الهلال والاتحاد.. من يكسب التحدي في موقعة الدرة؟

الخالد أكد أن المقاييس الفنية متقاربة بين الفريقين اليوم في إياب ربع نهائي الأبطال

TT

تشهد العاصمة السعودية الرياض مساء اليوم لقاء هاما ومصيريا يجمع الهلال والاتحاد في «كلاسيكو» الكرة السعودية، ضمن إياب دور الثمانية من منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، بعد أن انتهت مواجهة الذهاب في جدة بالتعادل 2 / 2.

وسيكون لقاء اليوم مفترق طرق بالنسبة للفريقين، إذ إن أحدهما سيواصل سعيه بالفوز باللقب، بينما سينتهي رسميا موسم الآخر على المستوى المحلي، فالهلال يسعى جاهدا لأن يواصل طريقه نحو كسب الكأس الغالية، خصوصا أنه لم يظفر بها منذ العودة إلى الواجهة قبل 4 أعوام، أما الاتحاد فإنه يخطط لإنقاذ موسمه الحالي بإحراز البطولة في ظل إخفاقاته الأخيرة في المنافسة على كأس ولي العهد ولقب دوري زين. كما أنه (أي الاتحاد) يقاتل بقوة من أجل الحصول على اللقب، كونه الفرصة الأخيرة له إذا ما أراد المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، في ظل فشله في الحصول على مركز متقدم خلال منافسات الدوري.

وبالعودة إلى حسابات التأهل لكل فريق في قمة اليوم، نجد أن الهلال هو الأوفر فرصا من منافسه الاتحاد، حيث إن التعادل السلبي أو الإيجابي بنتيجة 1 / 1 سيكفيان الهلال للظفر ببطاقة التأهل، بجانب الفوز بكل تأكيد، أما الاتحاد فهو يملك فرصتين للتأهل، أولاهما الفوز ومن ثم التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق أو أكثر، أما الحالة الوحيدة التي ستمتد فيها المباراة للأشواط الإضافية فهي في حال انتهاء الأشواط الأصلية بالتعادل الإيجابي 2 / 2.

الخبير الفني الدكتور عبد العزيز الخالد أكد في بداية رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» أن المستويات الفنية في مباريات البطولة منذ انطلاقتها لم تكن مقنعة، وأقل بكثير من الصرف المالي الذي قامت بدفعه الأندية، وكذلك من الدعم الإعلامي الكبير والحراك الجماهيري والإثارة القوية في المسابقات السعودية، قائلا إن هذه المستويات امتداد لما قدمته الفرق في الدوري من مستويات فنية لا تزال أقل من المطلوب، فهناك خلل يتعلق بالعمل الفني داخل الأندية، وكذلك تذبذب على مستوى اللاعبين الفني، «فنحن نتطلع دائما إلى أن يكون المستوى الفني أفضل مما تقدمه الفريق المتبارية حاليا، ليتوازى ذلك مع ما يتم صرفه من أموال وما تأخذه المسابقات السعودية من متابعة جماهيرية كبيرة».

وبالعودة إلى للقاء الليلة، أشار الخالد إلى أن هذه المباراة تحدٍّ كبير بين الفريقين بعد التعادل الإيجابي بنتيجة 2 / 2 في مباراة الذهاب، مبينا أن ذلك سيكون بلا شك لمصلحة مواجهة الليلة، فالكرة لا تزال في الملعب وحسابات التأهل قريبة من الطرفين، وإن كان الهلال يملك الأفضلية نسبيا في ما يتعلق بحسابات التأهل.

وأضاف: «المقاييس الفنية بين الفريقين متقاربة جدا، وكذلك في ما يتعلق بالعناصر في جميع الخطوط، فحراسة المرمى في الفريقين متقاربة، بينما يعاني الهلال من مشكلة في العمق الدفاعي لو لعب عبد الله الزوري بجوار ماجد المرشدي لتشابه أسلوبهما، لكن الوضع سيختلف لو شارك اللاعب أسامة هوساوي، فسيكون الأداء أفضل في هذه المنطقة، بينما نجد أن لاعبي المحور عبد اللطيف الغنام والمغربي عادل هيرماش، في حالة مشاركته، يقومان بدورهما بتكامل جيد، لكن تظل الخيارات متوفرة في وسط الهلال المتقدم، فعودة محمد الشلهوب هي المحرك المهم والأساسي لأداء هذا الخط من حيث المساندة وصناعة اللعب، ووجوده مهم منذ بداية المباراة وكذلك مشاركة أحمد الفريدي، إلى جانب العابد أو سالم الدوسري، فكلها حلول متاحة وناجحة للجانب الهلالي، مع المساندة الجيدة للمغربي يوسف العربي الذي يشكل خطورة على الدفاع الاتحادي في حالة تحركه وتركيزه من بداية اللقاء».

وتابع قائلا: «في المقابل نجد أن الضيوف، فريق الاتحاد، لديهم حارس مرمى خبير بوجود مبروك زايد، لكن لدى الاتحاد أيضا مشكلة في العمق الدفاعي لغياب بعض العناصر سواء للإصابة أو الإيقاف، فأداء هذا الخط يعاني من ثقل المراقبة لهجوم المنافس، خصوصا أن الاتحاد سيفتقد خدمات الظهير الأيمن إبراهيم هزازي لطرده بالبطاقة الحمراء في لقاء الذهاب، فهو لاعب مهم للاتحاد حاليا، ولكنها فرصة للبحريني عبد الله عمر للعودة إلى التشكيلة أو عبد الرحمن الرشيدي، ولا ننسى غياب القائد محمد نور الذي له أثره على أداء الفريق لثقله النفسي والفني، والغياب المتوقع للمدافع أسامة المولد للإصابة، فكلها أمور ستؤثر على الاتحاد هذه الليلة، لكن في النهاية مؤشرات اللقاء تنذر بأن نرى مباراة قوية، وكل ما أتمناه أن يتوازى مستواها الفني مع قوتها التنافسية».