«الشرق الأوسط» تسأل: من أين يأتي أعضاء الاتحادات الكروية «الأقوى» في العالم؟

سياسيون واقتصاديون وصحافيون يشغلون عضوية اتحادات إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا

TT

من أين يأتي أعضاء الاتحادات المحلية؟ وما خلفياتهم الرياضية؟ وهل يوجد من يجمع بين منصبين في الاتحادات الكبرى؟ كل ما سبق عبارة عن مجموعة أسئلة تدور في أذهان الكثير من المتابعين الكرويين في السعودية قبل الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الحالي، خصوصا أن الجماهير والأندية وقبلهم في ذلك الإعلام الرياضي دائما ما ينتقدون تجربة دخول الأعضاء المنتمين إلى الأندية في مجلس إدارة اتحاد الكرة السعودي أو في لجانه الرسمية، وهو ما يسبب حرجا لهم، كون ذلك يعتبر قدحا في ذمتهم وأمانتهم العملية.

وإجابة على كل تلك التساؤلات تخوض «الشرق الأوسط» في مجالس أكبر 4 اتحادات رياضية في القارة الأوروبية وتكشف المناصب والنشاطات الرياضية التي مارسها - أو لا يزال يمارسها - أعضاء مجالس الاتحادات: الإنجليزي والإيطالي والإسباني والألماني، التي بدت أن بعض الاتحادات، وخصوصا الاتحاد الإنجليزي، لا يمانع أن يشغل أي مسؤول في أي نادٍ عضوية مجلس الإدارة في الاتحاد... وإليكم التفاصيل:

* الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: يعتبر أقدم اتحاد كروي في تاريخ اللعبة، وجاء تأسيسه في عام 1863م بعد اتفاق 13 ناديا من الأندية التي تمارس اللعبة في لندن، حيث تحولت جميعها اليوم إلى أندية لممارسة لعبة (الرجبي) أو مدارس حكومية أو أندية هواة في درجات دنيا، وعمد الصحافي البريطاني آرثر بيمبر كرئيس للاتحاد المعين حديثا وهو بعمر 28 عاما.

بعد 149 عاما من إنشائه يرأس دوق كامبريدج الأمير ويليام المعروف بولائه لفريق استون فيلا الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم منذ عام 2006، وهو المنصب الذي بقي حكرا على أمراء العائلة المالكة البريطانية منذ عام 1939م، حيث حصل عليه 6 أمراء قبل وصول حفيد الملكة.

أما بالنسبة لأعضاء المجلس فعددهم 15 عضوا، يترأسهم الرئيس التنفيذي ديفيد بيرنستين رجل الأعمال البريطاني المعروف ورئيس نادي مانشستر سيتي بين عامي 1998 - 2003 وعضو مجلس إدارته قبل ذلك، وجاء تعيينه بعد فشل الملف البريطاني في الحصول على تنظيم كأس العالم 2018 في روسيا ولقوة علاقاته بجهات متعددة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما قد يفيد الاتحاد الإنجليزي مستقبلا.

ويأتي أليكس هورن في منصب الأمين العام وهو المدير المالي السابق للاتحاد الإنجليزي وأحد المسؤولين في بناء ملعب ويمبلي الجديد. ويساعد بيرنستين في إدارته السير ديفيد ريتشاردز ممثل بطولة الدوري الممتاز ورجل الأعمال المعروف في قطاع الاتصالات ورئيس مجلس إدارة نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي سابقا وروجر بردن ممثل الدوريات المحلية، وهو عضو في اللجان القضائية والمالية والبرتوكول والأجور في الاتحاد الإنجليزي، وبالإضافة إلى تلك المناصب هو رئيس لاتحاد مقاطعة جلوسيسترشير لكرة القدم في إنجلترا والمسؤول عن دوريها المحلي.

ويمثل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في المجلس اثنان، الأول هو فيل جارتسايد رئيس مجلس إدارة نادي بولتون الإنجليزي وصانع تاريخه الحديث، حيث انضم إلى مجلس إدارة النادي الذي يشغله منذ الصغر في عام 1989، وانتظر 10 سنوات ليكون رئيسا للنادي حتى الآن. ويعرف جارتسايد بأنه صاحب فكرة تقسيم أندية الدوري الإنجليزي لمجموعتين تتكون من 18 ناديا في كل مجموعة، وضم قطبي مدينة غلاسكو الأسكوتلندية رينجرز وسيلتك إلى الدوري ولكن فكرته لم تلقَ القبول من أعضاء المجلس، كما أنه أول عضو رسمي في الاتحاد الإنجليزي يدعم اختيار مدرب توتنهام الحالي هاري رديناب لتدريب المنتخب الإنجليزي بعد استقالة الإيطالي فابيو كابيلو والتزام الاتحاد الإنجليزي الصمت لحين انتهاء الدوري ومن ثم تعيين مدرب لقيادة منتخب الأسود الثلاثة إلى بطولة يورو 2012.

أما الثاني فهو ديفيد جيل الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، الذي حل في عام 2006 بديلا عن عضو المجلس السابق ونائب رئيس آرسنال ديفيد دين، الذي تساءل مدرب ليفربول السابق عن وضعه في مجلس الإدارة وما إذا كان يستطيع التفريق بين وظيفته كرئيس تنفيذي لمانشستر يونايتد وعضويته في مجلس اتحاد الكرة الإنجليزي. كما يمثل الاتحادات والدوريات المحلية كل من: باري برايت ممثل اتحاد مقاطعة كنت، وميرفين ليجيت ممثل وورسيستيرشير، وممثل اتحاد ايسكس مايكل جيم، وجون وارد ممثل هامبرشير، كما يمثل أندية الدرجتين الأولى والثانية رئيس نادي بارنيت أنتوني كلينثوس، ورئيس نادي ميدلزبره السابق كيث لامب، كما ضم الاتحاد ولأول مرة في تاريخه امرأة في عضوية المجلس وهي سيدة الأعمال هيذر راباتس.

* الاتحاد الإيطالي لكرة القدم: تم تأسيس هذا الاتحاد في مدينة تورينو عام 1898م بمشاركة عدة أندية رياضية مثل نادي جنوا وإنترناشيونالي تورينو وجيناستيكا تورينو، وعين الإيطالي ماريو فيكاري رئيسا، وهو من أطلق أول بطولة دوري في وقت لاحق من ذلك العام بعد تأسيس الاتحاد، وفاز بها نادي جنوا موسم 1898 - 1899م. وتحت مظلة الاتحاد الإيطالي 7 روابط، وهي رابطة أندية «سيريا أي» وأندية «سيريا بي» ورابطة اللاعبين المحترفين ورابطة لاعبي كرة القدم في جميع الدرجات ورابطة المدربين ورابطة الحكام.

ويترأس الاتحاد الإيطالي حاليا السياسي ورجل الأعمال جيانكارلو ابيتي الذي انضم إلى العمل في الاتحاد الإيطالي عام 1989م وهو مسؤول تقني قبل أن يكون مسؤولا عن دوري «سيريا سي» لفترتين بين عامي 1996 و2006، واستطاع في تلك الفترة أن يفوز بمنصب نائب الرئيس السابق لوكا بانكالي بالانتخاب، وبعد ظهور فضيحة كالتشيو بولي استطاع أن يحصل على ثقة الأعضاء ويتبوأ مقعد الرئيس بعدد أصوات وصل إلى 266 من أصل 271 صوتا، وفي الشهر الفائت حصل على مقعد نائب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وينوب ابيتي رجل الأعمال في مجال المقاولات كارلو تافيتشو رئيس دوري الهواة الوطني، وكذلك اللاعب الدولي السابق ديميتريو ألبرتيني لاعب فريقي ميلان ولازيو السابق، الذي قضى فترة قصيرة مع برشلونة الإسباني في عام 2005، وماريو ماكالي رئيس دوري «سيريا سي». ويقوم بدور المدير العام أنتونيلو فالنتيني، الذي كان المتحدث الرسمي باسم المنتخب الإيطالي في بطولة كأس العالم 2006 والأمين العام أنطونيو دي سباستيانو.

* الاتحاد الإسباني لكرة القدم: تأسس الاتحاد الإسباني في عام 1909 بمشاركة 8 أندية، أبرزها والوحيد الذي بقي حتى الآن في دائرة الأضواء هو برشلونة وعين السياسي فرانشيسكو غارسيا موليناز كرئيس لهذا الاتحاد، في المقابل رفضت الأندية الكبيرة والمهيمنة على البطولات في تلك الأزمان وهي ريال مدريد وأتليتك بلباو وريال سوسيداد الدخول والمشاركة في الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم، مفضلة إنشاء اتحاد آخر يخصها وحدها ويدعى رابطة أندية كرة القدم. واليوم هناك 19 اتحادا إقليميا تحت مسؤولية الاتحاد الملكي الإسباني، بما فيهم الاتحاد الكاتالوني الذي تأسس قبل الاتحاد الملكي الإسباني ذاته.

ومنذ تأسيسه قبل أكثر من 100 عام مر على الاتحاد الملكي الإسباني 23 رئيسا يعتبر الرئيس الحالي ولاعب أتليتك بلباو السابق، الذي مثل المنتخب الإسباني في 22 مباراة دولية أنخيل ماريا فيلار هو أبرزهم، وهو من رشح مؤخرا لولاية سابعة تنتهي بعام 2016، ليكمل حينها 28 عاما منذ تولى الرئاسة في 1988م وهو نائب رئيسي الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورئيس للجنة القانونية في (فيفا). ونائبه هو خوان بادرون موراليس لاعب وسط فريق ترنفي في فترة الستينات الميلادية وعضو لجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وخوسيه بيريز ارياس كأمين عام للاتحاد الإسباني ونائب رئيس لجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويبلغ أعضاء المجلس 49 عضوا، منهم عدد كبير من اللاعبين السابقين أمثال مانويل فيغا ارانجو الفاري لاعب سبورتينغ خيخون سابقا، وخوسو أوريتا تاييريا لاعب أتليتك بلباو في فترة التسعينات الميلادية وبداية الألفية الجديدة، وأخل توريس سانشيز لاعب فريق كوردوبا.

* الاتحاد الألماني لكرة القدم: تأسس الاتحاد الألماني لكرة القدم في عام 1900 بمشاركة 86 ناديا من مختلف أنحاء البلاد وانتظر 4 أعوام لكي يتم الاعتراف به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعين العالم الألماني فيردناند هيوب كأول رئيس للاتحاد لمدة 5 أعوام. ويشرف الاتحاد الألماني على 5 اتحادات فرعية مقسمة بحسب المناطق.

ومنذ الشهر الفائت أصبح الصحافي الرياضي وولفنغانغ نيرسباتش هو رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بعد عدة مناصب تقلدها داخل المنظمة، منها رئيس اللجنة الإعلامية لبطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا، وكذلك المنسق الإعلامي للاتحاد الألماني، ويساعده هورت شميت الرجل الذي كان ضمن أعضاء اللجنة المنظمة بأولمبياد ميونخ، وكذلك في كأس العالم 1974م، وعمل نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية لبطولة كأس العالم 2006، وهيرمان كورماتشور رئيس نادي غوتيرسلروه السابق كنائب لشؤون اللاعبين الهواة، وكذلك الصحافي الرياضي السابق والمدير التنفيذي لنادي شالكه سابقا بيتر بيترس المسؤول عن دوري المحترفين، وهارلد ستراتز السياسي ورئيس نادي ماينز السابق الذي يمثل أندية منطقته، والأمين العام هيلمت ساندروك الذي بدأ لاعبا في نادٍ ريفي قبل أن ينتقل للعمل في رابطة الدوري الألماني ويعمل في النادي النمساوي ريدبول سالزبورغ كمدير تنفيذي.