الوحدة يغسل أحزان عام من الهبوط بفرحة العودة إلى الأضواء

شوارع مكة ازدانت بمظاهر الفرح.. وبشير يؤكد أن المنطق فرض نفسه مع الفرسان

TT

عاشت أزقة مكة المكرمة وأحياؤها أفراحا عارمة، بعد أن تمكن فرسانها في الوحدة من العودة مجددا إلى دوري زين السعودي عقب احتلالهم المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى برصيد 54 نقطة، حيث خاض 30 مواجهة استطاع أن يحقق الانتصار في 15 لقاء ونال التعادل في 9 مباريات ولم يخسر سوى 6 مواجهات، ويعتبر هجوم الوحدة الأقوى بعد أن تمكن من إحراز 59 هدفا، في حين استقبلت شباكه 37 هدفا. وكانت مواجهة الفرسان أمام الحزم في الجولة الـ30 هي الحاسمة، حيث كان فريق النهضة ينتظر التعثر من الوحدة، إلا أن الوحدويين لم يفوتوا الفرصة الحاسمة واستطاعوا الانتصار بهدف دون مقابل، لتبدأ مع انطلاق صافرة الحكم موجة الأفراح التي غابت لموسم كامل عن أروقة البيت الوحدوي.

وكان الوحدة قد هبط الموسم الماضي إلى دوري الدرجة الأولى بعد قرار من الاتحاد السعودي نظير تأخر نزول الفريق إلى أرضية الملعب أمام التعاون، مما ترتب عليه حسم 3 نقاط من كلا الفريقين، وذلك الأمر تسبب في الهبوط، مما اعتبره إداريو الوحدة قرارا جائرا بحق ناديهم. ويأتي هذا الصعود كرد اعتبار لكل الوحدويين الذين أثبتوا أن هبوطهم لم يكن بسبب سوء مستوياتهم.

من ناحية أخرى، أكد المدير الفني للفريق الكروي الأول بنادي الوحدة، بشير عبد الصمد، أن ما قدمه مع الفريق خلال الموسم الحالي الذي تكلل بالصعود مجددا إلى دوري زين للمحترفين ليس بمعزل عن جهود الإدارة والجهازين الفني والإداري واللاعبين، مبينا أن الإنجاز الذي تحقق جاء بتضافر الجميع وسعيهم الحثيث والجاد إلى إعادة الوحدة لموقعه الطبيعي في دائرة الأضواء، وقال «لم ندخر أي مجهود داخل المستطيل الأخضر، وبناء على ذلك نلنا مرادنا بالصعود، ولا أعتقد أنه من العدل أن تعود جماهير الوحدة خاسرة فهي تستحق الوجود في دوري زين وهو مكانها الذي يليق بها».

وحول نجاح المدربين المصريين في قيادة فريقي الوحدة والشعلة إلى دوري زين، قال عبد الصمد «لا يمكننا تعميم هاتين الحالتين على كل المدربين، فمصر يوجد بها مدربون جيدون لم يتم اكتشافهم حتى هذه اللحظة، كما أن هناك آخرين لا يمتلكون الإمكانات الجيدة، وهذه حقيقة علينا الاعتراف بها بكل شجاعة».

من جانبه، أعلن عضو شرف الوحدة مناحي الدعجاني عن أن حوافزه التي كان يقدمها للاعبين عقب كل مباراة والتي كانت تصل إلى 30 ألف ريال بعد كل فوز يحققه الفريق ستتضاعف بعد تحقيق حلم الصعود إلى دوري زين، مشددا على أنه سيقدم مكافآت مالية تتوافق مع الحدث الكبير الذي حققه اللاعبون بعد رحلة عناء طويلة. وقال الدعجاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «سنحتفل باللاعبين والجهازين الفني والإداري وأعضاء الشرف بطريقتنا الخاصة وبما يتوافق مع حجم الإنجاز الكبير الذي تحقق، وسنحدد موعد هذه الاحتفالية خلال اليومين المقبلين، ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشكر اللاعبين الذين حققوا وعدهم لي، وهذه أعتبرها هدية متواضعة نمنحها لأمير المنطقة خالد الفيصل راعي الرياضة في منطقة مكة المكرمة، وإلى كل أعضاء الشرف ومجلس الإدارة وجماهير الوحدة الوفية، وعلينا أن ندرك أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تكاتف وتعاون من الجميع لكي يحظى الفريق بالمكانة اللائقة به ويستفيد من دروس الهبوط الماضي».

وكان أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل قد قدم في وقت سابق تهانيه لكل أهالي المنطقة بالإنجاز الكبير الذي حققه فريق الوحدة مساء أول من أمس نظير فوزه على مستضيفه فريق الحزم في مدينة الرس بهدف دون مقابل وتحقيق حلم العودة إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة في مسابقة دوري زين السعودي، مشيرا إلى أن الوحدة عاد إلى موقعه الطبيعي والمميز بين الكبار والذي كان عليه طوال حياته الرياضية، وهي أمنية غالية تحققت لأبناء مكة المكرمة، متمنيا أن يكون المجال واسعا أمامه للمنافسة على البطولات وأن تكون عودته انطلاقة قوية نحو الآفاق الرحبة التي يرجوها الوحدويون.