ليس بإمكانهم أن يسخروا منه معظم الوقت، فلو ذهب أحد إلى أندريا بارزالي، مدافع اليوفي، وقال له «يا صاح، أنت بالفعل اللاعب الوحيد في الفريق الذي لم يسجل هذا الموسم....»، ستكون الإجابة حينها بسيطة للغاية «أنتم تستمتعون بالهجوم على الآخرين، وينبغي علي أن أغلق تلك الثقوب». وأندريا بارزالي يجيد إغلاق الثقوب بمهارة، نظرا لأن فريق اليوفي يمتلك هذا الموسم أفضل خط دفاع في إيطاليا بواقع استقبال 18 هدفا فحسب. وحسب متوسط التصويت الذي تجريه جريد «لاغازيتا ديللو سبورت» الرياضية يعد أندريا أفضل مدافع في الدوري الإيطالي (6.47 درجة). يذكر أن بارزالي شارك حتى الآن في 31 مباراة في الدوري المحلي وثلاثة لقاءات في كأس إيطاليا، جميعها لعب فيها أساسيا، ومنذ أول دقيقة للمباراة حتى آخر دقيقة، ما عدا لقاء كييفو عندما تم استبداله قبل دقائق قليلة من استراحة ما بين الشوطين بسبب الإصابة. إنه موسم مثالي من الناحية العملية بالنسبة للمدافع الإيطالي، لولا عدم تمكنه حتى الآن من إحراز أي هدف.
أهداف عن طريق 18 لاعبا: هذه مزحة، على أي حال، ولكن بارزالي هو الوحيد بين اللاعبين الأساسيين والصف الأول من احتياطي اليوفي الذي لم يستطع التسجيل هذا الموسم. وليس مثل أندريا سوى ماروني، الذي لعب 2016 دقيقة فحسب، والمستبعدين من خطط الفريق غروسو وإيليا. حتى بادوين (لعب 244 دقيقة في الموسم الحالي) نجح في التسجيل. وما بين الدوري المحلي وكأس إيطاليا أحرز اليوفي 67 دقيقة من خلال 18 لاعبا. ويأتي في صدارة هدافي يوفنتوس المهاجم ماتري برصيد 10 أهداف ثم يليه كلاوديو ماركيزيو (تسعة أهداف) وبعده ميركو فوتسينيتش (سبعة أهداف). وقد انطلق العدو، فمن المفترض أن يغيب ماتري عن مباراة اليوم أمام نوفارا بسبب الإيقاف، وبإمكان ماركيزيو أن يصل إلى عدد أهداف ماتري نفسه. وعلى مدار الموسم، على أي حال، استطاع جميع لاعبي اليوفي أن يشاركوا في تشييد الفريق، ليس فحسب من خلال الالتزام اليومي ولكن أيضا من خلال الأهداف. وقد نجح في التسجيل هذا الموسم كذلك الصربي كرازيتش الذي تمكن خلال مباراة كاتانيا، وسط أداء اتسم بالارتباك، من تسجيل هدف التعادل من خارج منطقة الجزاء. حتى استيغاريبيا أحرز هدفا في مباراة يوفنتوس أمام نابولي التي انتهت 3/3، وكذلك المدافع كاسيريس نجح في هز الشباك هذا الموسم، حيث سجل ثنائية في شباك الميلان في نصف نهائي كأس إيطاليا. كل عناصر الفريق تمكنت من التسجيل هذا الموسم.
في فولفسبورغ: ولهذا السبب ينتظر فريق السيدة العجوز الآن هدف بارزالي الذي أهدر فرصة هدف مؤكد تصدى لها القائم في مباراة أتلانتا. جدير بالذكر أن آخر هدف سجله أندريا في إيطاليا كان في 20 سبتمبر (أيلول) 2006؛ كان ذلك في مباراة باليرمو وكاتانيا( التي انتهت 3/5) عندما كان بارزالي لاعبا في باليرمو. ولكن آخر مرة ارتدى فيها أندريا قفاز الهداف بوجه عام تعود إلى تاريخ الرابع من أبريل (نيسان) 2010، عندما كان يلعب في ألمانيا بقميص فولفسبورغ وسجل أمام هوفينهايم (في المباراة التي انتهت 0/4). وعندما يتذكر بارزالي ذلك الهدف تتبادر إلى ذهنه ذكرى رائعة: بعد إحرازه الهدف مع فولفسبورغ التف المدافع الإيطالي حول نفسه ونظر إلى زملائه فوجدهم جميعا يضحكون، لم يكن أحد منهم يعرف كيف يحتفل به لأن أندريا لم يكن يسجل حتى في التدريبات. والآن حانت اللحظة لمفاجأة رفقائه في اليوفي أيضا.
وفي إطار متصل، يذكر أن فريق أنطونيو كونتي موجود منذ أول من أمس في نوفارا. بعد تناول وجبة العشاء، نحو الساعة 21.30، غادر اليوفي تورينو وتم استقباله في نوفارا بالهتافات واللافتات وأكثر من 400 مشجع. وقد صرح كلاوديو ماركيزيو لقناة «سكاي» بشأن احتمال ارتدائه شارة القائد خلافا لديل بييرو قائلا «سيكون فخرا لي ارتداء شارة القائد. أود أن أصير أحد أعلام يوفنتوس، فأنا لا أستطيع أن أرى نفسي بقميص آخر». لكن الحاضر هو مباراة اليوم أمام نوفارا «أتوقع لقاء يشبه مواجهة تشيزينا. ستكون أرضية الملعب صناعية أيضا، وهذا يتطلب طاقة كبيرة». وفي فينوفو تم تسليم كونتي وأندريا بيرلو جائزتي أفضل مدرب عن شهر يناير (كانون الثاني) وأفضل لاعب عن شهر مارس (آذار) على التوالي. وقد عقب مدرب اليوفي قائلا «نود تسطير صفحات مهمة في تاريخ السيدة العجوز، والآن لدينا الفرصة لتحقيق ذلك». وأضاف المخضرم أندريا بيرلو «المبارزة مع الميلان؟ من الطبيعي أن أشعر بها بطريقة خاصة». واليوم قبل مباراة نوفارا سيتسلم ديل بييرو جائزة اللعب النظيف.