فالكاو.. متخصص حسم نهائيات الدوري الأوروبي

قاد أتلتيكو إلى اللقب بعد تتويجه به مع بورتو العام الماضي

TT

صحيح أن لقب ملك الغابة يطلق على الأسد وليس النمر لكن الكولومبي راداميل فالكاو نجح في أن يرتقي بلقبه إلى مستوى السيد المطلق لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بعد أن نجح أول من أمس في الظفر بلقب البطولة القارية الرديفة للموسم الثاني على التوالي بقيادة فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني للفوز على مواطنه أتلتيك بلباو 3-صفر في المباراة النهائية.

وكان فالكاو الذي أطلق عليه لقب «النمر» من قبل زميله في فريق العاصمة الإسبانية خوانفران، توج الموسم الماضي بلقب المسابقة مع بورتو البرتغالي على حساب مواطن الأخير براغا بتسجيل هدف المباراة النهائية الوحيد، رافعا رصيده في نسخة 2011 إلى 17 هدفا فعزز الرقم القياسي الذي حققه في إياب الدور نصف النهائي أمام فياريال الإسباني. وحطم المهاجم الكولومبي في إياب دور الأربعة من نسخة 2011 الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في المسابقة الأوروبية عندما سجل الهدف الثاني لبورتو في مرمى فياريال (2-3)، وذلك بعد أن سجل رباعية ذهابا (5-1)، متفوقا على المهاجم الألماني الشهير يورغن كلينسمان الذي كان يملك الرقم القياسي السابق ومقداره 15 هدفا سجله في موسم 1995-1996 مع بايرن ميونيخ عندما كان يطلق على المسابقة اسم كأس الاتحاد الأوروبي.

قرر فالكاو (26 عاما) أن يخوض تحديا جديدا هذا الموسم فترك بورتو الذي انضم إليه عام 2009 قادما من ريفر بلايت الأرجنتيني (دافع عن ألوان الأخير منذ 2001)، من أجل الدفاع عن ألوان أتلتيكو مدريد الذي سعى من خلال تعاقده مع المهاجم الكولومبي إلى تعويض خسارته جهود الأرجنتيني سيرخيو أغويرو لمصلحة مانشستر سيتي الإنجليزي والأوروغوياني دييغو فورلان لمصلحة إنتر ميلان الإيطالي.

وكان أتلتيكو محقا بمراهنته على النجم الكولومبي الذي سجل أمس الهدفين الأولين لفريقه، رافعا رصيده إلى 12 هدفا في نسخة هذا الموسم و29 هدفا في 29 مباراة خاضها في المسابقة حتى الآن. «إنه لاعب استثنائي. إنه شخص رائع أيضا وآمل أن يصبح لاعبا أكبر في أتلتيكو لأن هذا ما يقوم به: تسجيل الأهداف والقيام بأشياء مهمة جدا في لحظات مهمة جدا».. هذا ما قاله خوانفران عن زميله فالكاو الذي سجل هذا الموسم 23 هدفا في الدوري الإسباني. افتتح فالكاو التسجيل أمس بعد 7 دقائق فقط على بداية المباراة بعدما وصلت إليه الكرة من البرازيلي دييغو فسيطر عليها بقدمه اليسرى ثم استفاد من انزلاق المدافع فرناندو أموربييتا لكي يسددها بيسراه بإتقان في المقص الأيمن لمرمى الحارس غوركا إيرايزوز.

«كنت أحاول أن أخلق المساحة لنفسي وعندما نجحت في ذلك سددت الكرة».. هذا ما قاله فالكاو عن هدفه الأول، مضيفا «لطالما نصحني والدي بالتهديف على القائم البعيد، وهذه المرة الأولى التي أنفذ فيها نصيحته، سيكون سعيدا بذلك». ومن المؤكد أن والده سيكون سعيدا في منزله في كولومبيا، ونظرا إلى الاحتفالات التي عمت إثر فوزه باللقب مع بورتو العام الماضي، فإن البلاد بأكملها كانت سعيدة من دون أدنى شك بما قام به أمس في بوخارست رغم أن انتقاله من بطل البرتغال إلى الفريق الثاني في العاصمة الإسبانية لم يلق استحسان جمهوره.

«عندما انتقلت إلى أتلتيكو قال لي الكثير من الأشخاص إنني أرتكب خطأ. انتظرت حتى هذه اللحظة. إنهم المخطئون لأنهم قالوا هذا الأمر».. هذا ما قاله المهاجم الدولي بعد مباراة الأمس، مضيفا «لا يمكنني أن أصف حجم سعادتي. أنا مدين بها إلى الفريق. لقد ساعدوني كثيرا. أعتقد أن الضغط الذي فرضناه عليهم (بلباو) حين كانت الكرة بحوزتهم كان المفتاح. إنه حلم يتحقق. لا أجد الكلمات المناسبة لأصف ما حصل: الفوز بلقب (يوروبا ليغ) مع فريقين مختلفين، والأكثر من ذلك أن أتوج هدافا لعامين على التوالي!».

وتمكن «النمر» فالكاو أمس من أن يقضي تماما على «الملك الأسد» في بلباو فرناندو يورنتي الذي اكتفى بلعب دور المشاهد وفشل في قيادة النادي الباسكي إلى لقبه الأول بعد 35 عاما من بلوغه نهائي كأس الاتحاد الأوروبي حين خسر أمام يوفنتوس الإيطالي (1-صفر). وكان الجميع يترقب هذه المواجهة بين اثنين من أفضل الهدافين في العالم، إلا أن تألق فالكاو أبعد الأضواء عن يورنتي وحرم مهاجم «لا فوريا روخا» من افتتاح باكورة ألقابه على صعيد الأندية، في حين رفع «النمر» رصيده إلى ثمانية ألقاب بعد أن توج بلقب الدوري الأرجنتيني مع ريفر بلايت (2008) ولقب الدوري البرتغالي (2011) وكأس البرتغال (2010 و2011) وكأس السوبر البرتغالية (2010 و2011) والدوري الأوروبي (2011 و2012).

وستكون الفرصة متاحة أمام يورنتي لتعويض ما فاته من خلال قيادة فريقه إلى لقب مسابقة الكأس المحلية لكن المهمة لن تكون سهلة لأن المواجهة ستكون مع برشلونة في 25 من الشهر الحالي على ملعب «فيسنتي كالديرون» الخاص بأتلتيكو مدريد بالذات.

وأنفق أتلتيكو الذي سعى بشدة لبناء فريق قادر على المشاركة في دوري الأبطال إلى جانب ريال مدريد وبرشلونة، 40 مليون يورو لإحضار فالكاو من البرتغال إلى العاصمة الإسبانية الصيف الماضي. ورد المهاجم البالغ من العمر 26 عاما الجميل للنادي بتسجيل 12 هدفا في كأس الأندية الأوروبية و23 هدفا في دوري الدرجة الأولى الإسباني.