عام 2012 ينذر بدخول برشلونة منحدر الهبوط

خسر لقب دوري الأبطال وعلى وشك التفريط في البطولة المحلية ولم يتبق أمامه سوى كأس إسبانيا

TT

كان برشلونة الإسباني أمام مفترق طرق، تحدد وجهته مباراته مع ضيفه تشيلسي الإنجليزي في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وبعد تنازله عن اللقب باكتفائه بالتعادل 2-2 بعد أن خسر ذهابا صفر - 1، يفرض السؤال التالي نفسه: والآن إلى أين؟ دخل برشلونة إلى هذه المواجهة بعد أربعة أيام فقط على سقوطه على أرضه أمام غريمه الأزلي ريال مدريد 1-2 في الدوري المحلي، ما سمح للأخير بأن يقطع شوطا هاما نحو تجريد النادي الكتالوني من اللقب الذي توج به في المواسم الثلاثة الأخيرة.

كانت مواجهة تشيلسي مصيرية بالنسبة للنادي الكتالوني؛ لأن تنازله عن اللقب الأوروبي الذي توج به الموسم الماضي للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، قد يشكل فترة انحدار، خصوصا إذا فشلت إدارة النادي في الاحتفاظ بخدمات المدرب جوسيب غوارديولا، الذي قاد برشلونة إلى لقب الدوري ثلاث مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، والكأس السوبر المحلية ثلاث مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الأوروبية مرتين، وكأس العالم للأندية مرتين أيضا، أي ما مجموعه 13 لقبا منذ استلامه الإشراف على الفريق عام 2008.

وتشير بعض التقارير إلى أن غوارديولا مرشح لاستلام الإشراف على تشيلسي بالذات، إلا أنه نفى هذا الأمر قبيل لقاء الذهاب في لندن، معتبرا هذه الأخبار من «نسج الخيال»، ثم أكد بعد مباراة الأمس أنه سيتحدث مع رئيس النادي بشأن القرارات التي يجب اتخاذها. والمعضلة التي يواجهها الفريق الكتالوني في الوقت الحالي هي أنه، بعد أن فرض نفسه أفضل فريق في العالم من خلال الأداء والألقاب والنجوم الموجودين في صفوفه، ها هو يخرج خالي الوفاض، ولم تبق أمامه سوى الكأس المحلية لكي يحفظ ماء الوجه على حساب أتلتيك بلباو.

والمشكلة التي يواجهها برشلونة لا تتعلق بالألقاب وحسب، بل كيف سيتعامل مع مسألة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي لم يقدم الكثير في كلاسيكو السبت الماضي، ثم اكتملت معاناته بإهداره ركلة جزاء لفريقه في مباراة أول من أمس كانت كفيلة بتغيير مجرى الأمور، إذ سيؤثر ذلك على معنوياته، خصوصا إذا ما نجح نجم ريال البرتغالي، كريستيانو رونالدو، في تجريد منافسه الأرجنتيني من لقب أفضل لاعب في العالم، الذي توج به في المواسم الثلاثة الأخيرة.

ومن أجل تخفيف الضغط عن نجمه الأرجنتيني، قال غوارديولا بعد مباراة تشيلسي: «أريد أن أشكره اليوم أكثر من أي وقت مضى، فبفضله وصلنا إلى هنا. إعجابي به لا حدود له. إنه مثال لباقي اللاعبين. من المؤكد أنه سيمر ببعض الفترات الصعبة، لكنه سينهض منها». ويواجه برشلونة معضلة حقيقية في حال أصيب ميسي بالاكتئاب؛ لأن غوارديولا بنى الفريق بأكمله على النجم الأرجنتيني منذ أن تسلم الإشراف على النادي عام 2008، لكن المدرب نفسه قد لا يكون مع الفريق الموسم المقبل، وقلة من الأشخاص يعرفون القرار الذي اتخذه لاعب الوسط السابق بشأن مستقبله مع برشلونة.

وقد أكد غوارديولا قبيل مباراة أول من أمس أن نتيجة نصف النهائي أمام تشيلسي لن تؤثر على قراره بشأن مستقبله مع النادي، وفي حال قرر «تلميذ» الهولندي يوهان كرويف أن يفترق عن الفريق، فالأخير قد يواجه فترة انعدام وزن؛ لأن لاعبيه بحاجة إلى الوقت من أجل التأقلم مع أسلوب جديد. ويطرح سؤال حول مستقبل برشلونة في ظل سياسة الاعتماد على شبان الفريق: هل وصلت هذه الاستراتيجية إلى حدودها ولم تعد تجدي نفعا؟ الجواب: ليس بالضروري، فإن اعتماد برشلونة على الشبان المقبلين من أكاديميته الشهيرة لم يكن مفعوله سلبيا على النادي الكتالوني، بل على العكس؛ لأن اللقب الأول الذي توج به غوارديولا في دوري أبطال أوروبا عام 2009 كان بفضل عنصر الشباب.

أما بالنسبة للمستقبل، ونتحدث هنا عن المستقبل القريب، فمن المرجح أن يفتح برشلونة محفظته من أجل تعزيز صفوفه كما فعل الموسم الماضي بتعاقده مع التشيلي أليكسيس سانشيز، وسيسك فابريغاس، ويبدو البرازيلي نيمار الهدف الأبرز للنادي الكتالوني الصيف المقبل، بحسب الصحف المحلية، لكن لم يصدر عن الأخير أي موقف رسمي حتى الآن بشأن سعيه لضم نجم سانتوس.