مورينهو حقق إنجازا فريدا بإحراز اللقب في 4 دول مختلفة

أزاح برشلونة عن القمة وأنهى 3 أعوام من هيمنة غوارديولا

TT

كان بحاجة إلى عامين، والتعرض لإذلال كروي في كامب نو، ووضع إصبعه في عين أحد المنافسين، والدخول في صراعات داخل النادي، وحرب كلامية متواصلة في المؤتمرات الصحافية، لكن أول من أمس تمكن جوزيه مورينهو أخيرا من تحقيق المهمة: أنزل أفضل برشلونة على مر التاريخ عن عرشه، وأعاد الدوري الإسباني إلى ريال مدريد بعد ثلاثة أعوام من الغياب.

وبدأ مورينهو التفكير في الموسم المقبل بعد دقائق معدودة على تتويج فريقه ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني للمرة الثانية والثلاثين في تاريخه الأسطوري. «يجب أن نحتفل بهذه البطولة لكن علينا مواصلة عملنا الآن لأن الموسم المقبل سيكون صعبا أيضا كما يبقى أمامنا أن نلعب مباراتين في الموسم الحالي»، هذا ما قاله مورينهو بعد تتويج فريقه على ملعب «سان ماميس» في الباسك. وفاز ريال مدريد على مضيفه أتلتيك بيلباو 3/ صفر، وقاد المدرب البرتغالي فريق العاصمة الإسبانية إلى لقبه الثاني والثلاثين في بطولة الدوري، ليضع نهاية لثلاثة مواسم من الهيمنة لبرشلونة ومدربه جوسيب غوارديولا. لذلك، شهدت مدينة بيلباو مشهدا غير معتاد على مدار عامين: مورينهو يبتسم. بعد ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري للفريق الكتالوني، الذي حصد 13 بطولة من أصل 18 ممكنة خلال أربعة مواسم، تمكن ريال مدريد مجددا من تعزيز مكانته كأفضل فرق الكرة الإسبانية.

وأكد مورينهو حالما في مقابلة مع صحيفة «إل باييس» في أغسطس (آب) 2010، بعد أيام قليلة من توليه تدريب الفريق الملكي «أود أن أكون الوحيد الذي يفوز ببطولات الدوري الأهم في العالم: الإيطالي والإسباني والإنجليزي». بعدها بنحو عامين، بلغ هدفه وعزز مكانته كالشخص الوحيد في العالم الذي يحرز ما بات أشبه بـ«غراند سلام» كرة القدم الأوروبية. خلف البرتغالي وراءه مدربين مثل الإيطاليين كارلو أنشيلوتي (لقب في إنجلترا وآخر في إيطاليا) وفابيو كابيللو (المتوج أكثر من مرة في إسبانيا وإيطاليا) في الصراع من أجل إحراز الثلاثية المرموقة.

استعاد «مو»، المتوج في الماضي مع تشيلسي (مرتين 2005 و2006) ومع إنتر (مثلهما 2009 و2010)، بطولة للفريق الملكي اصطبغت باللونين الأحمر والأزرق في المواسم الثلاثة الأخيرة. ومنذ الهزيمة صفر-5 في كامب نو في أول لقاء «كلاسيكو» أمام برشلونة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 وحتى لقب أول من أمس، كان على ريال مدريد أن يمر بسلسلة لا تنتهي من الإحباطات، انتهت بملعب بيلباو.

تمكن ريال مدريد في عهد مورينهو هذا العام من الفوز بأول «كلاسيكو» في ملعب «كامب نو»، كما حقق أول فوز له على برشلونة خلال 90 دقيقة في 11 مباراة بينهما (حيث جاء الفوز في نهائي بطولة كأس الملك عام 2011 في الوقت الإضافي). كما تحققت نبوءته: حيث نبه إلى أن عمله مع الأندية يجد ثماره الأكبر في الموسم الثاني. التزم مورينهو بالعمل بصورة أكبر وترك الحديث لفريقه، الذي رد بسيل من الأهداف: 115 هدفا ولا تزال تتبقى جولتان، صنعت رقما قياسيا جديدا بفضل العديد من النجوم في مقدمتهم كريستيانو رونالدو الذي أحرز 44 هدفا، لرجل أرقام قياسية آخر، مع وافر الاحترام لليونيل ميسي الذي أحرز 46 هدفا.

ولم يكتف الهداف البرتغالي للفريق الملكي بإحراز أول ألقابه في الدوري الإسباني، بل تمكن أيضا من مجابهة ميسي، نظيره في برشلونة والفائز بجائزة الكرة الذهبية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ورأى فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد أول من أمس رهانه موفقا بترك كل مقاليد الأمور في يد البرتغالي، الرجل الذي أحرز سبعة ألقاب في أربع بطولات دوري مختلفة، وانتزع تاجا من غوارديولا، رفض الأخير من الآن محاولة استرداده.

ومن جهته تحدث النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أحرز لقبه الثاني مع ريال (بعد الكأس الموسم الماضي) منذ قدومه إليه من مانشستر الإنجليزي عام 2009، عن شعوره الخاص قائلا: «قاتلنا لعشرة أشهر من أجل الفوز باللقب ونشعر بفرحة عارمة لفوزنا به. أنا سعيد للغاية. إنه لقب الدوري الأول لي في إسبانيا وأنا مغتبط. حققنا هدفنا ونشعر بإثارة كبيرة لفوزنا بالدوري». وواصل «الدوري يكون أصعب بكثير عندما تقاتل عليه مع فريق مثل برشلونة، لكن شعورك يكون رائعا عندما تتفوق على أحد أفضل الأندية في العالم. نحن أفضل منهم. لقب الدوري هو ما أردته أكثر من غيره. هناك حذاءان ذهبيان في منزلي. سيكون من الجميل أن أفوز بآخر لكن لن أنزعج إذا لم أفز به».

وستكون الفرصة سانحة أمام رونالدو لكي يتوج بلقب هداف الدوري الإسباني للموسم الثاني على التوالي لأنه يتخلف حاليا بفارق هدفين على نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يتربع على صدارة ترتيب الهدافين بعد تسجيله ثلاثية أمس في مرمى ملقة (4 - 1) ما سمح له بتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة (67 هدفا) في موسم واحد في القارة الأوروبية والذي حققه المدفعجي الألماني غيرد مولر مع بايرن ميونيخ الألماني في موسم 1972 - 1973. ورفع ميسي رصيده إلى 68 هدفا (أكرر 68) هذا الموسم وما زال أمامه ثلاث مباريات لأن فريقه يخوض نهائي مسابقة الكأس أمام بلباو.