يحيى المسلم.. مدافع الـ11 مليونا ومنقذ الدفاع الهلالي في الظروف الحالكة

رحيل هوساوي جعل منه «الرجل المناسب في الوقت المناسب»

TT

في عرف كرة القدم العالمية، هناك فرق تمتلك خصائص مميزة تبقيها ثابتة طوال الأعوام على الرغم من تعاقب الأجيال واختلاف الأفراد، فعلى سبيل المثال لا يجد متابع كرة القدم أي اختلاف في الفكرة العامة لطريقة اللعب التي يلعب بها فريق برشلونة الإسباني والتي تعتمد على التمريرات القصيرة والمهارات الفردية غالبا منذ فترة الهولندي لويس فان غال في نهاية التسعينات الميلادية وحتى المواسم الأربعة الأخيرة التي قادها الإسباني بيب غوارديولا، كما يعرف مانشستر يونايتد الإنجليزي بقوته الهجومية البحتة واعتماده على استغلال المساحات بأفضل الطرق وأقصرها، إلى جانب مواطنه ليفربول والذي يعرف بأكثر الفرق وفاء للطريقة الإنجليزية في لعب الكرة والتي تعتمد على الهجوم من الأطراف على الرغم من محاولات التغيير التي قام بها الفرنسي جيرار هولييه والإسباني بينيتيز إلا أن الولاء لطريقة اللعب تلك بقي صامدا.

على الصعيد المحلي، لا يمكن الحديث عن تلك الخصائص دون التطرق إلى القوة الدفاعية التي عرفت عن فريق الهلال منذ زمن بعيد والتي مكنته من تحقيق الألقاب المختلفة كما أسهمت بشكل مباشر في وجود لاعبيه كعناصر أساسية في المنتخب السعودي الأول لعدة عقود، وعلى سبيل المثال هناك صالح النعيمة قائد المنتخب السعودي سابقا وزملاؤه في تلك الفترة حسين البيشي وحسين الحبشي وكذلك منصور الأحمد وغيرهم.

اليوم، لا يزال التميز الهلالي على الصعيد العناصري موجودا، فاثنان من الأسماء التي شاركت في القائمة الأساسية في خط دفاع المنتخب السعودي في آخر مباراة رسمية أمام أستراليا أواخر فبراير (شباط) الماضي هم من لاعبي الهلال، وتم ضم 3 أسماء لقائمة المنتخب المشاركة في بطولة كأس العرب المقبلة في الطائف وجدة. إلا أنه وفي المقابل تراجع أداء الدفاع الهلالي بشكل جعل عشاق الأزرق يتخوفون مع كل هجمة يتلقاها دفاع فريقهم، ونتيجة لهذا التراجع تلقى الهلال في مرماه هذا الموسم 22 هدفا ليكون أسوأ موسم هلالي من ناحية عدد الأهداف المسجلة في مرماه منذ أكثر من 13 عاما وتحديدا منذ موسم 1998 - 1999 والذي تلقى فيه مرمى الزعيم ذات العدد من الأهداف.

خطوات التصحيح الهلالية من أجل معالجة هذه المشكلة الدفاعية بدأت مساء الأربعاء الماضي، عندما وقعت إدارة الهلال عقدا احترافيا مع مدافع نادي الرائد يحيى المسلم من أجل تمثيل الهلال لأربعة مواسم مقبلة مقابل مبلغ مرتفع وصل إلى 11 مليون ريال كرابع أغلى الصفقات المحلية في تاريخ نادي الهلال بعد صفقة انتقال ياسر القحطاني من القادسية والتي بلغت 23 مليون ريال والمهاجم المنتقل حديثا إلى الأهلي عيسى المحياني والذي اشترى الهلال عقده من الوحدة مقابل 18 مليونا في صيف 2009، والثالثة كانت صفقة المدافع أسامة هوساوي والذي قدم للهلال بمبلغ 16 مليون ريال قادما من الوحدة.

المتفائلون بصفقة المسلم كثر في الجانب الأزرق، فمستويات اللاعب التي قدمها في أوقات سابقة مع ناديه الأصلي كانت مبهرة لعموم المتابعين، وبات أحد أهم الأسماء التي يتوقع لها أن تترك بصمة في الكرة السعودية، كما أن المسلم يملك فرصة كبيرة من أجل إثبات نفسه على خارطة الدفاع الهلالي ومنها إلى المنتخب السعودي كامتداد للتجارب الهلالية المميزة في استقطاب المدافعين من فرق الوسط والدرجة الأولى وإبراز مواهبهم والمساهمة بتقديمهم إلى المنتخب مثلما حصل مع كثير من مدافعي الهلال في فترات سابقة مثل عبد الله الشريدة الذي قدم من القادسية إلى جانب زميله أحمد خليل والذي اشترى الهلال عقده من الاتفاق، ومؤخرا عبد الله الزوري الذي قدم من النهضة وماجد المرشدي الذي ضمه الهلاليون من الجبلين وأخيرا قائد المنتخب السعودي ولاعب اندرلخت البلجيكي في الموسم المقبل أسامة هوساوي.