامته إلا أنه لاعب قوي ويملك عضلات تساعده على تحمل الإصابات والاحتكاك لأنه تم إعداده منذ الصغر حتى يكون في قمة نضوجه بعد انتقاله إلى الفريق الأول وبالتالي تجده قادرا على العطاء، وحتى يكون لدينا لاعبون يستطيعون مواصلة تألقهم لا بد من برمجة العمل وتنظيمه مع بداية المراحل السنية حتى نستطيع بناء جيل يعرف كيف يستفيد من قدراته وإمكاناته الفنية والمهارية.