سيتي يتخطى يونايتد ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي

مانشيني يرى أن فريقه ليس المرشح الأفضل لنيل اللقب.. وفيرغسون ينتقد تصريحاته وتصرفاته

البلجيكي فينسنت كومباني (الرابع من اليمين) يسدد برأسه ويحرز هدف فوز سيتي (رويترز)
TT

انتزع فريق مانشستر سيتي صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم من بين أنياب ضيفه مانشستر يونايتد، بعدما تغلب عليه بهدف نظيف في المرحلة السادسة والثلاثين من المسابقة. وأعرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لمانشستر سيتي عن سعادته البالغة بفوز فريقه 1 / صفر على مانشستر يونايتد. وقال مانشيني: «نستحق الفوز بهذه المباراة، سنحت لنا فرص لتسجيل هدف آخر». وتابع: «يونايتد لديه مباراة سهلة أمام سوانسي، إننا في الصدارة ولكن يونايتد ما زال لديه بعض الأفضلية». وفي الجولتين الأخيرتين من الموسم يلتقي سيتي مع نيوكاسل وكوينز بارك رينجرز، في ما يلتقي يونايتد مع سوانسي سيتي وسندرلاند.

وكان مانشيني قد أكد أنه ليس قلقا على مستقبله في المنصب واستمراره مع الفريق حتى وإن لم يفز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم. ويمتد عقد مانشيني مع الفريق حتى نهاية الموسم المقبل، ويرى مانشيني أن فريقه قادر على الفوز باللقب سواء في الموسم الحالي أو المقبل. وأوضح: «قبل أسابيع قليلة كنا متخلفين بفارق ثماني نقاط خلف مانشستر يونايتد. وعندما تكون متأخرا بمثل هذا الفارق يمكن أن تفقد الأمل، ولكن الحال لم يكن هكذا بالنسبة لنا، وهو أمر مهم للغاية».

من جانبه ظهر السير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد في غاية الإحباط عقب هزيمة فريقه وفقدانه صدارة الدوري. ورفع مانشستر سيتي رصيده في الصدارة إلى 83 نقطة بفارق الأهداف أمام يونايتد قبل جولتين على نهاية الموسم الحالي. وقال فيرغسون: «عندما تخسر بهدف بهذه الطريق في كرة القدم فلا يوجد من تلومه إلا نفسك». وأسفر تدخل قوي من جانب نيجيل دي يونغ على داني ويلبيك، على حدوث مشاحنة بين فيرغسون وروبرتو مانشيني مدرب سيتي في المنطقة الفنية، واضطر الحكم الرابع إلى التدخل لإبعاد المدرب الإيطالي بعد أن بدأت تصدر منه إيماءات توحي لفيرغسون بأنه يتحدث دون داعٍ. وأوضح فيرغسون: «لقد كان (مانشيني) يضايق الحكم والحكم الرابع طوال المباراة، إنه يشتكي من الحكام كل أسبوع، ولكن لا يمكنه أن يشتكي الليلة، بكل تأكيد».

وأعرب البلجيكي فينسنت كومباني قائد نادي مانشستر سيتي عن سعادته البالغة بتسجيله هدف الفوز في شباك مانشستر يونايتد. وقال كومباني: «لا يوجد أي كلمة سوى أننا نستحق ذلك، انتظرت طويلا هذه اللحظة، الأمر لم ينتهِ بعد، ولكننا منحنا الجماهير انتصارين على مانشستر يونايتد في الموسم الحالي، علينا أن ننهي الأمور، وأتمنى أن نسير على نفس المنوال في الجولتين الأخيرتين».

وإذا كان مانشستر سيتي حقق فوزا ثمينا على جاره اللدود مانشستر يونايتد 1 - صفر واستعاد منه الصدارة، معززا حظوظه في الظفر بلقبه الأول منذ 44 عاما، إلا إذا انقلبت الأمور رأسا على عقب في المرحلتين المتبقيتين من هذا الموسم المثير، فإن مدربه الإيطالي روبرتو مانشيني أكد تفوقه على «المعلم العجوز» السير أليكس فيرغسون. وفشل فيرغسون في رهانه الدفاعي في مباراة أول من أمس من خلال اعتماده على رأس حربة واحد هو واين روني، محتفظا بترسانته الهجومية القوية والضاربة على مقاعد البدلاء (داني ويلبيك والمهاجم المكسيكي خافيير هرنانديز واشلي يونغ والإكوادوري أنطونيو فالنسيا والبلغاري ديميتار برباتوف)، فكانت العواقب وخيمة.

واعترف فيرغسون بفشل خطته قائلا: «لم نهدد أبدا حارس مرماهم (مانشستر سيتي)»، وهو الذي كان يمني النفس بتكرار ضربة تشيلسي ومدربه الإيطالي روبرتو دي ماتيو أمام برشلونة الإسباني في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا عندما أرغمه على التعادل 2 - 2 وحجز بطاقته إلى المباراة النهائية. وكان مانشستر يونايتد يطمح إلى التعادل على الأقل لكي يقترب كثيرا من الاحتفاظ باللقب، كونه يخوض مباراتين سهلتين نسبيا في المرحلتين الأخيرتين أمام ضيفه سوانسي سيتي ومضيفه سندرلاند، بينما تنتظر سيتي مباراة صعبة الأحد المقبل أمام مضيفه نيوكاسل، قبل أن يستقبل كوينز بارك رينجرز في المرحلة الأخيرة.

وضرب مانشستر سيتي عرض الحائط بالخطة الدفاعية التي نهجها فيرغسون على غير عادته وسجل هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عبر فانسان كومباني، كان كافيا لاستعادته الصدارة بفارق الأهداف أمام غريمه اللدود. وتأخر فيرغسون (70 عاما) في استخلاص العبر، وكان أول تعزيز هجومي له في الدقيقة الـ58 عندما دفع بويلبيك مكان الكوري الجنوبي بارك جي سونغ الذي فاجأ به المدرب الاسكوتلندي الجميع عندما أشركه أساسيا بحكم خبرته على غرار الويلزي راين غيغز وسكولز، علما بأنه (سونغ) لم يلعب سوى 16 مباراة في الدوري هذا الموسم.

وانتظر فيرغسون الدقيقة الـ78 للدفع بورقته الهجومية الثانية فالنسيا، أحد أنشط لاعبي الشياطين الحمر في الآونة الأخيرة (هدفان و4 تمريرات حاسمة في 7 مباريات) مكان سكولز، ثم لعب بورقته الهجومية الأخيرة قبل 7 دقائق من نهاية اللقاء بإدخاله أشلي يونغ مكان البرتغالي لويس ناني. في المقابل دفع مانشيني (47 عاما) بأفضل تشكيلة بقيادة الأرجنتينيين كارلوس تيفيز مهاجم يونايتد السابق وسيرخيو أغويرو إلى جانب الفرنسي سمير نصري والإسباني ديفيد سيلفا.

وتبقى ضربة المعلم التي حققها مانشيني هي الدفعة المعنوية للاعبيه قبل 3 أسابيع من القمة الساخنة أمام الشياطين الحمر. فبعد الخسارة أمام آرسنال صفر - 1 التي مكنت رجال فيرغسون من الابتعاد 8 نقاط في الصدارة، حاول الإيطالي تخفيف الضغوطات على لاعبيه الذين لا يملكون خبرة كبيرة وخضعوا لضغوطات قوية خلال أشهر طويلة عندما كانوا في الصدارة، وآتت الخطة ثمارها لأنه بعد فترة عصيبة جدا حصد من خلالها الفريق 5 نقاط في 5 مباريات (من 11 مارس «آذار» إلى 8 أبريل «نيسان») استعاد سيتي نغمة الفوز وحققوا 3 انتصارات متتالية ومقنعة وسجلوا على الأقل 12 هدفا، بينها رباعية للأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي استعاد التألق بعد استبعاده مدة 6 أشهر بسبب خلاف مع مانشيني.

في المقابل لم يستمع لاعبو مانشستر يونايتد إلى رسالة مدربه فيرغسون الذي حذرهم من الاسترخاء والتهاون، فخسروا أمام ويغان صفر - 1 ثم سقطوا في فخ التعادل أمام ضيفهم إيفرتون 4 - 4 بعدما كانوا في طريقهم إلى الخروج فائزين بعد أن نجحوا في تعويض تخلفهم صفر - 1 إلى تقدم 3 - 1 ثم 4 - 2، لكن الكرواتي نيكيتسا ييلافيتش والجنوب أفريقي ستيفن بينار رفضا أن ينتهي صراع اللقب على الدوري قبل المرحلة الختامية ونجحا في تقليص الفارق ثم إدراك التعادل في الدقائق السبع الأخيرة.

وكادت المواجهة بين الفريقين تشهد اشتباكا بين مدربيهما حيث دخلا في مشادة كلامية قوية احتجاجا على قرار تحكيمي، رافقتها بعض الحركات غير محببة باليد من كليهما. ولم يدفع هذا الفوز أو الحادث مانشيني إلى تغيير موقفه، حيث يقول: «مانشستر يونايتد لا يزال يملك امتيازا صغيرا علينا بحسب رأيي»، في إشارة منه إلى المباراة القوية التي تنتظر فريقه الأحد المقبل أمام مضيفه نيوكاسل، بينما يلعب يونايتد مباراة سهلة مع سوانسي سيتي. لكن المدرب الإيطالي لم يقدر على الرغم من ذلك على إخفاء ابتسامة ارتياح، لأنه لا يمكن الفوز كل يوم على واحد من خيرة المدربين في التاريخ.