مستقبل دالغليش مع ليفربول ما زال في مهب الريح

رغم الفوز العريض على تشيلسي وابتسامة المدرب التي لم تفارقه

TT

على الرغم من أن نادي ليفربول قد نجح في الثأر من تشيلسي وألحق به هزيمة ثقيلة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، فإن الشكوك ما زالت تحوم حول مستقبل كيني دالغليش مع الفريق. وقبل الفوز الكبير على تشيلسي قال دالغليش للاعبيه: «دعونا نُنْهِ الموسم بشكل جيد». وعلى الرغم من أن دالغليش لم يكن يتوقع الفوز بذلك الأداء القوي وتلك النتيجة الكبيرة، فإن النجاح في الحفاظ على المركز الثامن في المسابقة لا يعد إنجازا لنادٍ كبير بحجم ليفربول، على الرغم من أن هذا الفوز قد يجعل البعض يغض الطرف عن المطالبة بإقالة دالغليش من منصبه.

وسوف يقول البعض إن اللاعبين الذين تعاقد معهم ليفربول في الآونة الأخيرة، الذين ساهموا في هذا الفوز الكبير على تشيلسي، قد تم الدفع بهم في المباريات في وقت متأخر للغاية. ولكن الحقيقة هي أن عشرة أشهر تعد كافية للغاية للحكم على تلك الصفقات، سواء رأى البعض أن دالغليش كان محقا في ذلك أو تساءلوا عن السبب وراء عدم الدفع بهؤلاء اللاعبين حتى آخر مباراة على ملعب الفريق. وقد أعاد هذا الأداء الراقي إلى الأذهان صورة دالغليش كمدير فني قدير، كما أظهر أن المركز الحالي لليفربول في المسابقة لا يعكس قوته وقيمته الحقيقية.

وكان دالغليش قد قال عقب المباراة إن الفريق قد قدم هذا الأداء الراقي من قبل ولكن كان ينقصه تسجيل الأهداف، وأضاف: «قدمنا هذا الأداء في مباريات قليلة من قبل ولكن لم تكن النتيجة إيجابية بهذا الشكل». وفي الحقيقة، لم يلعب الكثير من اللاعبين من أمثال غوردان هيندرسون وأندي كارول وستيوارت داونينغ بهذه القوة وهذا الانسجام من قبل، وأثبتوا أنه لا يوجد مجال للخوف من هزيمة ليفربول بنتيجة ثقيلة أمام تشيلسي الذي توهج في الفترة الأخيرة تحت قيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو. ولن تختفي الأسئلة التي يتم طرحها من آن لآخر بشأن مستقبل دالغليش مع الفريق بسبب هذا الأداء الراقي، ولكن سيتم تأجيلها لحين الانتهاء من آخر مباراة للفريق في بطولة الدوري الإنجليزي أمام سوانزي سيتي.

وفي الحقيقة، بدأ دالغليش ودي ماتيو المباراة وأنهياها وبينهما الكثير من القواسم المشتركة، ولعل أهمها هو أن كلا منهما لا يضمن ما إذا كان سيقود فريقه في بداية الموسم المقبل أم لا، وهذا هو الاختلاف الجوهري بين الروح الموجودة في ملعب «أنفيلد» وتلك الموجودة في «ستامفورد بريدج»، فلو أن المدير الفني لنادي ليفربول هو الذي نجح في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي والصعود إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على حساب أقوى فريق في العالم في غضون شهر واحد فقط، لنال إشادة منقطعة النظير، ولكن ما حدث في تشيلسي يختلف تمام الاختلاف عن ذلك، حيث إن دي ماتيو قد فاز بكأس الاتحاد وصعد بفريقه لنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة الإسباني، ولكنه لا يضمن بقاءه في منصبه! وبالمثل، لم يكن دالغليش ليتم التعاطف معه لو كان موجودا في «ستامفورد بريدج»، واحتل الفريق المركز التاسع في جدول الترتيب وخسر في نهائي كأس الاتحاد. والحقيقة الواضحة هي أن جمهور ليفربول دائما ما يبحث عن مخرج لحالة الفريق ولا يستسلم للأمر الواقع، وهو ما ينطبق أيضا على المدير الفني للفريق كيني دالغليش، الذي قال: «لا يمكن أن تجد مثل هذا التقدير في أي مكان آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز». وعقب اللقاء شهد النادي أجواء احتفالية بشكل غير متوقع، وهو ما يوضح أن النادي لن يستسلم لموقعه المتأخر في مسابقة الدوري خلال الموسم الحالي. وما يحتاج إليه دالغليش في حقيقة الأمر هو أن يرسل رسالة إلى مالك النادي مفادها أن الفريق يمكنه الخروج من كبوته الحالية والتقدم من المركز الثامن خلال الموسم الحالي إلى المركز الرابع خلال الموسم المقبل ثم إلى المنافسة على الحصول على اللقب بعد ذلك بعامين. ولم يكن هذا يتم في معظم الأحيان، ولكنه حدث بشكل رائع في مباراة تشيلسي.

وتقوم مجموعة «فينواي» الرياضية التي تملك النادي بتقييم أداء النادي لمعرفة ما إذا كان مهددا بالفعل أو ما إذا كان هذا المركز المتأخر في جدول الترتيب ما هو إلا حالة شاذة يمكن أن يتغلب عليها الفريق بسرعة. ولو ظلت تلك المجموعة مؤمنة بقدرات دالغليش فسوف نراه مجددا، وهو يقود الفريق خلال شهر أغسطس (آب) القادم. وإذا لم يكن الوضع كذلك، كما يعتقد الكثير في ليفربول، فإن دالغليش سوف يدفع ثمن الأداء والنتائج الهزيلة للفريق على مدار الشهور العشرة الماضية، وسوف يتم إقالته في غضون الأيام العشرة القادمة.

وعلى هذا الأساس قد تكون المباراة الختامية للدوري الإنجليزي هي آخر مباراة لدالغليش مع الفريق. وحتى لو نجح في تحقيق الفوز في تلك المباراة فإنه يدرك جيدا أن تحقيق الفوز في ست مباريات فقط على ملعبه خلال الموسم لا يمكن أن يبرر بأي حال من الأحوال عدم تحقيق الفوز في 13 مباراة. ولكن لو لم يكن هناك بد من رحيل دالغليش فيجب أن يرحل بصورة مشرفة والابتسامة على وجهه حتى يظل عشاق النادي يساندونه بعد ذلك ويتذكرونه بأفضل الذكريات.