الأرقام القياسية في انتظار مورينهو

بعد اقترابه من اللقب الإسباني والمنافسة على البطولة الأوروبية

TT

جاء المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو إلى ريال مدريد - أحد أغنى أندية العالم - ليبني فريقا قادرا على الحد من هيمنة غريمه التقليدي برشلونة، ونجح في تحقيق خطوة حاسمة في سباق المنافسة على لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني بالفوز 2-1 على ملعب غريمه التقليدي في استاد نو كامب يوم السبت الماضي. وفي ظل التقدم بسبع نقاط على برشلونة في الدوري قبل أربع جولات على نهاية المسابقة، حوَّل ريال مدريد اهتمامه الآن إلى انتزاع اللقب الأوروبي من غريمه الكتالوني. وسيحتاج فريق المدرب مورينهو إلى تكرار صرامته الدفاعية وفاعليته الهجومية مثلما فعل أمام برشلونة، إذا أراد التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل في ميونيخ.

وتجاهل مورينهو الصريح مؤخرا حضور بعض المؤتمرات الصحافية، تاركا لمساعده ايتور كارانكا مهمة التعامل مع وسائل الإعلام. وستجبر لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المدرب البرتغالي على التحدث للإعلام قبل مباراته على أرضه ضد بايرن. لكن يبدو أن الابتعاد عن إثارة الجدل أفاد فريقه، خاصة قبل مباراة القمة الإسبانية ضد برشلونة التي فاز بها ريال مدريد للمرة الثانية فقط في 11 محاولة تحت قيادة مورينهو.

وعلى الرغم من هزيمته أمام بايرن ميونيخ الألماني في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، فإن مورينهو ما زال قادرا على تحقيق بعض الإنجازات والأرقام القياسية في الأسابيع القليلة المتبقية من الموسم الحالي. وتمثل الأسابيع القليلة الباقية في الموسم الحالي رهانا على إمكانيات مورينهو وقدراته في قيادة فريقه في الأوقات العصيبة والمواجهات الصعبة والحاسمة، خاصة أن الفرصة ما زالت سانحة أمامه بقوة لقيادة الريال إلى لقبين، أحدهما على المستوى المحلي والآخر في دوري الأبطال الأوروبي، بخلاف مواصلته تحطيم الأرقام القياسية مع النادي الملكي. وتفصل الأسابيع القليلة المقبلة بين النجاح والفشل وبين التتويج والإخفاق في الموسم الثاني لمورينهو مع الريال الذي يشهد أكبر التحديات في مسيرته التدريبية، حيث سعى مورينهو والريال منذ اللحظة الأولى إلى الإطاحة بمنافسهما العنيد برشلونة من فوق القمة.

وعلى الرغم من الهزيمة 1-2 أمام بايرن ميونيخ، فإن فرصة الفريق ما زالت كبيرة في بلوغ النهائي، حيث يحتاج إلى الفوز بهدف نظيف فقط في مباراة الإياب على ملعبه اليوم ليحجز مكانه في المباراة النهائية. ويصل الريال إلى هذه المرحلة من الموسم وسط بعض الشكوك حول مستوى أداء الفريق، حيث لم يقدم الفريق في المباريات التي خاضها في الآونة الأخيرة المستوى الذي قدمه في فترات سابقة من الموسم الحالي، مما أثار الشكوك حول قدرته على استعادة اللقبين المحلي والأوروبي. ونال مورينهو في الموسمين الماضي والحالي انتقادات حادة بسبب الخطط التي واجه بها برشلونة في المباريات الكثيرة التي جمعت بين الفريقين في هذين الموسمين.

وشهدت الفترة الماضية جدلا واسعا حول إمكانية رحيل مورينهو من منصبه في نهاية الموسم الحالي، ولكن قد لا يكون حسم هذا القرار بيده، وإنما بيد المسؤولين في النادي. وكانت صحيفة «الموندو» الإسبانية قد أكدت في وقت سابق أن مورينهو باق في منصبه كمدير فني لنادي ريال مدريد حتى يونيو (حزيران) 2014.

وكتبت الصحيفة: «البرتغالي سيبقى، على الأقل، حتى يونيو 2014 كمدرب ومدير للكرة في ريال مدريد»، مؤكدة أن تعاقد المدرب شهد تحسنا في بنوده. وبحسب الصحيفة فقد اجتمع مورينهو ووكيل أعماله، جورجي مينديش، منذ عدة أسابيع مع المدير العام التنفيذي لريال مدريد، خوسيه أنخل سانشيز، وأكدا استمرار المدرب بالتوقيع على عقد جديد.

وتؤكد الصحيفة أن «الاتفاق الجديد يتضمن زيادة مالية في عقود جميع أعضاء الجهاز الفني بقيادة مورينهو: ايتور كارانكا وروي فاريا وسيلفينو لورو وجوزيه مورايس». ووصل المدرب البرتغالي إلى ريال مدريد عام 2010، بعد الفوز بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال مع إنتر ميلان الإيطالي، ووقع عقدا لأربعة مواسم، إلا أن الشائعات التي دارت حول رحيله عن الفريق قبل انتهاء تعاقده زادت في الموسم الجاري. وخلال الأشهر الأخيرة، اقترن اسم المدرب بأندية عدة، من بينها تشيلسي وآرسنال الإنجليزيان وإنتر ميلان. وزاد مورينهو من تلك الشائعات برفضه دوما تأكيد أو نفي استمراره مع متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.