بايرن يتخطى ريال مدريد ويلتقي تشيلسي في نهائي دوري الأبطال

مورينهو يلوم «التعب».. وهاينكس يؤكد أحقية فريقه بالتأهل

TT

ضاعف بايرن ميونيخ الألماني أحزان الجماهير الإسبانية وحقق حلم التأهل للمباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي تقام على ملعبه «أليانز أرينا» في ميونيخ، بعدما تغلب على ريال مدريد الإسباني 1/3 بضربات الجزاء الترجيحية، في إياب الدور قبل النهائي للبطولة. وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة التي أقيمت باستاد «سانتياغو بيرنابيو» بالعاصمة الإسبانية مدريد، بتقدم ريال مدريد 1/2، ليتعادل الفريقان 3/3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب حيث كانت مباراة الذهاب انتهت بفوز بايرن على أرضه 1/2.

واعتبر البرتغالي جوزيه مورينهو، مدرب ريال مدريد، أن فريقه دفع ثمن محاربته على جبهتين، مما أثر على لياقة لاعبي الفريق الملكي وتسبب في خروجه من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وقال مورينهو «أعتقد أننا كنا نستحق الفوز، وهم أيضا. لكن الفارق هو أننا نحارب على جبهتين، إذ نصارع على لقب الدوري، بينما الفريق الآخر أوقف جهوده في الدوري (أحرز دورتموند لقب البوندزليغا)». وتابع مورينهو «خضنا السبت الماضي المباراة الأهم لنا في الدوري (ضد برشلونة 1/2)، في وقت تمكنوا فيه من إراحة التشكيلة الأساسية. من وجهة النظر هذه، لعبت اللياقة دورها».

وسجل ريال هدفين مبكرين عبر البرتغالي كريستيانو رونالدو (6 من ركلة جزاء و14) قبل أن يقلص الهولندي آريين روبن (27 من ركلة جزاء) الفارق.

واعتبر مورينهو أنه بعد تقليص بايرن الفارق، أصبح اللعب صعبا على الطرفين «عرف اللاعبون آنذاك أن الخطأ ممنوع. ثم جاءت ركلات الترجيح في وضع بدني مرهق.. للأسف كنت أريد الفوز باللقب مع هذه المجموعة». وعن المباراة النهائية بين بايرن ميونيخ وتشيلسي الإنجليزي، أمل مورينهو «أن يفوز تشيلسي، لأن قسما من قلبي لا يزال في تشيلسي، لكني أحترم بايرن كثيرا».

من جهة أخرى، أكد مورينهو أنه باق في منصبه مع الفريق، وذلك بعد خروجه من منافسات الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا. وقال مورينهو الذي كان خسر في الدور قبل النهائي للبطولة نفسها بضربات الجزاء أيضا أمام ليفربول الإنجليزي عام 2005 عندما كان مدربا لتشيلسي «سأستمر في عملي هنا، فبوسع هذا النادي وهذا الفريق أن يواصل نموه». وأضاف «يجب أن يعود اللاعبون إلى بيوتهم ويقبلوا زوجاتهم وأطفالهم ويرفعوا رؤوسهم. فقد قدم اللاعبون مباراة جيدة حقا، وأنا فخور للغاية بهم وبما بذلوه من جهد. افتقدنا الكثير من لياقتنا البدنية لأننا لعبنا مباراة صعبة يوم السبت بينما كان بايرن مستريحا».

ورفض مورينهو توجيه أي نقد لمهاجمه الكبير رونالدو بعدما أخفق في تسديد ضربة الجزاء التي تصدى لها أمس، وقال «حدث الأمر نفسه الليلة الماضية مع (نجم برشلونة ليونيل) ميسي، لكنهما ما زالا لاعبين رائعين. هذا هو ما يمكن أن يحدث في كرة القدم.. إن حزني على اللاعبين أكبر من حزني على نفسي».

ويمثل إخفاق ريال في دوري الأبطال أحدث انتكاسة لفريق العاصمة الإسبانية الذي أنفق رئيسه فلورنتينو بيريز مئات الملايين من اليورو لشراء لاعبين والتعاقد مع مدربين من أجل نيل لقبه الأوروبي العاشر. وتعاقد بيريز مع مورينهو من إنتر ميلان في 2010 على أمل إنهاء هيمنة برشلونة على كرة القدم الإسبانية والأوروبية، لكنه فشل في تجاوز قبل النهائي للموسم الثاني على التوالي، بعد الهزيمة أمام برشلونة العام الماضي.

أما حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس، الذي أنقذ ضربتين من ضربات جزاء بايرن، فقد أكد أنه يشعر بالأسف تجاه الجماهير. وقال كاسياس «أشعر بالأسف تجاه كل الجماهير، لأنهم كانوا رائعين الليلة.. لعبنا جيدا لكن ضربات الجزاء دائما ما تكون لعبة حظ كبيرة». وأضاف كاسياس «كانت مباراة مثيرة جدا، لكن في النهاية تشبه ركلات الترجيح رهان اليانصيب». وأردف «لا يجب أن نقف عندها كثيرا. لعبنا بطريقة جيدة جدا وصنعنا فرصا ومررنا الكرة بطريقة جيدة».

في المقابل اعتبر يوب هاينكس، مدرب بايرن الذي قاد ريال إلى لقب 1998، أن تأهل فريقه لنهائي بطولة دوري أبطال أوروبا جاء عن جدارة. وأضاف «كانت مباراة رائعة. حصل كل ما نتمناه في مباراة لكرة القدم: فترات لعب رائعة، انضباط تكتيكي جيد جدا، إثارة بركلات الترجيح.. لم نكن نريد الانطلاق مبكرا بهدفين نظيفين. لكن بعد هدف روبن، تسلم بايرن زمام المبادرة. تحررنا وارتفع إيقاعنا. هاجمنا كثيرا في نهاية الشوط الأول، وفي الثاني حافظنا على توازننا بين الدفاع والهجوم». وتابع المدرب المخضرم «في مجموع الدقائق الـ120، أعتقد أننا نستحق هذا التأهل. أثبتنا اليوم أننا فريقا كبيرا جسديا، ذهنيا وكرويا. أنا سعيد لتحقيق هدفنا: خوض النهائي على أرضنا في 19 مايو (أيار)».

وأضاف «كان من المذهل أن نرى رد فعل الفريق بعد تخلفه بهدف ثم بهدفين، فقد رفضنا الاستسلام. وأعتقد أننا قدمنا كرة رائعة في عدة أوقات من المباراة. إن ما حققناه هنا في مدريد أمر عظيم حقا». وعن تشيلسي الذي سيواجهه في النهائي، قال هاينكس «أعتقد أنه فريق خاض مواجهة برشلونة بشكل جيد في نصف النهائي، وقدم لمحات تكتيكية رائعة خلالها». من ناحية أخرى، أبدى ماريو غوميز، الذي سجل إحدى ضربات جزاء بايرن الثلاث مساء أول من أمس، سعادته قائلا «إنها ليلة رائعة بالنسبة لنا. كنا مصرين حقا على التأهل إلى النهائي، وأعتقد أننا استحققنا التأهل». وبلغ بايرن ميونيخ النهائي للمرة التاسعة في تاريخه والثانية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، فيما فشل ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب (9 ألقاب) في بلوغه.