صفقات سيتي أكدت جدارتها وحولت الحلم الغائب منذ 44 عاما إلى حقيقة

فيرغسون مدرب يونايتد هنأ منافسه غير مصدق النهاية الدرامية للدوري الإنجليزي

TT

بعد أعوام من الألم وخيبة الأمل، فإن أموال الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ووصول المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني قادا مانشستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للمرة الأولى منذ 44 عاما.

وحقق سيتي فوزا «دراميا» على كوينز بارك رينجرز 3-2، حيث نجح في تحويل تأخره 1-2 إلى فوز تاريخي في الوقت بدل الضائع، بعدما سجل هدفين في الوقت بدل الضائع عن طريق إدين دزيكو وسيرجيو أغويرو.

وأحاط اللاعبون بالمدرب مانشيني، الذي تعامل مع مجموعة من اللاعبين على درجة متساوية من النباهة والكفاءة، خلال احتفالاتهم في جميع أرجاء الملعب.

وجاء تتويج سيتي بلقب الدوري الإنجليزي بعد تفوقه بفارق الأهداف أمام مانشستر يونايتد.

وقال بابلو زاباليتا، صاحب الهدف الأول لمانشستر سيتي في المباراة: «المحطة التالية هي أوروبا». وأضاف: «إنه أمر جنوني ولكني أعتقد أننا نستحق اللقب، لدينا لاعبون مذهلون، وبالنسبة لهذا النادي فإنها خطوة هائلة للأمام، أوروبا الهدف المقبل».

وعندما تولى الشيخ منصور زمام الأمور في سيتي في سبتمبر (أيلول) 2009، كان الفريق ما زال يحلم، ولكن كان هدفه هو محاولة الارتقاء بالفريق لجعله قادرا على منافسة يونايتد وباقي عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وبعد ثلاثة أعوام واستثمارات تخطت 500 مليون جنيه استرليني (803 ملايين دولار) على تدعيم صفوف الفريق بمجموعة من أبرز نجوم العالم مثل سيرجيو أغويرو وكارلوس تيفيز وماريو بالوتيللي وديفيد سيلفا وسمير نصري ودزيكو، توج سيتي باللقب الغالي.

واعتقد يونايتد أنه في طريقه لا محالة لإحراز لقب الدوري الإنجليزي للمرة العشرين في تاريخه، (رقم قياسي)، عندما فاز بهدف على سندرلاند وفي الوقت الذي كان سيتي فيه متأخرا 1-2 حتى بدء الوقت بدل الضائع قبل أن يخطف أغويرو ودزيكو هدفين قاتلين منحا بهما الفريق اللقب الغالي، في النهاية الأكثر دراما على مدار تاريخ الدوري الإنجليزي.

ورفع مانشستر سيتي رصيده إلى 89 نقطة بفارق الأهداف أمام يونايتد صاحب المركز الثاني.

وانهمرت دموع أعداد كبيرة من المشجعين في استاد الاتحاد، عقب صافرة النهاية، غير مصدقين أن الفريق نجح أخيرا في حسم اللقب لصالحه. وأعرب الإيطالي روبرتو مانشيني المدير الفني لمانشستر سيتي عن سعادته «اللامحدودة» بقيادة فريقه لإحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في اليوم الأخير من الموسم.

وقال مانشيني «إنها لحظة مذهلة، لقد أردنا هذا اللقب، ونستحق الفوز بهذا الكأس، نهدي اللقب لكل مشجعينا، للنادي، للرئيس والمالك». وأضاف: «إنها نهاية مثالية لموسم مجنون، لقد سيطرنا على هذا الموسم طوال 28 جولة، وعندما نفوز على فريق في حجم يونايتد مرتين في موسم واحد، فإننا نستحق اللقب».

في المقابل أبدى سير أليكس فيرغسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد ذهوله من الطريقة الدرامية لنهاية الموسم وتتويج سيتي في الوقت الذي اعتقد يونايتد أنه في طريقه لا محالة لإحراز اللقب. وقال فيرغسون: «لم يكن أحد يتوقع ذلك، الجميع توقع أن يفوز سيتي، ولكنه لم يفعل ذلك أمام عشرة لاعبين طوال نصف ساعة، ثم فعلها في خمس دقائق إضافية في الوقت بدل الضائع».

وتابع: «لكني أهنئ سيتي على الفوز بلقب الدوري، أي ناد يفوز باللقب فهو يستحقه، وفي نهاية مباراتنا لم يكن اللاعبون يعرفون نتيجة مباراة سيتي، ولكنهم الآن في حالة إحباط حقيقي».

واعترف فينسنت كومباني قائد فريق مانشستر سيتي بأن النهاية الدرامية للموسم «كانت لا تحتمل».

وقال كومباني إنها «اللحظة الأفضل طوال حياتي، ولكن لكي أكون صريحا علي أن أقول، عفوا لا ينبغي أن يتم الأمر بهذه الطريقة مرة أخرى». وأضاف: «لقد كنا متميزين على ملعبنا طوال الموسم، ولكن في الشوط الثاني من المباراة الأخيرة واجهنا صعوبة بالغة في اختراق دفاعات كوينز بارك رينجرز».

وأكد «لم أتوقف عن الحلم، عندما سجل إدين دزيكو هدف التعادل 2-2، تذكرت الأهداف المتأخرة التي أحرزناها أمام توتنهام وسندرلاند».

وبالنسبة للفرنسي سمير نصري فإن اللقب كان سببا كافيا لتوضيح وجهة نظره في الرحيل عن آرسنال واختيار الانتقال إلى سيتي بحثا عن الألقاب، وبالنسبة لآخرين مثل فينسنت كومباني، فإنه كان اليوم الأعظم في مسيرته الكروية. وقال كومباني: «أريد الفوز بالمزيد، إنني متعطش، هذا الشعور لا يوصف، وأريد أن أكرر الأمر». وفي سبيل الفوز باللقب فإن سيتي في البداية أهدر الصدارة ثم نجح في تجاوز فارق النقاط الثماني التي تأخر بها خلف يونايتد في الأسابيع الستة الأخيرة، مما يضفي سعادة أكبر على هذا الإنجاز. كما أن سيتي قهر يونايتد في المواجهتين اللتين جمعت بينهما في الموسم الحالي، حيث فاز في الدور الأول في أولد ترافورد 6-1 ثم فاز على ملعب الاتحاد بهدف في الدور الثاني، وهي النتائج التي منحت الفريق فارق الأهداف الكبير الذي حسم له اللقب في النهاية.

ولا يمكن لأحد أن يتحدث الآن عن جدوى الصفقات الكبيرة، فقبل عشرة شهور فقط، انضم الأرجنتيني الدولي أغويرو إلى صفوف سيتي مقابل 38 مليون جنيه استرليني (61 مليون دولار) لناديه السابق أتلتيكو مدريد الإسباني.

ونجح اللاعب في تأكيد أنه يستحق هذا المقابل المالي من خلال الهدف الذي توج به الفريق بطلا للدوري الإنجليزي.

وكان هدف أغويرو، زوج ابنة أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، أسطوريا لأنه حمل لقب البطولة من قلعة مانشستر يونايتد إلى جاره مانشستر سيتي الذي لم يفز باللقب منذ 1968 حتى جاء هو ليهديه هذا التتويج.

والهدف هو الثلاثون لأغويرو في مختلف البطولات هذا الموسم ولكنه كان الأكثر أهمية.

وفي إشارة للعلاقة العائلية بين أغويرو ومارادونا، ذكرت صحيفة «ذا ديلي ميرور» البريطانية في عنوانها أمس: «هدية الرب» في إشارة إلى الهدف الذي سجله مارادونا للمنتخب الأرجنتيني في مرمى نظيره الإنجليزي خلال بطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك حيث سجله مارادونا باليد وأطلق عليه كثيرون لقب «يد الرب».

وقال مانشيني «إنه لم يتمن أن تتاح هذه الفرصة لأي لاعب آخر، فسيرجيو فقط الذي يمكنه تسجيل هذا الهدف».

وتعامل أغويرو مع فرصة الهدف بنفس الهدوء الذي ساعده على تسجيل 29 هدفا في مختلف البطولات هذا الموسم قبل مباراة كوينز بارك.

وقال أغويرو: «سقطت الكرة عند قدمي وكان تركيزي منصبا فقط على كيفية هز الشباك.. نجحت في تحقيق ذلك. المؤكد أنه أهم هدف في مسيرتي الكروية حتى الآن». وأضاف: «أن تسجل هدفا في الدقيقة الأخيرة وتفوز بلقب.. لست واثقا من إمكانية تكرار هذا».

وقال بابلو زاباليتا، زميل أغويرو في صفوف مانشستر سيتي والمنتخب الأرجنتيني والذي سجل الهدف الأول لفريقه في مباراة الأمس، إنه لا يوجد ما يغطي على أهمية الهدف الذي أحرزه أغويرو. وأضاف: «صنع هذا اللاعب (أغويرو) الفارق كله.. إنه لاعب رائع يظهر دائما في أفضل اللحظات». ونال أغويرو تشجيعا حارا كاسحا من أنصار الفريق لدى انتهاء المباراة التي توج من خلالها مانشستر سيتي بطلا للدوري الإنجليزي بفارق الأهداف فقط أمام مانشستر يونايتد بعد تساويهما في رصيد النقاط. وقال أغويرو إنه يأمل في تحقيق المزيد من النجاح مع الفريق في السنوات المقبلة وسيبذل كل ما بوسعه من أجل ذلك. ونقلت صحيفة «الصن» البريطانية عن اللاعب قوله «خلال الغزو، اندفع العديد من المشجعين تجاهي وعانقوني وقبلوني. ولكن الشيء الوحيد الذي فهمته من حديثهم إلى هو كلمة: نحبك، لقد أسعدتني هذه الكلمة».

وأضاف «منذ انتقالي إلى مانشستر سيتي، عاملني الجميع جيدا. ورددت إليهم الجميل بهذا الهدف الذي توج الفريق باللقب وصنع التاريخ».