الجدل يتجدد حول استغناء الإنتر عن شنايدر وشراء لافيتسي بديلا

موراتي يبدأ مشروعه لإعادة الفريق إلى قوته.. واحتمالات كبيرة لمغادرة فورلان وتشيفو

TT

في 6 أغسطس (آب) الماضي عندما خرج الهولندي ويسلي شنايدر، مهاجم الإنتر، من أرض ملعب عش الطائر في بكين بعد المباراة الكبيرة والهزيمة المريرة أمام غريمه التقليدي الميلان في كأس السوبر الإيطالية الموسم الماضي، كان الجميع تقريبا مقتنعا أنها ستكون المباراة الأخيرة للهولندي بقميص الإنتر.

فقد كان من المفترض أن يجني الإنتر الأموال الوفيرة من خلال الاستغناء عن لاعب كبير، ولكن في النهاية كان الرحيل من نصيب الأسد الكاميروني صامويل إيتو لصالح نادي انجي ماخشكالا الروسي. وقد يكون الاستاد الأوليمبي بمدينة روما الأحد المقبل في المباراة الأخيرة أمام لاتسيو بالنسبة لشنايدر مسرحا لتكرار ما حدث في الصين منذ تسعة أشهر مضت.

وأمام لاتسيو قد ينهي عبقري هولندا موسمه الثالث بشكل فعلي في صفوف الإنتر، حتى وإن كانت أشياء كثيرة قد تغيرت في الشهور الأخيرة. والانطباع أن شنايدر بحالة جيدة في الإنتر مع ارتباطه بعلاقة جيدة مع ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، لدرجة أنه أهداه تهنئة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالأمس، قائلا: «صباح الخير على الجميع! اليوم عدنا للعمل بعد يومين من الراحة. ونستعد من أجل المباراة الأخيرة في هذا الموسم بين لاتسيو والإنتر. ونرغب في إنهاء الموسم بشكل جيد، حيث يستحق المشجعون والنادي والفريق ذلك، وبالتأكيد يستحق موراتي هذا أيضا. وأتشوق للنزول إلى الملعب».

ومن الواضح إن الرئيس يبادله الكثير من التقدير، ويستمتع بشعلة الحماس المتقدة بين شنايدر والمدرب ستراماتشوني. فمع المدرب الجديد وجد شنايدر التشكيلة المناسبة له مرة أخرى في الملعب، ولكنه وجد الحماس مجددا بشكل خاص. كما صرح المدرب أندريا ستراماتشوني الخميس الماضي في الحوار الصحافي مع «لا غازيتا ديلو سبورت» قائلا: «لم أكن أعتقد أنه سيتواءم على هذا النحو الجيد مع أفكاري، ومع ما يحدث من متغيرات». وجاء رد شنايدر على ذلك في الملعب بمساعدة الفريق في التغطية وبالتألق في منطقة الجزاء وتسجيل ثلاثة أهداف في خمس مباريات مع المدرب الجديد، بعد تسجيله بالكاد هدفا واحدا كل خمس مباريات عندما كان غاسبريني يتولى تدريب الإنتر، فضلا عن تسجيله هدفا واحدا كل عشر مباريات مع رانييري، مدرب الإنتر السابق.

وعلى العكس تبقى مسألة أن الهولندي، صاحب القميص رقم 10، هو أحد اللاعبين القلائل الذين يضمنون دخلا جيدا في حالة الاستغناء عنه، وبالتالي احتمالية الاستثمار في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة. وإن قيمة شنايدر الذي وصل من نادي ريال مدريد ضمن صفقات اللحظة الأخيرة في عام 2009 مقابل 15 مليون يورو علاوة على مكافأة تبلغ 3 ملايين يورو، سيحددها أداؤه في مباريات أمم أوروبا، التي من المقرر لها أن تقام في 8 يونيو (حزيران) المقبل في بولندا وأوكرانيا. وقد يفيد لعبه بأداء كبير مع هولندا وصيف بطل العالم (بفضل ويسلي الذي تقاسم صدارة أفضل الهدافين مع فيا في جنوب أفريقيا) في رفع قيمة بطاقته عاليا. وعند هذه النقطة يلزم النظر إلى هوية الفرق الكبيرة وبأي المبالغ ستطرق باب موراتي للاستفادة من خدمات الهولندي.

وهذا ما ينبغي أن يتم تقييمه جيدا مع مدير المنطقة الفنية لنادي الإنتر ماركو برانكا والمدير الرياضي للنادي بييرو أوزيليو وستراماتشوني ذاته، نظرا لأن في حالة رحيل شنايدر ووصول لافيتسي المحتمل سيلعب فريق الإنتر في الموسم المقبل تقريبا بطريقة لعب 4 - 3 - 3. وعلى العكس مع وجود شنايدر قد يفضل المدرب الذي يتميز بالمرونة، خصوصا في إدارة الهجوم، التغيير لطريقة لعب 4 - 2 - 3 - 1، ولكن على النحو ذاته تألق لافيتسي أيضا بقميص نابولي في طريقة لعب شجرة عيد الميلاد هذه، عندما قام ماتزاري بدفع هامسيك إلى جانبه خلف كافاني في الملعب، قبل أن يقدمه عشرة أمتار كرأس حربة ثان. وفي انتظار معرفة ما سيكون لون قميص شنايدر في الصيف المقبل، من المؤكد أن العبقري الهولندي يستعد لمباراة كبيرة أمام لاتسيو الأحد المقبل.

وفي الوقت ذاته تأتي أنباء جيدة من جانب فريدي غوارين وأندريا بولي، حيث تدرب اللاعبان مع زملائهما في الإنتر مع إظهار تجاوزهما مشكلة الإرهاق العضلي الذي اضطرهما إلى ترك الملعب في الشوط الثاني والغياب عن مباراة الديربي الماضية، التي انتهت بفوز الإنتر 4 - 2. وعلى العكس حضر الأرجنتيني ريكي ألفاريز جلسة تدريبية خاصة ليكون يوم الأحد متاحا للعب مع الفريق.

ووفقا لإدارة طاقم ستراماتشوني المباريات حسب برنامج منظم، وكان قائد الإنتر خافيير زانيتي موجودا على الرغم من مولد ابنه الثالث توماس. وما لا يمكن تصديقه أكثر أن زانيتي المتحمس لا يستطيع مقاومة النزول إلى الملعب بعد يوم من الراحة، فقد كان من بين اللاعبين الأربعة الذين تدربوا يوم راحتهم الثلاثاء الماضي (وهم فورلان وبالومبو ورانوكيا).

وفي غضون اليومين المقبلين قبل مباراة لاتسيو قد يجرب ستراماتشوني الـ11 لاعبا، الذين سيدفع بهم أمام لاتسيو في ظل حضور الجماهير مران الفريق، وستكون تشكيلة كثيرة الشبه بتلك التي استخدمها في مباراة الديربي الماضية. وعلى أي حال حتى وإن بدا المركز الثالث بعيدا عن متناول الإنتر الذي يحتل المركز الخامس مع نابولي تظل هذه المباراة الأخيرة حرجة للغاية، لأنه إذا نجح الإنتر في تحقيق الفوز فقد يتجنب خطر خوض مباريات تمهيدي الدوري الأوروبي، والمقرر لها أن تقام في الثاني من أغسطس (آب) المقبل، وهو ما سيؤثر على الموسم المقبل بأكمله.

ويقول المدرب ستراماتشوني: «يمتلك موراتي مشروعا محددا يهدف إلى إعادة الإنتر إلى قوته في أسرع وقت». ولا شك أن ستراماتشوني نفسه سيكون هو مدرب العهد الجديد في الإنتر بعد نتائجه الجيدة في الفترة التي تولى فيها المهمة هذا الموسم وأهمها الفوز على ميلان وحرمان الأخير من اللقب.

وسوف يشهد الأسبوع القادم نشاطا كبيرا للإنتر في سوق الانتقالات بعد أن يكون الفريق قد عرف مصيره من التأهل لدوري أبطال أوروبا أم لا. وقد توصل النادي بالفعل إلى اتفاق لتجديد عقد صمويل، بينما يبدو تشيفو أقرب إلى الرحيل من التجديد. وبالتالي يبدو دوسينا لاعب نابولي هدفا محتملا في إطار صفقة لافيتسي.

وقد تحدث رئيسا الناديين، موراتي ودي لاورينتيس، بشأن صفقة لافيتسي. ويطلب نادي نابولي الحصول على رانوكيا كمقابل إضافي في الصفقة (مع بانديف ومبلغ كبير من المال أيضا)، والمعروف أن ناديي مانشستر سيتي واليوفي يسعيان خلف رانوكيا الذي قد لا يرغب في الجلوس احتياطيا لعام آخر خلف صمويل ولوسيو. ولذلك قد يقبل رانوكيا الانتقال إلى نابولي، لكن الإنتر قد يفكر في بيع لوسيو إذا جاء له عرض جيد من البرازيل مثلما يتردد. وينطبق الأمر نفسه على دييغو فورلان الذي لن يجد لنفسه مكانا أساسيا في فريق الإنتر في حالة ضم لافيتسي. ووسط هذه الصفقات المحتملة تبدو عودة كوتينهو للإنتر من نادي إسبانيول مؤكدة.