تشيلسي وليفربول في نهائي كأس إنجلترا اليوم

الفريقان يسعيان لنسيان أحزان الدوري

TT

يصطدم حلم ليفربول بتحقيق الثنائية في مسابقتي الكؤوس المحليتين بطموح تشيلسي الساعي بدوره إلى انتزاع أول ألقابه هذا الموسم، عندما يلتقي الفريقان على ملعب ويمبلي الشهير في نهائي كأس إنجلترا اليوم. وكان ليفربول الذي يعاني كثيرا في الدوري المحلي توج بلقب مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بفوزه على كارديف سيتي بركلات الترجيح في فبراير (شباط) الماضي، ويأمل في إضافة لقب كأس إنجلترا إليها.

وكان عشاق الفريق الأحمر توسموا خيرا لدى تعيين كيني دالغليش أسطورة النادي مدربا للفريق منتصف الموسم الماضي، وتوقعوا العودة للمنافسة على اللقب بقوة خلال الموسم الحالي بعد أن عزز صفوفه بعدة لاعبين. لكن الحسابات لا تتطابق دائما مع الواقع لأن الفريق يحتل مركزا متوسطا في الترتيب وفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا، ولم ينقذه حتى الآن سوى إحراز كأس رابطة الأندية.

ودعا دالغليش إلى عدم تحول كرة القدم إلى حالة من الهوس بشأن الدوري الإنجليزي الممتاز، على حساب كل شيء آخر. وأشار دالغليش «هناك هاجس بالدوري الإنجليزي الممتاز، ببساطة لما تحمله لكل ناد، والقيمة المالية التي تعود لكل ناد، والمكافآت التي تحصل عليها لإنهاء الموسم في المركز الرابع والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا». وتابع «لكن هناك رضا من الفوز بلقب الكأس، وهو ما لا تحصل عليه بإنهاء الدوري في المركز الخامس أو السادس». وأوضح «لقد خضنا بالفعل مباراة في نهائي الكأس هذا العام، ولو كانت كأس رابطة المحترفين، والوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لا ينبغي الاستهانة بهما تحت أي ظرف».

واعتبر قائد الفريق الملهم ستيفن جيرارد أنه في حال قدر لفريقه الفوز على تشيلسي فإن بإمكانه النظر إلى الموسم الحالي بفخر على الرغم من العروض المخيبة في الدوري المحلي، وأكد «إنه موسم ناجح بالنسبة إلينا، هذا النادي يعيش على إحراز الألقاب، ولا شك إذا قدر لنا التتويج بكأس إنجلترا سيكون الأمر رائعا». وأضاف «سنراجع الموسم الحالي بعد نهائي الكأس، إذا نظرنا إلى الوراء وقلنا في أنفسنا إننا أحرزنا لقبين هذا الموسم سنكون سعداء من دون أدنى شك». وأكد «لكن بالتأكيد ما زال علينا أن نتوصل لمشكلة وضعنا في مسابقة الدوري».

وبعد الأداء الجيد أمام فولهام، فمن المتوقع أن يشارك المهاجم أندي كارول منذ البداية أمام تشيلسي، وهو ما يعني أن ليفربول على الأرجح سيبدأ المباراة النهائية بنفس اللاعبين الستة في خطي الوسط والهجوم، الذين فازوا بالمباراة أمام إيفرتون في الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد. ومن المرجح أن تكون هناك تغييرات في خط الظهر، في الوقت الذي يعود فيه بيبي ريينا إلى موقعه في حراسة المرمى مع عودة جوزيه إنريكي إلى مركز الظهير. في المقابل، فإن تشيلسي المنتشي ببلوغه نهائي دوري أبطال أوروبا بعد إزاحته برشلونة حامل اللقب الموسم الماضي يأمل بدوره في إحراز الكأس ليدخل مباراة القمة على اللقب القاري ضد بايرن ميونيخ الألماني بمعنويات عالية. ولم تكن استعدادات الفريقين للنهائي جيدة، لأن كليهما سقط على أرضه في آخر تجربة له: ليفربول أمام فولهام صفر/1، وتشيلسي أمام نيوكاسل صفر/2، مما عقد مهمة تشيلسي في احتلال المركز الرابع حيث يتخلف عن الفريق الذي هزمه بفارق 4 نقاط. وبات لزاما على الفريق اللندني التغلب على بايرن ميونيخ في نهائي المسابقة القارية ليضمن مشاركته في دوري الأبطال الموسم المقبل.

وحقق تشيلسي نتائج لافتة منذ أن تسلم تدريبه لاعب السابق الإيطالي روبرتو دي ماتيو خلفا للبرتغالي أندريه فيلاس بواس، حيث لم يخسر سوى مباراتين من أصل 18 خاضها تحت إشرافه في مختلف المسابقات. واعترف دي ماتيو بأن كثرة المباريات التي خاضها فريقه في الآونة الأخيرة جعلته متعبا بقوله «لقد أعطى لاعبو فريقي كل شيء، لقد طالبناهم بالكفاح والكفاح والكفاح، وقد قاموا بعمل رائع. لدينا مباراة كبيرة، نهائي كبير، ويتعين علينا أن نكون جاهزين لخوضه». وأضاف «نتطلع لخوض هذه المباراة المهمة، وسيكون اللاعبون متسلحين بتصميم كبير».

وبصرف النظر عن الهزيمة المفاجئة أمام نيوكاسل، فقد أثبت الأداء البطولي للاعبي تشيلسي أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا أنه لا يوجد شيء ثابت في عالم الساحرة المستديرة التي دائما ما تعطينا دروسا لا تعد ولا تحصى في الحياة بشكل عام. وفي الحقيقة، يتعين على أي شاب في مقتبل حياته أن يتعلم من تلك الملحمة الرائعة التي قدمها البلوز في ملعب «كامب نو» العديد من الدروس، مثل عدم اليأس والمثابرة والإصرار الذي تجسد في أبهى صوره في لاعبي الفريق اللندني، لا سيما في نجم خط الوسط فرانك لامبارد. ومن الواضح للعيان أن كرة القدم تسيطر على قلب وعقل لامبارد. وقد تعرض لامبارد وزملاءه للعديد من الانتقادات بسبب طريقة اللعب الدفاعية التي اتبعها تشيلسي للتغلب على المهارات الفذة للنجم الأرجنتيني ميسي خلال ثلاث ساعات كاملة هي عمر مباراتي الذهاب والعودة في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.