ديل بييرو ينهي مشواره بتسجيل هدف.. ورفع الدرع الإيطالية

قال إنه سيظل يشكر جماهير اليوفي على ما رآه من ود في أعينهم

TT

من كان أليساندرو ديل بييرو؟ في غضون فترة قصيرة سيحين وقت هذا السؤال، وحينها سيتعين على من حظي بالإمتاع (الجميع) أو حالفه الحظ (جماهير اليوفي) أو كان سيئ الحظ (الخصوم) أن ينمو وينضج أو يكبر في السن وهو يشاهد ديل بييرو داخل الملعب أن يجيب عن هذا التساؤل. ولن تكون الإجابة سهلة، لأن آخر أشياء ستكون جديرة بالقص هي الذكريات والأهداف والانتصارات. قبلها سيكون هناك باقي الأمر، وهو ما شاهدناه أول من أمس، الأحد، في الاستاد الجديد للسيدة العجوز في اليوم الذي كان فيه احتفال اليوفي بفوزه بالدرع الإيطالية متصاعدا ومتميزا بتمجيد قائد الفريق: مزيج بين دموع الفرحة والحزن، فقد تبلور معنى الحياة في مباراة ومن خلال بطولة للدوري عاد فيها اليوفي لمكانته وظل أليساندرو كما هو بشكل رائع.

التوتر: كانت ليلة أول من أمس مليئة بالرموز والعلامات، نفس التوقيت السيئ لاعتزال ميشال بلاتيني، وأمام نفس الخصم (أتلانتا) الذي ودع فيها زين الدين زيدان صفوف يوفنتوس. ولكن الود هذه المرة مختلف بسبب العلاقة التي تجمع ديل بييرو بجماهير السيدة العجوز ولأن الإطار مختلف أيضا: استاد يبث السعادة ومنصة لأبطال جماهير كانت تنتظر منذ سنوات هذه البطولة. وفي الواقع كان أليساندرو متحفزا، أخطأ في أول لمسات للكرة، تعرض لضربة في ركبته اليسرى غير أنه قاوم. في انتظار اللحظة التي يتوقعها الجميع.

الهدف: عندما مرر إليه جياكيريني الكرة، لم يحتج ديل بييرو حتى إلى رفع رأسه، أسكن الكرة شباك أتلانتا. أخرج أليساندرو لسانه ونظر ناحية المدرجات التي كانت تجلس فيها زوجته سونيا وأبناؤه توبياس ودوروتيا وساشا وكذلك شقيقه وزوجته ومدرب الأحمال جيوفاني بونوكوري الذين أعدوا لديل بييرو لافتة كبيرة مكتوب عليها: «ليس هناك أحد أعظم منك». ومع تسجيل قائد اليوفي للهدف ارتفعت صيحة من المدرجات تطالب بـ«موسم آخر لديل بييرو».

اللحظة الأكثر تأثيرا: وبحلول الدقيقة 12 من الشوط الثاني قام أنطونيو كونتي، مدرب اليوفي، بالإشارة إلى تغيير قائد الفريق. نزع أليساندرو شارة القيادة وانحنى برأسه قليلا.. عانقه زملاؤه وكذلك خصومه. مرت نحو دقيقة ونصف الدقيقة قبل أن يصل ديل بييرو إلى مقاعد البدلاء. ثم جلس أليساندرو بين فوتسينيتش وماركيزيو، ولكن ذلك كان لمجرد لحظة فحسب، فقد أجبرته جماهير اليوفي على النهوض مجددا. استمر اللقاء بين يوفنتوس وأتلانتا، ولكن لم يتابعه أحد، وكان الانطباع السائد هو أن اللاعبين داخل المستطيل الأخضر أيضا أصابهم الذهول مما يحدث. في كل مرة يحاول فيها أليساندرو الجلوس على مقاعد البدلاء تستدعيه الجماهير كما يحدث مع نجوم التمثيل. 40 ألف شخص يناشدون قائد فريقهم. وانهالت من المدرجات أوشحة صغيرة وكأنها زهور، أليساندرو حصدها جميعا. وفي المدرجات ظلت الجماهير تبكي من كل سن. وقبل أن يعود ديل بييرو بشكل نهائي إلى مقاعد البدلاء، عانق المدرب أنطونيو كونتي. مرت 16 دقيقة وعينا ديل بييرو مليئة بالدموع التي بالكاد استطاع أن يحتفظ بها. وقد صرح أندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي، عقب انتهاء المباراة قائلا: «ديل بيرو كان وسيظل دائما قائدنا». أما جيجي بوفون فقد انتابته القشعريرة، وأضاف قائلا: «لقد تأثرت. إنه التكريم المناسب لديل بييرو». وأضاف كلاوديو ماركيزيو: «إحساس فريد: كنت أعشق ديل بييرو منذ الطفولة».

التأثير: ولكن الكلمات التي كان ينتظرها الجميع هي تصريحات ديل بييرو الذي قال: «حتى لا أجعل دموع عيني تظهر شغلت نفسي بجمع الأوشحة الصغيرة. لقد كان الأمر مؤثرا للغاية. لن أقلع مطلقا عن شكر جماهير اليوفي بسبب ما رأيته في أعينهم. أنا سعيد وفخور. إنه يوم لا يصدق جمع بين الحزن والفرح. العلاقة مع كونتي كانت رائعة. لقد تلقيت ضربة في ركبتي ولكني أتمنى التعافي حتى أستطيع المشاركة في نهائي كأس إيطاليا. المستقبل؟ لم يطلب مني أحد البقاء. سأظل ألعب ما دامت حالتي جيدة. ولكن دعوني استمتع بتلك اللحظة». ثم فر ديل بييرو هاربا وهو يضحك قبل أن يصعد إلى الحافلة المكشوفة ويبث عبر موقعه الإلكتروني الشخصي رسالة أخرى جاء فيها: «ليست هناك ألوان أقوى عندي من الأسود والأبيض».

الإجابة: هذا هو أليساندرو ديل بييرو. وربما، عند الإجابة عن تساؤل طفل صغير، كل والد بإمكانه إعادة التفكير في المقارنة التي كان قد عقدها أليساندرو ذاته مع أخيل، البطل الإغريقي، اختتم ديل بييرو تصريحاته قائلا: «إذا تعين على أحد أن يروي قصتي في أي وقت، فبإمكانه القول إنه شاهد عمالقة كرة القدم وهم يعلبون. وإن الأشخاص تبزغ وتسقط مثل القمح الشتوي ولكن تلك الأسماء لا تفنى أبدا. ويمكن القول بأنه رأى ضمن هؤلاء، ديل بييرو وهو يلعب».