المشاركة الأوروبية لنيوكاسل.. نعمة أم نقمة؟

في حالة تأهله للعب في دوري الأبطال الموسم المقبل

TT

في حال تمكنه من انتزاع بطاقة التأهل للموسم المقبل من دوري أبطال أوروبا، ينبغي على نيوكاسل يونايتد أن يحذر من الإفراط في إرهاق لاعبيه، لأن لا يسقطوا في فخ الإخفاق التام. ليس بمقدور أحد أن ينكر، ولا يزال أمام الفريق أربع مباريات أخرى في الدوري، أن نيوكاسل جدير بالتأهل لدوري أبطال أوروبا، لكن هل هم قادرون حقا على مجاراة أفضل الفرق الأوروبية؟

إذا تمكن نيوكاسل من تخطي توتنهام أو تشيلسي في جدول الترتيب، فإن ذلك سيكون إنجازا رائعا ومتميزا، وسيصنف كواحد من أكبر الصدمات في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز في عامه العشرين باسمه الأخير، لكن هل سينفعهم ذلك على المدى الطويل؟ سيفيدهم ذلك من الناحية المالية بطبيعة الحال، فحتى وإن فشلوا في تخطي مرحلة المجموعات، يتوقع أن يجني النادي 20 مليون جنيه إسترليني، ناهيك عن المكانة الخاصة والجاذبية التي سيمثلها أمام اللاعبين الذين يرغب النادي في التعاقد معهم.

لكن انظر إلى ما وراء الأرقام الرئيسية تجد الإجابة أقل وضوحا، فلم يبد الفريق بمستوى جيد للحفاظ على المرتبة السادسة في الدوري قبل بضعة أسابيع، على الرغم من قيام المدير الفني ألان باردو بكل ما في وسعه لاستخلاص أفضل ما لديهم، إلا أنهم تمتعوا بنصيب من الحظ الجيد. ولو كانوا واجهوا إصابات طويلة المدى لأي من لاعبي الفريق الأساسيين، مثل تيم كرول وفابريسيو كولوتشيني، ويوهان كابايا، وتشيك تيوت، وجوناس غويتيريز وديمبا با أو بابيس سيسي - لأوقعهم ذلك في مأزق كبير. ينطبق ذلك على الموسم المقبل أيضا، ومن ثم ينبغي دراسة عدد من العوامل الأخرى، كاعتراف المدير الإداري ديريك لامبياس بأنه يتوقع أن يباع اللاعبون مرة أخرى هذا الصيف. وسوف يتم استبدالهم، بطبيعة الحال، لكن في الوقت الذي يستقر فيه المقبلون الجدد هذا الموسم، لا توجد ضمانات على تحقيقهم الإنجاز نفسه مرة أخرى، أو على الأقل ليس بنفس السرعة. وربما لا يكونون بنفس مستوى اللاعبين الذين حلوا محلهم.

المشاركة في البطولة الأوروبية ستزيد من عدد المباريات والضغوط، لكن موارد نيوكاسل في الوقت الراهن لا تبدو كافية للتماشي مع البطولة، وربما تكون أوروبا حملا إضافيا ثقيلا ينوء بحمله فريق صغير نسبيا. قد يتراجع المستوى الجيد الذي ظهروا به في الدوري ومعه الثقة. ولاعبو الفريق الذين انضموا إلى النادي هذا الموسم بشكل جيد، ربما تتم الإطاحة بهم بشكل يثير الدهشة، وإذا استقر نيوكاسل في النصف الأخير من الجدول في ديسمبر (كانون الأول) فسوف ينسى كل المجهود الجيد الذي بذلوه هذا الموسم سريعا.

وبغض النظر عن البطولة الأوروبية التي سيتأهلون لها، إذا كان نيوكاسل قادرا على التعامل مع ما تستنزفه الرحلات الطويلة عبر القارة والكثير من المباريات الإضافية، فسيحتاج الفريق الأول إلى المزيد من التعزيز في كل مراكزه، فقد لعب جوناس، على سبيل المثال - البطل الذي لم يلق حظه من التكريم - كل دقيقة تقريبا من كل مباراة هذا الموسم، وهو جناح طلب منه تغطية مساحات واسعة للفريق. والشيء نفسه تكرر مع داني سيمبسون في مركز الظهير الأيمن، على الرغم من أنه عندما لا يكون مصابا، يلعب كولوتشيني، بغض النظر عن المنافسة.

اللاعبون من أمثال هؤلاء لا يمكن أن يتوقع منهم القيام بالأمر نفسه في البطولة الأوروبية أيضا. وإذا لم يتمكن نيوكاسل من إنهاء المعاناة بسبب العودة إلى أوروبا، فسوف يكونون بحاجة إلى الاستثمار في الصيف لتعزيز قوة الفريق ككل، لا الأحد عشر لاعبا الذين يكونون التشكيل، ولكن هل تسمح الظروف المالية لنيوكاسل بالقيام بذلك؟ الفترة المقبلة هي التي ستحدد ذلك، لكن هناك شكوكا في أنهم سيضطرون إلى البيع للشراء الذي يثير المشكلات التي تمت مناقشتها سابقا. إن الفريق الأول لنيوكاسل هو الذي مكنهم من الوصول إلى دائرة الضوء الأوروبية، لكن قوة الفريق، حتى وإن لعب الدوري الأوروبي، هي ما سيحدد ما إذا كانت تلك نعمة أم نقمة.

من الرائع أن يعود نيوكاسل إلى المنافسة على هذا المستوى - في حال نسي البعض أنهم تأهلوا لدوري أبطال أوروبا مرات أكثر من أي ناد إنجليزي آخر، عدا الآرسنال وتشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد، فقد أنهى نيوكاسل الدوري الإنجليزي مرتين في المركز الثاني، وتمكن، تحت قيادة السير بوبي روبسون، من إنهاء الدوري في المركز الرابع قبل عشر سنوات، والمركز الثالث في العام التالي، والمركز الخامس في آخر موسم له مع الفريق.

يمتلك الفريق تاريخا أوروبيا جيدا في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز باسمه الجديد، لكنه قد يكون غير كاف لتحقيق نقلة كبيرة في دوري الأبطال - بشكل جذاب كما يبدو - وهناك من يقول إنهم سيكونون أفضل حالا في الدوري الأوروبي، الذي لا يتمتع بقوة دوري الأبطال ودائرة الضوء أقل تركيزا. ويخشى البعض أن يكونوا مدافعين عن قضية خاسرة، وقليلون هم من سيتفقون على أن ثروات دوري الأبطال يمكن أن تمول، نظريا، شراء اللاعبين. المشكلة الوحيدة هي أنهم لا يزال عليهم شق طريقهم عبر جولة التصفيات قبل أن تبدأ مراحل المجموعات، وكانوا قد تعرضوا للهزيمة على يد بارتيزان بلغراد في 2003 قبل الدخول إلى مرحلة جمع المال. في النهاية، أود أن أرى نيوكاسل ينهي الدوري في المركز الرابع، كي نرى النظرة على وجوه تشيلسي وتوتنهام هوتسبيرز، لكنهم قد يندمون ما لم يظهروا رغبة في تعزيز قوتهم على النحو الملائم في الصيف.

الرهان هذا الموسم ببيع اللاعبين الرئيسيين واللعب بفريق صغير أثمر على نحو مذهل، لكنك لا تستطيع مواصلة ذلك، خاصة عندما تكون هناك جبهة أوروبية ستضطر إلى القتال فيها أيضا.