ديربي مانشستر غدا.. الأكثر حسما في تاريخ الدوري الإنجليزي

فيرغسون يؤكد أنه سيلعب أمام سيتي من أجل الفوز فقط .. ومانشيني يخشى من خبرة يونايتد

TT

تعهد سير أليكس فيرغسون المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد بأن فريقه لن يلعب من أجل التعادل عندما يلتقي مع مانشستر سيتي غدا على استاد الاتحاد، بل سيسعى جاهدا من أجل الخروج بالنقاط الـ3، حتى وإن كان التعادل نتيجة رائعة في السباق على اللقب. ويتصدر مانشستر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بفارق 3 نقاط أمام سيتي، بعدما أهدر الفريق 5 نقاط خلال آخر 3 مباريات، ولكنه يدرك جيدا أن فوز سيتي سيصعد به إلى الصدارة بفارق الأهداف أمام يونايتد. لذلك فهي المواجهة التي على الأرجح ستحسم مصير هوية بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الحالي.

وأضاف فيرغسون: «هذه مواجهة لا مفر منها لكننا نعرف تماما أين نضع أقدامنا. الآن كل شيء مرتبط بهذه المباراة. سوف تكون الأجواء رائعة هناك... صعبنا الأمور على أنفسنا (بالتعادل مع إيفرتون). آمل أن نتمكن من التعويض غدا». ورد فيرغسون على تصريحات نظيره روبرتو مانشيني الذي قال: إن يونايتد يملك فرصة أكبر من فريقه من أجل الفوز باللقب، قائلا: «يحاول روبرتو أن يخفف الضغط عن لاعبيه، لكن هذا لن يؤثر على أسلوبنا في المباراة. نحن نعرف تماما موقفنا الحالي. نحن في مركز أفضل من مانشستر سيتي ونستطيع أن نخرج من المباراة بنتيجتين جيدتين. لكن بغض النظر عن ذلك، سوف نلعب على الفوز. هذه هي الطريقة التي نعرفها في هذا النادي - الفوز والفوز فقط».

وواصل: «أعتقد أننا نتمتع بخبرة كافية. هناك باتريس ايفرا، ريو فرديناند، وواين روني أيضا، ويوجد كذلك مايكل كاريك. فهؤلاء يملكون الخبرة التي تمكنهم من التعامل مع هذا الموقف. أعتقد أن نتائج مواجهات هذا الموسم ليس لها دلالة على تلك المباراة. لقد تقابلنا 3 مرات (فاز يونايتد 3 - 2 في مسابقة درع المجتمع قبيل انطلاق الموسم)، لكن الماضي هو الماضي ولا يهم ذلك. كل شيء متعلق بيوم غد».

وأوضح فيرغسون أن التاريخ لن يكون له دور عندما يلتقي فريقه مع مانشستر سيتي غدا. وفاز سيتي على ملعب أولد ترافورد 6-1 في مباراة الفريقين بالدور الأول، بينما كان الفوز حليف يونايتد في الدرع الخيرية وكأس الاتحاد الإنجليزي.

ولكن فيرغسون يؤكد أن الأمور كلها تعود إلى 90 دقيقة من كرة القدم.

من جانبه يشعر المدير الفني لفريق مانشستر سيتي روبرتو مانشيني بالقلق من القوة الداخلية التي يمتلكها لاعبو مانشستر يونايتد وروح الفريق التي قد تكون هي عامل الحسم الرئيسي في المباراة الهامة والمرتقبة بين الفريقين غدا. وقال مانشيني: «كان مانشستر يونايتد يفوز دائما على مدى الـ20 عاما الماضية، وحتى عندما يكون الفريق متخلفا في جدول الترتيب، فإنه يدرك جيدا أنه قادر على العودة إلى القمة مرة أخرى، وقد تولدت تلك القوة الداخلية من النجاحات الكثيرة التي حققها الفريق. لقد أصبح لدينا خبرة كبيرة بسبب المباريات الكثيرة التي لعبناها أمام مانشستر يونايتد، وقد اقتربنا منه كثيرا، ولكنه لا يزال هو الأفضل بفضل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها وروح الفريق العالية التي ما زلنا نحن نبنيها هنا».

وطبقا لصحيفة «الصن» البريطانية فإن البعض سيرى تلك التصريحات على أنها خدعة أخرى في إطار الحرب النفسية التي بدأ مانشيني يتبعها مع مانشستر يونايتد منذ عدة أسابيع. وعندما تعرض مانشستر سيتي للهزيمة أمام آرسنال بهدف مقابل لا شيء الشهر الماضي، اتسع فارق النقاط بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد إلى 8 نقاط كاملة، واعترف مانشيني وقتها بأن أمال فريقه في الحصول على اللقب قد تبددت تماما، ولكن هزيمة مانشستر يونايتد المفاجئة أمام ويغان بهدف مقابل لا شيء والتعادل الدرامي يوم الأحد الماضي بـ4 أهداف لكل فريق أمام نادي إيفرتون، قد أعاد مانشستر سيتي للسباق مرة أخرى عقب فوزه على ولفرهامبتون واندررز. ومع ذلك، وضع مانشيتي مزيدا من الضغوط على كاهل مانشستر يونايتد من خلال إصراره على أن فريقه لن يحصد اللقب، وأضاف: «لم نشاهد مباراة مانشستر يونايتد أمام إيفرتون لأننا كنا نستعد لمباراتنا أمام ولفرهامبتون. ولم أطلب إخبارنا بنتيجة لقاء مانشستر، ولذا لم أشاهد هدف ستيفن بينار الذي عادل النتيجة لـ4 أهداف لكل فريق. وعلى أي حال، لم يغير هذا الهدف من الأمر شيئا، لأننا ما زلنا خلف مانشستر يونايتد وما زال يتعين علينا الفوز في مباراة يوم الاثنين، على عكس يونايتد الذي سيلعب براحة كبيرة ولديه مباريات أسهل». وأضاف المدير الفني الإيطالي: «سوف يلعب مانشستر يونايتد أمام سوانزي سيتي وسندرلاند وهي فرق تلعب في المنطقة الدافئة ولن يتأثر موقفها في جدول الدوري على أي حال، أما نحن فسنواجه نيوكاسيل الذي يلعب بشكل رائع الموسم الحالي وكوينز بارك رينجرز الذي يصارع من أجل البقاء في المسابقة. وقد ينتهي لقاؤنا أمام مانشستر يونايتد من دون أن يحسم أي شيء». ويؤمن مانشيني بأن فريقه سيحصد اللقب العام المقبل إذا ما فشل في الحصول عليه الموسم الحالي. واستطرد المدير الفني الإيطالي في حديثه قائلا: «إننا فخورون بما قدمناه الموسم الحالي. إننا لم نقاتل على الحصول على لقب الدوري منذ 10 سنوات، ولكن منذ عامين فقط. في عام 2010. أنهينا الموسم في المركز الخامس، وفي الموسم التالي، أنهينا المسابقة في المركز الثالث بنفس عدد نقاط تشيلسي الذي كان في المركز الثاني، ونحن الآن في المركز الثاني وما زال لدينا أمل في الحصول على الدرع قبل نهاية المسابقة بـ3 مباريات، وهو ما يعني أننا في تقدم مستمر».

وأضاف مانشيني: «لقد قدمنا أداء رائعا في واقع الأمر، وكنا نغرد في صدارة الترتيب بشكل منفرد على مدار 28 مباراة. وإذا لم نحصل على البطولة في الموسم الحالي، فسوف نحصل عليها الموسم المقبل ونحقق الكثير من النجاحات خلال المواسم القادمة». ورغم أن مانشيني يعلن على الملأ أن المنافسة على اللقب قد انتهت، فإنه أكد في أوقات أخرى أنه لم يستسلم مطلقا وأنه لم يتخل عن هذا الحلم – وهو ما ظهر جليا خلال مباراة فريقه أمام سندرلاند على ملعب الاتحاد عندما نجح في العودة إلى اللقاء بعدما كان متأخرا بفارق هدفين. وفي حوار له مع وكالة «الصحافة الفرنسية»، قال مانشيني: «لم نستسلم مطلقا وما زلنا نقاتل. في مباراتنا أمام سندرلاند على سبيل المثال، تمكنا من العودة إلى اللقاء بعدما كنا متأخرين بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد، وأحرزنا هدفين في الـ5 دقائق الأخيرة لينتهي اللقاء بـ3 أهداف لكل فريق. سيكون من غير المجدي أن نقول الآن ما يعنيه هذا اللقب بالنسبة لي، ولكن الشيء المؤكد بالنسبة لي، كمدير فني إيطالي، وهو أن الحصول على اللقب سيكون مصدر فخر كبير، ولا سيما أننا كنا متأخرين بفارق 8 نقاط كاملة قبل أسابيع قليلة». وأضاف مانشيني: «ربما كان أي فريق آخر في مكاننا يفقد الأمل في المنافسة، ولكن هذا لم يحدث معنا، وهذا شيء مهم للغاية لأنه يعني أن الفريق، بغض النظر عن الجوانب التكتيكية، يضم لاعبين ذات قيمة كبيرة للغاية».

واعترف مانشيني بأنه يتمنى التعاقد مع ثنائي مانشستر يونايتد واين روني والنجم الويلزي المخضرم ريان غيغز الذي يتمتع بشباب دائم رغم وصوله لعامه الـ38. وأضاف: «لو كان لي أن أتعاقد مع أحد لاعبي مانشستر يونايتد لتعاقدت مع واين روني، لأنه لاعب يحمل صفات البطولة. ولو كان غيغز قادرا على العطاء لـ5 مواسم قادمة، لتعاقدت معه أيضا، لأنه لا يزال يعدو مثل اللاعبين الصغار». واختتم مانشيني حديثه قائلا: «أعتقد أنه لا يتعين علي الحديث كثيرا قبل تلك المباراة، والمهم في الوقت الحالي هو الأفعال لا الأقوال، وهذا هو ما نحتاج إليه. سوف أنام جيدا يوم الأحد، وهناك الكثير من الأشياء الأكثر أهمية في الحياة». ولدى سؤاله عن الفريق الذي سيحقق الفوز في تلك المباراة، ضحك مانشيني وقال: «لا أعرف من سيفوز، الأمر يعتمد على مانشستر يونايتد». والحقيقة، هي أن مانشيني يضمر غير ما يقول، وأن هذه التصريحات ما هي إلا نوع من الحرب النفسية مع مانشستر يونايتد.

من جهة أخرى اعترف مانشيني أن فرصة ناديه في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز كانت ستكون أقوى من الآن في حالة عدم حدوث مشكلة كارلوس تيفيز مع الفريق، وأضاف: «من الواضح أن فرصتنا في الحصول على اللقب كانت ستكون أقوى في حالة وجوده، ولكننا كنا في صدارة الترتيب حتى شهر مارس (آذار)، وهو ما يعني أن المهاجمين الآخرين قدموا أداء جيدا أيضا».

وأكد مانشيني على أن علاقته بتيفيز قد عادت إلى طبيعتها بعد فترة من الشد والجذب عقب رفض «الأباتشي» الأرجنتيني المشاركة كبديل في مباراة فريقه أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأصر مانشيني على أنه هو من اتخذ قرار عودة تيفيز إلى صفوف الفريق مرة أخرى، من دون أي تدخلات من جانب مالكي النادي عقب انهيار محادثات انتقال تيفيز إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.