مانشيني: فوز سيتي بديربي مانشستر لن يكون حاسما للقب

أعرب عن شعور بالقلق من خبرة لاعبي يونايتد وأكد أهمية تيفيز مع فريقه

TT

يشعر المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، روبرتو مانشيني، بالقلق من القوة الداخلية التي يمتلكها لاعبو مانشستر يونايتد وروح الفريق التي قد تكون هي عامل الحسم الرئيسي في المباراة المهمة والمرتقبة بين الفريقين غدا، التي ستحدد بشكل كبير هوية الفريق الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الحالي.

ويدخل مانشستر سيتي اللقاء متخلفا بفارق ثلاث نقاط عن غريمه التقليدي مانشستر يونايتد الذي يغرد في صدارة الترتيب، وفي حالة تحقيق مانشستر سيتي للفوز في هذا اللقاء الذي يقام على ملعب الاتحاد، سيكون الفريق هو الأوفر حظا في الحصول على اللقب، حيث سيتبقى لكل فريق مباراتان فقط، في الوقت الذي يتفوق فيه مانشستر سيتي بفارق الأهداف.

وقال مانشيني: «كان مانشستر يونايتد يفوز دائما على مدى العشرين عاما الماضية، وحتى عندما يكون الفريق متخلفا في جدول الترتيب، فإنه يدرك جيدا كيفية العودة إلى القمة مرة أخرى، وقد تولدت تلك القوة الداخلية من النجاحات الكثيرة التي حققها الفريق. لقد أصبح لدينا خبرة كبيرة بسبب المباريات الكثيرة التي لعبناها أمام مانشستر يونايتد، وقد اقتربنا منه كثيرا، ولكنه لا يزال هو الأفضل بفضل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها وروح الفريق العالية التي ما زلنا نحن نبنيها هنا».

ويرى البعض تلك التصريحات على أنها خدعة أخرى في إطار الحرب النفسية التي بدأ مانشيني يتبعها مع مانشستر يونايتد منذ عدة أسابيع. وعندما تعرض مانشستر سيتي للهزيمة أمام آرسنال بهدف مقابل لا شيء الشهر الماضي، اتسع فارق النقاط بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد إلى ثماني نقاط كاملة، واعترف مانشيني وقتها بأن آمال فريقه في الحصول على اللقب قد تبددت تماما، ولكن هزيمة مانشستر يونايتد المفاجئة أمام ويغان بهدف مقابل لا شيء والتعادل الدرامي يوم الأحد الماضي أمام إيفرتون 4/ 4، أعاد مانشستر سيتي للسباق مرة أخرى عقب فوزه على ولفرهامبتون واندررز.

ومع ذلك، قال مانشيتي: «على أي حال، لم يغير هذا الهدف من الأمر شيئا، لأننا ما زلنا خلف مانشستر يونايتد وما زال يتعين علينا الفوز في مباراة (اليوم)، على عكس يونايتد الذي سيلعب براحة كبيرة ولديه مباريات أسهل».

وأضاف المدير الفني الإيطالي: «سوف يلعب مانشستر يونايتد أمام سوانزي سيتي وسندرلاند وهي فرق تلعب في المنطقة الدافئة ولن يتأثر موقفها في جدول الدوري على أي حال، أما نحن فسنواجه نيوكاسل الذي يلعب بشكل رائع الموسم الحالي وكوينز بارك رينجرز الذي يصارع من أجل البقاء في المسابقة. وقد ينتهي لقاؤنا أمام مانشستر يونايتد من دون أن يحسم أي شيء».

ويؤمن مانشيني بأن فريقه سيحصد اللقب العام المقبل إذا ما فشل في الحصول عليه الموسم الحالي. واستطرد المدير الفني الإيطالي في حديثه قائلا: «إننا فخورون بما قدمناه الموسم الحالي. إننا لم نقاتل على الحصول على لقب الدوري منذ عشر سنوات، ولكن منذ عامين فقط. في عام 2010، أنهينا الموسم في المركز الخامس، وفي الموسم التالي، أنهينا المسابقة في المركز الثالث بنفس عدد نقاط تشيلسي الذي كان في المركز الثاني، ونحن الآن في المركز الثاني، وما زال لدينا أمل في الحصول على الدرع قبل نهاية المسابقة بثلاث مباريات، وهو ما يعني أننا في تقدم مستمر».

وأضاف مانشيني: «لقد قدمنا أداء رائعا في واقع الأمر، وكنا ننفرد بصدارة الترتيب على مدار 28 مباراة. وإذا لم نحصل على البطولة في الموسم الحالي، فسوف نحصل عليها الموسم المقبل ونحقق الكثير من النجاحات خلال المواسم المقبلة».

وعلى الرغم من أن مانشيني يعلن على الملأ أن المنافسة على اللقب قد انتهت، إلا أنه أكد في أوقات أخرى أنه لم يستسلم مطلقا وأنه لم يتخلّ عن هذا الحلم، وهو ما ظهر جليا خلال مباراة فريقه أمام سندرلاند على ملعب الاتحاد عندما نجح في العودة إلى اللقاء بعدما كان متأخرا بفارق هدفين.

وفي حوار له مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال مانشيني: «لم نستسلم مطلقا وما زلنا نقاتل. في مباراتنا أمام سندرلاند على سبيل المثال، تمكنا من العودة إلى اللقاء بعدما كنا متأخرين بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وأحرزنا هدفين في الخمس دقائق الأخيرة لينتهي اللقاء بثلاثة أهداف لكل فريق. سيكون من غير المجدي أن نقول الآن ما يعنيه هذا اللقب بالنسبة لي، ولكن الشيء المؤكد بالنسبة لي، كمدير فني إيطالي، هو أن الحصول على اللقب سيكون مصدر فخر كبيرا، ولا سيما أننا كنا متأخرين بفارق ثماني نقاط كاملة قبل أسابيع قليلة».

وأضاف مانشيني: «ربما كان أي فريق آخر في مكاننا يفقد الأمل في المنافسة، ولكن هذا لم يحدث معنا، وهذا شيء مهم للغاية لأنه يعني أن الفريق، بغض النظر عن الجوانب التكتيكية، يضم لاعبين ذات قيمة كبيرة للغاية».

وقد حضر نحو 60 شخصا من أصدقاء مانشيني من إيطاليا لمشاهدة اللقاء المرتقب، وعن ذلك يقول المدير الفني الإيطالي: «إنها ليست أهم مباراة في حياتي، ولكنها مهمة للغاية. في الحقيقة، ينتظر مانشستر سيتي مثل هذه المباراة منذ عام 1968، ولكني ما زلت أكرر أن مانشستر يونايتد يتمتع بأفضلية كبيرة. لا أعرف بالضبط ما إذا كان قلبي ينبض بشكل أسرع أم لا، ولكن ما أراه هو أن الناس في مانشستر ينتظرون ذلك اللقاء بشغف كبير. إنها متعة بالنسبة لمدينة مانشستر، ولا تقل قيمة عن مباراة برشلونة وريال مدريد في إسبانيا.

واعترف مانشيني بأنه يتمنى التعاقد مع ثنائي مانشستر يونايتد واين روني والنجم الويلزي المخضرم ريان غيغز الذي يتمتع بشباب دائم على الرغم من وصوله لعامه الثامن والثلاثين. وأضاف: «لو كان لي أن أتعاقد مع أحد لاعبي مانشستر يونايتد لتعاقدت مع واين روني، لأنه لاعب يحمل صفات البطولة. ولو كان غيغز قادرا على العطاء لخمسة مواسم مقبلة، لتعاقدت معه أيضا، لأنه لا يزال يعدو مثل اللاعبين الصغار».

واختتم مانشيني حديثه قائلا: «أعتقد أنه لا يتعين عليّ الحديث كثيرا قبل تلك المباراة، والمهم في الوقت الحالي هو الأفعال لا الأقوال، وهذا هو ما نحتاج إليه. سوف أنام جيدا يوم الأحد، وهناك الكثير من الأشياء الأكثر أهمية في الحياة».

ولدى سؤاله عن الفريق الذي سيحقق الفوز في تلك المباراة، ضحك مانشيني وقال: «لا أعرف من سيفوز، الأمر يعتمد على مانشستر يونايتد». والحقيقة هي أن مانشيني يضمر غير ما يقول، وأن هذه التصريحات ما هي إلا نوع من الحرب النفسية مع مانشستر يونايتد. واعترف المدير الفني لسيتي بأن فرصة ناديه في الحصول على اللقب الإنجليزي كانت ستكون أقوى من الوضع الحالي في حالة عدم حدوث مشكلة كارلوس تيفيز مع الفريق»، وأضاف: «من الواضح أن فرصتنا في الحصول على اللقب كانت ستكون أقوى في حالة وجوده، لأننا كنا في صدارة الترتيب حتى شهر مارس (آذار)، وهو ما يعني أن المهاجمين الآخرين قدموا أداء جيدا أيضا».

وأكد مانشيني على أن علاقته بتيفيز قد عادت إلى طبيعتها بعد فترة من الشد والجذب عقب رفض «الأباتشي» الأرجنتيني المشاركة كبديل في مباراة فريقه أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وأصر مانشيني على أنه هو من اتخذ قرار عودة تيفيز إلى صفوف الفريق مرة أخرى، من دون أي تدخلات من جانب مالكي النادي عقب انهيار محادثات انتقال تيفيز إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.

وقال مانشيني: «نعم، إننا نرحب بتيفيز. إنه لاعب يتمتع بقدرات كبيرة، وأحد أعظم المهاجمين في العالم، ونؤمن بأنه سيساعدنا كثيرا. إنني أسف للغاية نتيجة لما حدث، وهو أمر غريب في واقع الأمر، ولا أعلم لماذا حدث كل هذا». وبعد أن تحول اللاعب من مغضوب عليه إلى البطل المنتظر في عيون مسؤولي وجماهير سيتي، تردد أن مانشيني عرض على تيفيز تمديد تعاقده والاستمرار مع الفريق الذي يتطلع لبناء مستقبل كبير له محليا وأوروبيا.