أتلتيكو يوقف مغامرة بلباو ويتوج بطلا للدوري الأوروبي

سيميوني تفوق على أستاذه وأكد فخره بلاعبيه.. وبييلسا حزين على ضياع الحلم

TT

أوقف أتلتيكو مدريد الإسباني مغامرة مواطنه أتلتيك بلباو وتوج بلقب الدوري الأوروبي، إثر تغلبه على بلباو بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية للبطولة بالعاصمة الرومانية بوخارست. ويدين أتلتيكو بالفضل الكبير في الفوز الثمين إلى مهاجمه الكولومبي الخطير راداميل فالكاو الذي سجل الهدفين الأول والثاني قبل أن يختتم البرازيلي دييجو ريباس التسجيل في المباراة بالهدف الثالث.

وأعرب دييغو سيميوني مدرب أتليتيكو عن فخره بلاعبيه وخاصة فالكاو. واعترف سيميوني الذي فاز لأول مرة بلقب أوروبي كمدرب بعدما توج بلقبين في الدوري الأرجنتيني مع استوديانتس وريفر بليت بأن موهبة فالكاو وطموحه قد يغريان أندية أكبر. وقال سيميوني: «علي التمسك به أليس كذلك؟! أعرف رادامل منذ كان لاعبا صغيرا وكنا الأبطال في الأرجنتين (مع ريفر بليت) والآن نحن الأبطال اليوم»، وأضاف: «أنا فخور به فهو لاعب يستحق الإعجاب.. إنه يريد المزيد دائما وأعتقد أنه لا يوجد سقف لطموحاته.. أتمنى أن يبقى معنا في أتليتيكو مدريد وإن لم يحدث هذا فسأتمنى له الأفضل. أنا أحبه بشدة».

وكما قال سيميوني، فإن لاعبه البرازيلي دييغو الذي سجل الهدف الثالث قد يصبح ركنا بارزا مع الفريق إذا وقع عقدا دائما مع مساعي أتليتيكو للتقدم. وفشل دييغو في التألق مع يوفنتوس وفولفسبورغ قبل أن يترك ألمانيا لموسم على سبيل الإعارة.

وقال سيميوني: «رادامل ودييغو لاعبان لديهما الإصرار. نعرف أننا نستطيع الفوز بأي مباراة في وجودهما. أتمنى أن نتمكن أيضا من اللعب في دوري الأبطال.. لنرى أن كان دييغو سيبقى معنا».

وكان أتليتيكو يحتل المركز العاشر في الدوري الإسباني حين عين سيميوني، والآن تحسن ترتيبه للمركز الخامس وقد ينهي الموسم في مركز مؤهل لدوري الأبطال لو سارت نتائج الجولة الأخيرة الأسبوع المقبل لصالحه. وأضاف سيميوني: «أنا فخور تماما بلاعبي فريقي وبالمشجعين وأشعر بالامتنان لمن وثقوا في الفريق وفي شخصي في ديسمبر (كانون الأول) لكي نتمكن من الوصول لهذا الهدف».

في المقابل، وجه المدرب الأرجنتيني الشهير مارسيلو بييلسا المدير الفني لفريق أتلتيك بلباو الإسباني لكرة القدم التهنئة إلى أتلتيكو مدريد على فوزه بلقب بطولة الدوري الأوروبي. وألقى بييلسا باللوم في هذه الخسارة على لاعبي فريقه الذين لم يقدموا الفعالية المطلوبة في الأداء. وقال بييلسا: «حقق أتلتيكو فوزا مستحقا. كان الفارق مبالغا فيه. قدم الفريق المنافس الأداء الذي كان متوقعا منه، ولكننا كنا على العكس فلم نقدم المنتظر منا».

وأضاف: «ما حدث في المباراة هو أن أتلتيكو وصل ثماني مرات إلى مرمانا وسجل ثلاثة أهداف بينما وصلنا إلى مرمى أتلتيكو تسع مرات ولم نسجل أي هدف.. الفارق الذي ظهر في المباراة والنتيجة ليس موجودا بين مستوى الفريقين الفعلي».

واعترف بييلسا بأنه يشعر «بالإحباط» كما حاول توبيخ نفسه قائلا: «إنني مسؤول بشكل أساسي عن الفجوة التي ظهرت في أداء الفريق بين ما نستطيعه وما قدمناه بالفعل».

وأضاف: «نعم، أشعر بخيبة أمل. المباراة التي قدمناها لم تكن جيدة. إنني مسؤول عن أداء الفريق الذي لم يحافظ على الهدف الذي وضعناه لأنفسنا وحلمنا به».

وأوضح قائلا: «المدرب يجب أن يكون مسؤولا عن ظهور الفريق في المباراة بالإطار الذي يريده. ونحن لم ندافع جيدا ولم نكن بالخطورة المطلوبة في الهجوم. ما قدمنا لم يكن ما نستطيع تقديمه، وأشعر بأنني مسؤول بشكل مباشر».

واحتل فالكاو عناوين الصفحات الأولى للصحف الرياضية الإسبانية أمس. وقالت صحيفة «ماركا»: «بات فالكاو أحد أساطير أتلتيكو مدريد» علما بأن المهاجم البالغ من العمر 26 عاما انضم إلى فريق العاصمة الإسبانية في مطلع الموسم الحالي مقبلا من بورتو من أجل سد الثغرة التي تركها رحيل مهاجمي الفريق الأوروغواياني دييغو فورلان والأرجنتيني سيرجيو اغويرو. وأضافت ماركا: «يطلقون عليه لقب النمر، والأمر ليس مجرد صدفة. لقد مزق أتلتيك بلباو بفضل تسديدات متقنة وسيطرته المطلقة على منطقة الجزاء».

أما صحيفة «ال بايس»، فقد انحنت أمام إنجاز فالكاو ووصفته بـ«المهاجم المثالي»، وقالت: «نجح قلب الهجوم في إحراز اللقب الذي توج به في صفوف بورتو عام 2011، وتوج أيضا هدافا للمسابقة برصيد 12 هدفا». أما صحيفة «أس» فركزت على خصوصية أتلتيكو مدريد غير المستقر في الدوري المحلي لكن الفائز بالدوري الأوروبي مرتين في الأعوام الثلاثة الماضية، وقالت: «إنه أمر مثير للدهشة، لقد نجح أتلتيكو في تكرار إحراز اللقب على الرغم من أن تشكيلته الأساسية مختلفة تماما عن التشكيلة التي توجت بطلة قبل سنتين».

وافتتح أتليتيكو التسجيل عندما سدد فالكاو الكرة بقدمه اليسرى بشكل رائع في مرمى الحارس جوركا ايرايزوز بعد مرور سبع دقائق من زمن اللقاء. وأضاف فالكاو الهدف الثاني له ولفريقه بعد أن خدع الدفاع مجددا في الدقيقة 34 عندما استدار، وسدد الكرة في الشباك من مدى قريب. وهدد بلباو الذي خاض ثاني نهائي أوروبي في تاريخه والأول منذ 35 عاما مرمى منافسه في عدة مناسبات، لكنه بدا ظلا للفريق الذي حقق انتصارات رائعة على مانشستر يونايتد الإنجليزي وشالكه الألماني.

وقابل فرناندو لورينتي مهاجم بلباو كرة عرضية لكنه سددها بجوار المرمى قبل أن يتصدى تيبو كورتوا حارس أتليتيكو لتسديدة قوية من ايكر مونياين. وتوقفت المباراة لفترة وجيزة في منتصف الشوط الأول بعد نزول اثنين من المشجعين إلى أرض الملعب قبل إبعادهما على الفور. وأكد دييغو انتصار أتليتيكو عندما سدد كرة أرضية قوية من داخل منطقة الجزاء قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي للقاء.