الصحافة البريطانية تشيد بأداء تشيلسي وتهاجم تيري .. ومدربه يدافع عنه

مسلسل «حماقات» المدافع يتواصل .. وطرده كاد يكلف فريقه ثمنا باهظا

TT

أشادت وسائل الإعلام البريطانية، أمس، بإنجاز نادي تشيلسي الذي تأهل إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا. وتأتي إشادة الصحافة البريطانية بأداء تشيلسي في الوقت الذي وجهت فيه نفس الصحافة انتقادات حادة إلى قائد الفريق جون تيري لطرده قبل نهاية الشوط الأول بـ8 دقائق لارتكابه خطأ ضد لاعب برشلونة أليكسيس سانشيز، مدرب تشيلسي، إلا أن المدرب المؤقت لتشيلسي، روبرتو دي ماتيو، حاول أن لا يجد المبرر لتيري على تصرفه.

وكان من المفترض أن يكون جون تيري المثال الذي يحتذى به في فريقه تشيلسي الإنجليزي لأن هذه هي مهمة اللاعب الذي يرتدي شارة القائد، لكن يبدو أن «الحماقات» لا تكف عن ملاحقته وكاد يكون ثمنها غاليا جدا لو لم يتمكن مدربه الإيطالي روبرتو دي ماتيو من التعامل مع الموقف بحنكة سمحت لفريق الـ«بلوز» بأن يقصي برشلونة الإسباني ويبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه.

«حماقة تيري حرمته من فرصة ثانية»، هذا ما عنونته، أمس، صحيفة «الغارديان» حول ما قام به تيري، أول من أمس، أمام برشلونة في إياب الدور نصف النهائي عندما أجبر فريقه على إكمال مواجهته مع «أفضل فريق في العالم»، بحسب دي ماتيو بالذات، بـ10 لاعبين منذ الدقيقة 37 بعد ركله التشيلي أليكسيس سانشيز في ظهره دون كرة. أما صحيفة «التايمز» فكتبت بدورها: «ليلة العار لجون تيري»، بينما عنونت «تلغراف»: «شياطين تيري تلاحقه». فمن فضيحة خيانته الزوجية ودخوله في علاقة جنسية مع صديقة زميله السابق في المنتخب واين بريدج، مما أدى إلى اعتذار الأخير عن المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا وتجريد تيري من شارة القائد في العرس العالمي، إلى اتهامه بتوجيهه إهانات عنصرية إلى لاعب كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند، خلال مواجهة فريقيهما في الدوري المحلي، وهي القضية التي سيمثل بسببها قائد الـ«بلوز» أمام القضاء في التاسع من يوليو (تموز) المقبل أي مباشرة بعد انتهاء كأس أوروبا التي سيخوضها دون شارة القائد بسبب هذه القضية، يبدو أن مسلسل «حماقات» تيري لا نهاية له، وهو الأمر الذي دفع الصحافة المحلية إلى عدم الأخذ بعين الاعتبار الاعتذار الذي صدر عنه.

«سانشيز كان يدفعني من الخلف، لقد رأيت الإعادة وكان الأمر سيئا»، هذا ما قاله تيري بعد اللقاء، مضيفا: «لست من اللاعبين الذين يؤذون أحدا عمدا، لقد رفعت ركبتي وربما لم يكن علي فعل ذلك، لكن آمل من الناس الذين يعرفونني كشخص وكلاعب أن يعلموا أنني لست من هذا النوع من اللاعبين». وأضاف تيري «أشعر بخيبة أمل ولكنني سعيد لأجل زملائي. فأن نحضر إلى هنا وأن يلعبوا بالطريقة التي لعبوا بها وأن يحققوا هذه النتيجة بـ10 لاعبين.. أشعر بأنني خذلتهم. لقد اعتذرت منهم وأريد أيضا الاعتذار من الجمهور». كان تيري أمام فرصة التكفير عن ذنوبه السابقة من خلال المساهمة بقيادة فريقه إلى إنجاز إقصاء برشلونة من الدور نصف النهائي وتحقيق حلم النهائي واللقب الذي كثيرا ما سعى إليه مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، وهو نجح في الفصل الأول من الاختبار بعد أن تألق في لقاء الذهاب قبل 6 أيام، لكنه عاد وخذل زملاءه الذين تطلعوا إليه من أجل أن يكون صخرة الدفاع في مواجهة المد الهجومي الكتالوني خصوصا بعد خروجه زميله في قلب الدفاع غاري كايهيل في الدقائق الأولى من اللقاء بسبب الإصابة، مما جعله قلب الدفاع الأصيل الوحيد في الفريق.

لم تنفع خبرة المباريات الـ85 التي خاضها تيري في مسابقة دوري أبطال أوروبا ولم تمنعه من التصرف دون تفكير أو حسابات، فترك زملاءه يتخبطون من أجل منع الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه في الكتيبة الكتالونية من الوصول إلى شباك الحارس التشيكي بتر تشيك، إلا أن رجال المدرب جوسيب غوارديولا تمكنوا من إضافة هدف ثان (الأول جاء قبل طرد تيري)، ولولا حنكة البرازيلي راميريز الذي استغل هجمة مرتدة سريعة من أجل أن ضع الكرة فوق حارس برشلونة في الثواني الأخيرة من الشوط الأول، لما تمكن تشيلسي من رص صفوفه في بداية الشوط الثاني وإغلاق منطقته بشكل تام بانتظار هدف رصاصة الرحمة الذي جاء في الوقت بدل الضائع عن طريق الإسباني البديل فرناندو توريس.

من المؤكد أن تيري سيندم كثيرا على الهفوة الصبيانية التي قام بها أمام برشلونة لأنه سيحرم من فرصة الوجود مع زملائه في ملعب «أليانز إرينا» في 19 الشهر المقبل، ولن يتمكن بالتالي من تعويض إخفاق نهائي موسكو 2008 أمام الغريم التقليدي مانشستر يونايتد، لأنه كان أحد اللاعبين الاثنين اللذين أضاعا ركليتهما الترجيحيتين في ذلك النهائي. حاول دي ماتيو ان يجدد تبريرا لحماقة تيري في مواجهة برشلونة الثانية بقوله: «كلنا بشر، فاللاعبون يتعرضون إلى ضغوط هائلة، والجميع يرتبك». وقال دي ماتيو: «إنه قائد مذهل للاعبين.. وقائد فريقنا.. كلنا يخطئ.. نحن سعداء بنجاح اللاعبين في التأهل للنهائي». وأضاف: «كلنا بشر.. وكلاعبين نواجه ضغوطا عصبية هائلة». سأرى لاحقا من سأشرك من اللاعبين في المباراة النهائية (بالإضافة إلى تيري، فان راميريش وميريليش وإيفانوفيتش، لن يتمكنوا من المشاركة لحصولهم على الإنذارات)، أما حاليا فأريد أن أستمتع باللحظة. وبمزيج من الدهشة والسعادة، أشادت وسائل الإعلام البريطانية، أمس، بإنجاز تشيلسي. وتساءلت صحيفة «ذي صن» في عنوانها الرئيسي: «هل تصدقون ذلك؟» بينما كتبت «ميرور» في عنوانها: «السماء الزرقاء.. لم يكن حدوث هذا الأمر واردا.. ببساطة لم يكن واردا». وأضافت الصحيفة: «على الأقل أمام برشلونة في ملعب كامب نو. وليس وهم يلعبون بـ10 لاعبين أمام أفضل فريق في العالم». وتابعت: «ولكن بطريقة ما، وفي ليلة فاقت الخيال انقلب كل ما كنا نعتقد أننا نعرفه رأسا على عقب.. حدث الأمر الذي لم يكن واردا». وأكد لاعب تشيلسي وإيفرتون ومنتخب اسكوتلندا السابق بات نيفن، الذي يعمل ناقدا رياضيا الآن، أن ليلة أول من أمس كانت واحدة من أكثر الليالي الأوروبية تميزا. وصرح نيفن لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالقول: «أنا على ثقة من أن بعض مشجعي ليفربول سيقولون إن نهائي 2005 عندما حولوا تخلفهم 0-3 خلال شوط المباراة الأول إلى فوز (أمام إيه سي ميلان الإيطالي) كان هو الأفضل من نوعه». وأضاف: «ولكن مباراة أول من أمس شهدت كل شيء ممكن.. كان أمرا لا يصدق».

ووصف فرانك لامبارد، أحد نجوم فريق تشيلسي في اللقاء، شعوره خلال المباراة بأنه «من أجمل اللحظات التي عشتها على الإطلاق وأنا أرتدي قميص تشيلسي». وأضاف: «أعرف أن الناس يريدون دوما مشاهدة كرة جميلة، ولكن أن تلعب 50 دقيقة بـ10 لاعبين، وأنت متخلف بهدفين في هذا الملعب وبعدها تتمكن من تقديم هذا الأداء! يا لها من روح!.. أمر على التصديق».