ثورة يوفنتوس.. من القاع إلى القمة في غضون 6 سنوات

بعد فضيحة الكالتشوبولي انطلق من ريميني وغير 3 رؤساء و6 مدربين

TT

انتهى الأمر الآن بالفعل، وها قد عاد يوفنتوس من المعاناة واستعاد مكانه، ويمكن القول إن المهمة كانت شاقة للغاية. لم تكن المشكلة دوري الدرجة الثانية ولا حتى لقبي الدوري اللذين تم سحبهما بعد فضحية الكالتشوبولي (موضوع ساخن دائما، لكن بعد يوم إصدار الأحكام صار يتعلق بالتاريخ أكثر من الأخبار). تمثلت المشكلة الحقيقية في التدمير المترتب عليها لفريق كبير جدا وجد نفسه فجأة من دون أبطاله، بينما من ظلوا معه كان يتقدم بهم العمر سنة واحدة وهم يلعبون بين مقاطعات كروتوني وفروزينوني، بعد التعادل 1 / 1 في أول لقاءات الدرجة الثانية في ريميني، في انتظار العودة إلى الدرجة الأولى. أحد أسرار فريق يوفنتوس التسعينات وبدايات الألفية الثالثة كان التحليل العقلاني للفريق وسوق انتقالات تشهد كل عام تضحية بلاعبين بارزين لكن من دون الإضرار بتنافسية الفريق، أيضا بفضل استثمارات صائبة. لكن حينما ضرب تسونامي اليوفي أبحر النادي بلا رؤية لفترة طويلة، أيضا بسبب إدارة طيبة النية لكن غير مناسبة لإدارة الموقف.

هدية رحيل الكبار: يوفنتوس هو ذاته دائما، ولا يمكن أن يلعب للمشاركة. حينما يبدأ موسما ما بشكل سيئ، وينتهي الأمر في ديسمبر (كانون الأول) بالفعل، يكون التحسين أمرا مرهقا لأن العمل يجري في ضيق. ومع ذلك كان أول موسمين له بعد العودة إلى الدرجة الأولى إيجابيين، المركز الثالث في موسم 2007 - 2008 (مع ديل بييرو وتريزيغيه في المركزين الأول والثاني لترتيب الهدافين) والمركز الثاني مباشرة في موسم 2008 - 2009. وربما هذان المركزان قد أثرا سلبا على الاختيارات وربما توهم الرئيس كوبولي جيلي والمدير العام بلان والمدير الرياضي سيكو أنهم قد أعادوا إلى اليوفي دوره الذي يستحقه عن جدارة في كرة القدم الإيطالية. في واقع الأمر، كانت تلك النتائج هي الهدية الكبيرة الأخيرة لمجموعة من الأبطال الذين اعتزلوا بعدها (نيدفيد)، وتم طرحهم في سوق الانتقالات (تريزيغيه، كاموريانيزي) أو بقوا (بوفون، ديل بييرو) في واقع مختلف تماما.

ثورات كثيرة: من الكالتشوبولي إلى لقب كونتي، تم تغيير ثلاثة رؤساء (كوبولي جيلي وبلان وأنييللي)، ومسؤولين اثنين عن سوق الانتقالات (سيكو وموراتي)، وستة مدربين (ديشامب، رانييري، فيرارا، زاكيروني، ديل نييري وكونتي، من دون حساب كوراديني الذي أنهى عام الدرجة الثانية بدلا من ديشامب) في ست سنوات. هو أمر لا يصدق تقريبا بالنسبة ليوفنتوس، الذي دائما ما وجد في الاستمرارية والاستقرار ميزتين لا غنى عنهما. ثورة تلو الأخرى، لكن الثورات غير مؤثرة في كرة القدم، حيث يتم الوصول إلى النجاح دائما عبر التخطيط، والعمل والهدوء. التناقض هو أن المسؤولين قد أدركوا ذلك (قال بلان ذات يوم، وبحكمة، إنه من أجل رؤية اليوفي منافسا مجددا نحتاج إلى خمسة أعوام، وحينها تعرض للنقد الشديد، لكنه كان قد جسد الموقف تماما)، لكن من أجل تجنب الانتقادات وربما إنقاذ منصبه فقد تصرفوا بطريقة مختلفة. وهكذا غفروا لرانييري (الذي كان بارعا في إدارة الطوارئ حينما تعين عليه تقديم الدعم) أخطاء كثيرة، اللهم إلا إقالته قبل جولتين من نهاية البطولة الثانية من عودته للدرجة الأولى، وتم تكليف فيرارا بقيادة فريق بلا قناعة، وبشأن سوق الانتقالات تم إنفاق أموال كثيرة جدا على لاعبين لم يتم وضعهم أبدا في ظروف مناسبة (دييغو قبل الجميع)، وتم حرقهم سريعا أيضا بسبب سياق خططي غير مناسب. من ناحية، إذن، كان نادي يوفنتوس يعلم أنه لا ينبغي عليه التعجل، ومن الجهة الأخرى لم يكن هناك صبر لحمل مشروع النادي إلى الأمام.

التحول: وقد رأينا روح اليوفي القديم مجددا حينما تم انتخاب أندريا أنييللي رئيسا، وتم اختيار ديل نيري عبر الطريق، ثم أدرك المسؤولون أن الوقت قد حان لطي الصفحة، وليس فقط بمدرب مختلف (في كل شيء) عن سلفه وإنما أيضا بعقلية جديدة، بل قديمة ومنتصرة. وهكذا ولد يوفنتوس كونتي، فريق يوفي قام بخطوة تلو الأخرى في كل ناحية (سوق الانتقالات والتدريبات والمباريات)، الذي استهدف وأصاب هدفا في المرة الواحدة (استعادة التنافسية، والتأهل لدوري الأبطال، ونهائي كأس إيطاليا)، وبعدها وجد نفسه منافسا على درع الدوري، وفاز به. ليس من قبيل الصدفة، وإنما عن جدارة واستحقاق، للجميع، من أندريا أنييللي إلى آخر عامل بغرفة الملابس. الآن باتت فضيحة الكالتشوبولي جزءا من التاريخ. لقد عاد يوفنتوس كبيرا، اليوفي هو اليوفي من جديد.