تشيلسي يطيح ببرشلونة ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا.. ميسي يهدر ركلة جزاء .. توريس يسجل .. تيري يطرد

غوارديولا ينتقد هجومه ويشيد بدفاع خصمه .. ودي ماتيو يؤكد أنه لم يلعب للثأر ولكن لفرض أسلوبه

TT

لمح مدرب برشلونة الإسباني جوسيب غوارديولا إلى أن فريقه يحتاج أحيانا إلى تهدئة وتيرة المباراة وعدم البقاء في حالة هجوم مستمر رغم أنه اعتبر أنه أسلوب فريقه، وذلك بعد فقدان الأخير لقبه في دوري أبطال أوروبا بخروجه من نصف النهائي أمام تشيلسي الإنجليزي. وتعادل برشلونة مع تشيلسي 2 / 2 في كامب نو، بعد أن كان الفريق الإنجليزي فاز 1 / صفر الأسبوع الماضي في مباراتي الدور نصف النهائي، وبذلك يفوز تشيلسي 3 / 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب ويتأهل إلى الدور النهائي.

وقال غوارديولا: «لقد قدمنا كل ما في وسعنا في المباراة، كما أننا سجلنا كما كان يجب أن نفعل، لكن في كرة القدم إذا لم تسجل ما يكفي من الأهداف فإنك تخسر، أعتقد أننا لعبنا جيدا، لكن ذلك لم يكن كافيا». وأوضح: «كانت المباراة شبيهة بلقاء الذهاب في لندن، لقد دافع تشيلسي جيدا ونفذ هجمات مرتدة خطيرة، يجب تهنئة تشيلسي على أدائه الدفاعي الممتاز في المباراة، وشجاعته وتفانيه»، مضيفا: «كان دخولنا إلى غرف الملابس بتقدم 2 / صفر سيكون مريحا بالنسبة لنا، لكن الهدف الذي تلقيناه مباشرة قبل الاستراحة كان صعبا علينا من الناحية النفسية».

وتابع: «لست أدري ما الخطأ الذي ارتكبناه في هذه المباراة، ربما واحد من أخطائي أنني أريد اعتماد أسلوب هجومي دائما، وقد ينبغي أن نهدئ وتيرة اللعب قليلا، ولكن ذلك ليس أسلوبنا». وتحدث عن ميسي قائلا: «أريد أن أشكره اليوم أكثر من أي وقت مضى، فبفضله وصلنا إلى هنا. إعجابي به لا حدود له، إنه مثال لباقي اللاعبين». وعن العلاقة مع إدارة النادي، خصوصا أنه لم يجدد عقده بعد أن قال: «سأتحدث مع رئيس النادي بشأن القرارات التي يجب اتخاذها، لكن لا يزال الوقت مبكرا جدا».

أما الإيطالي روبرتو دي ماتيو مدرب تشيلسي فرفض اعتبار أن انتزاع بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب برشلونة الإسباني بمثابة ثأر من الفريق. وكان برشلونة قد أطاح بتشيلسي من البطولة الأوروبية في عام 2009، واعتبر الكثيرون أن تأهل تشيلسي إلى نهائي البطولة المقرر في 19 مايو (أيار) المقبل كان بمثابة ثأر لتلك الهزيمة. ولم يسبق لتشيلسي التتويج بلقب البطولة الأوروبية، وقد خسر في نهائي بطولة عام 2008 أمام مانشستر يونايتد بضربات الجزاء الترجيحية في العاصمة الروسية موسكو. ولم يتقبل دي ماتيو وصف تأهل فريقه بأنه ثأر لهزيمة عام 2009 أمام برشلونة، وقال: «لم نكن نسعى للثأر، وإنما لفرض أسلوبنا. قبل ثلاثة أعوام سارت الأمور لصالح برشلونة، وفي هذه المرة سارت الأمور لصالحنا».

وأضاف دي ماتيو: «كانت مباراة لا تصدق، وأنا سعيد من أجل اللاعبين الذين قدموا كل شيء فيها. كان موسمنا صعبا، ورغم ذلك يبدو أننا نعرف في كل مرة كيفية إيجاد الحوافز التي ترفع معنوياتنا». وتابع: «إن عدم خسارتنا أمام برشلونة في مباراتي نصف النهائي يثبت أننا نستحق التأهل إلى النهائي، لكن برشلونة يبقى دائما بالنسبة لي أفضل فريق في العالم، إنه مذهل». وأضاف: «لعبنا برغبة التأهل إلى النهائي، كنا نعرف أنه يتعين علينا التسجيل، وأردنا أن نهاجم أكثر مما فعلنا، لكن برشلونة لا يترك إلا القليل من الفرص لمنافسيه»، مشيرا إلى أنه «بعد طرد تيري كانت كل العوامل ضدنا، فاضطررنا إلى إعادة ترتيب خط الدفاع وكنا أقل عددا، لكن هدف راميريش جاء في وقت قاتل وأعاد إلينا الأمل». وتولى دي ماتيو تدريب تشيلسي خلفا لأندريه فيلاس بواس في مارس (آذار) الماضي بشكل مؤقت، وقاد الفريق لنهائي دوري الأبطال ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

وأكمل الفريق اللندني المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الـ36 بعد طرد قائده جون تيري لاعتدائه على التشيلي اليكسيس سانشيز دون كرة. وعن طرد تيري قال دي ماتيو: «كلنا بشر، فاللاعبون يتعرضون لضغوط هائلة، والجميع يرتكب الأخطاء. سأرى لاحقا من سأشرك من اللاعبين في المباراة النهائية (بالإضافة إلى تيري، فإن راميريش وميريليس وإيفانوفيتش لن يتمكنوا من المشاركة لحصولهم على الإنذارات)، أما حاليا فأريد أن أستمتع باللحظة».

نجم برشلونة اندريس انييستا قال بدوره: «يجب أن نهنئ تشيلسي على وصوله إلى النهائي. كرة القدم في مباراتي نصف النهائي لم تكن عادلة معنا، ونحن نعاني لعدم تأهلنا. حصلنا على الكثير من الفرص لم نحسن الاستفادة منها، أما تشيلسي فحصل على ثلاث فرص سجل منها ثلاثة أهداف (في المباراتين)».

من جهته قال الإسباني خوان ماتا مهاجم تشيلسي إن الفريق يعيش حاليا فترة مليئة بالإثارة بعدما تأهل إلى الدور النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. وقال خوان ماتا عقب المباراة: «إنني سعيد للغاية. إننا تأهلنا أيضا إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لذلك فإننا نعيش فترة مليئة بالإثارة. كل شيء كان ضدنا الليلة. (جاري) كاهيل خرج بسبب الإصابة، و(جون) تيري طرد، وبرشلونة تقدم 2 / صفر. ولكننا كافحنا حتى النهاية واستحق فريقنا النتيجة».

وشهدت المباراة الكثير من الإثارة مع نهاية الشوط الأول بعد أن سجل سيرجيو بوسكيتس هدف السبق لبرشلونة قبل أن يطرد الحكم تيري قائد تشيلسي بسبب ضربه اليكسيس سانشيز بالركبة في ساقه، وتلا ذلك تسجيل اندرياس انييستا الهدف الثاني لفريقه. وبدا برشلونة في حالة سيطرة تامة على أجواء اللقاء، إلا أنه تعرض لاهتزاز كبير بعد أن وضع فرانك لامبارد زميله راميريز في وضع انفراد بالمرمى في الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الأول، ليرسل لاعب وسط تشيلسي الكرة ببراعة فوق رأس فيكتور فالديس حارس برشلونة المندفع، لتسكن الشباك، محرزا الهدف الأول لتشيلسي.

وأضاع برشلونة فرصة زيادة النتيجة إلى 3 / 1 في بداية الشوط الثاني بعد أن احتسب الحكم ركلة جزاء للفريق الكتالوني بسبب التحام عنيف من ديدييه دروغبا مع سيسك فابريغاس، وسدد ميسي - الذي حال القائم دون تسجيله هدفا قبل النهاية - الكرة لترتد من العارضة. وسجل فرناندو توريس الذي يمتلك سجلا رائعا أمام برشلونة على الرغم من إضاعته للكثير من الفرص خلال مشاركاته في الدوري الإنجليزي الممتاز هدف التعادل لتشيلسي في الوقت المحتسب بدل الضائع بعد انفراده بالمرمى. وسمح هذا الهدف لتشيلسي الذي كان يرتدي قميصا يشبه قميص لعب ريال مدريد الأبيض باستكمال اللقاء بعقلية حروب الخنادق، وهو ما استفاد منه الفريق كثيرا.

وكلل هدف توريس الحاسم بعد نزوله بديلا ليلة ملحمية عجزت معها كلمات الإشادة من غاري نيفيل الذي يقوم بالتعليق لشبكة «سكاي» الرياضية. ولعب نيفيل مع مانشستر يونايتد عندما انتزع الفوز من بين أنياب بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 في ليلة ملحمية أخرى على ملعب نو كامب.

وبعد أن شق توريس طريقه وحيدا نحو مرمى برشلونة دون أي ملاحقة من دفاع النادي الإسباني في الدقيقة الـ90 قبل أن يخدع الحارس فيكتور فالديس ويسجل في المرمى، صاح نيفيل قائلا: «غير معقول.. غير معقول». وكان هذا أقل وصف لما حدث. فبعد موسم كاد أن يكون الأسوأ في السنوات الأخيرة بالنسبة لتشيلسي وكان يتوقع أن يكون الأخير لعدد كبير من لاعبي الحرس القديم مثل ديدييه دروغبا وفرانك لامبارد، أصبح النادي على بُعد انتصار وحيد من دخول كتب التاريخ.

وتغيرت حظوظ تشيلسي منذ رحيل المدرب البرتغالي فيلاس بواس بعدما أقاله أبراموفيتش مالك النادي وحل مكانه المدرب المؤقت دي ماتيو وأصبح لديه الفرصة للفوز بدوري الأبطال في ميونيخ لأول مرة في تاريخ النادي الإنجليزي. واستعان أبراموفيتش في السابق بالكثير من الأسماء اللامعة في عالم التدريب للحصول على اللقب الأوروبي، وتفاوتت درجات النجاح من مدرب إلى آخر، لكن من الغريب أن دي ماتيو الأقل شهرة قد يكون هو الشخص الذي يحمل كأس البطولة التي طالما حلم بها الملياردير الروسي.

وكانت أول مباراة يتولى دي ماتيو الإشراف على الفريق فيها في دوري الأبطال مواجهة إياب دور الثمانية على أرضه أمام نابولي الإيطالي، حينما كان فريقه متأخرا 3 / 1 من مباراة الذهاب. ودفع تشيلسي مباراة الإياب إلى الوقت الإضافي ليفوز بها 4 / 1 ويعبر للدور التالي. ووقف الحظ إلى جانب المدرب الإيطالي في الدوري الإنجليزي الممتاز حينما ساعد هدفان جاءا من تسلل الفريق على الفوز 2 / 1 على ويغان أتليتك وكذلك في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عندما احتُسب هدف لخوان ماتا في مرمى توتنهام هوتسبير رغم أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى.

وفي مباراتي الدور قبل النهائي أمام برشلونة أنقذت العارضة والقائم تشيلسي أكثر من مرة، بينما أخفق ميسي الذي سجل 63 هدفا في كل المسابقات هذا الموسم في إنهاء سوء الحظ الذي يلازمه أمام النادي اللندني. وفي اللحظة التي أهدر فيها اللاعب الأرجنتيني ركلة الجزاء في الشوط الثاني تأكد تشيلسي أن النصر سيكون حليفه. ولا يزال تشيلسي يواجه معركة شرسة لإنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل في الدوري الإنجليزي، وقد يتعين عليه الفوز بدوري الأبطال للتأهل إلى النسخة المقبلة من البطولة.