الأهلي والهلال ينشدان الصدارة الآسيوية من بوابتي سيباهان والغرافة

السلطان طالب الأخضر بالتعامل الجيد مع المرتدات.. والأزرق بالضغط على حامل الكرة

TT

يقف ممثلا الكرة السعودية الأهلي والهلال أمام فرصة سانحة اليوم لبلوغ دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال آسيا 2012 متصدرين مجموعتيهما الثالثة والرابعة، وبالتالي كسب فرصة اللعب على ملعبيهما في الدور ثمن النهائي في البطولة القارية، وهي الفرصة التي تهدرها الفرق السعودية غالبا خلال الأعوام القليلة الماضية، وذلك حين يحل الأهلي متصدر مجموعته الثالثة برصيد 10 نقاط ضيفا على وصيف المجموعة بفارق الأهداف سيباهان أصفهان الإيراني، في مباراة يكفل فيها التعادل أو الفوز للممثل السعودي فرصة اللعب على ملعبه في الدور المقبل عقب ضمانه التام فرصة التأهل عن دور المجموعات.

في حين يستضيف في المباراة الثانية الهلال متصدر مجموعته الرابعة برصيد 9 نقاط نظيره الغرافة القطري صاحب المركز الثالث بـ6 نقاط على ملعب الأمير فيصل بن فهد في العاصمة السعودية الرياض مساء اليوم ضمن مباريات الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات للبطولة الآسيوية، في مباراة يسعى فيها الهلال للظفر بالمركز الأول في مجموعته بشكل مباشر بعد أن يحقق الانتصار، بينما تدخله النتائج الأخرى في حسابات ثانية للتأهل لدور الـ16 من البطولة.

الخبير الفني تركي السلطان، بين من خلال رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» الإمكانات الفنية للفريقين السعوديين، موضحا في الآن ذاته مكامن القوة الفنية للفريقين المنافسين مع السبل المتاحة للتقليل من المخاطر التي سيواجهها فريقا الأهلي والهلال في مباراتيهما اليوم، كما تطرق إلى العوامل الأخرى المؤثرة على المباراتين.. فإلى التفاصيل:

* سيباهان أصفهان × الأهلي

* الأهلي يعيش حاليا ازدهارا على المستوى الفني، وهي الفترة التي تشهد بروز الأسماء البديلة أو الشابة كالحارس عبد الله المعيوف، كما أن الخط الدفاعي تحسن كثيرا بالاستعانة بالكولومبي خايرو بالومينو، وما ينقص الأهلي فقط هو التعامل مع الكرة المرتدة للفريق المنافس، وهي الخاصية غير الفاعلة للاعبي وسط الأهلي، وهي التي قد تحدث الإرباك في مباراة اليوم أمام الفريق الإيراني الذي يتميز بالتعامل المباشر من خلال التسديد على المرمى في الكرات المرتدة من دفاعاتهم أو دفاعات المنافس.

ومن الأنسب للأهلي الاعتناء بالجانب الدفاعي، وبدء صد الهجمات الإيرانية منذ انطلاقها بواسطة العماني عماد الحوسني والجيزاوي، لتخفيف العبء على دفاع الفريق السعودي، ويجب الانتباه أيضا لدور لاعبي الوسط والأطراف في التخليص المباشر للكرات في الأطراف وعدم التفكير مطلقا في كيفية مراقبة لاعبي الأطراف بقدر أهمية تخليص الكرة بين أقدامهم للحيلولة دون بناء الكرة العرضية، ذلك إضافة إلى دور محور الارتكاز المهم في منع اللاعب الإيراني من إطلاق تسديداته المركزة بالوصول أولا للكرة المرتدة، ويجب أن لا يستعجل لاعبو الأهلي في التسجيل، لأن الفريق الإيراني إن أخذ وضعه في التمركز الجيد سيكون من الصعوبة اقتلاع الكرة من بين أقدامهم، وعلى العكس تماما إذا اعتمد الفريق الإيراني على الهجوم والعودة للدفاع سيرهقون لأنهم لا يجيدون ذلك النمط من اللعب.

وسيتأثر الفريق السعودي بغياب صانع ألعابه البرازيلي كماتشو الذي سيغيب مع زميليه سيموس ومحسن العيسى، والأخيران ليسا بتأثير الأول في ظل وجود الحوسني، ولتعويض غياب الأول سيتحتم على تيسير الجاسم التفرغ لصناعة اللعب.

* الهلال × الغرافة

* الهلال سيصطدم اليوم بفريق منتشٍ بعد حصوله على كأس أمير قطر السبت الماضي، ولكن سيؤثر على ذلك العامل وجود الجماهير الزرقاء وتفاعلها مع فريقها، وعلى المستضيف التعامل مع استراتيجية الضغط على حامل الكرة، وفي حال تطبيق ذلك النمط بالشكل الجيد سيصنع المتاعب للفريق المنافس، خاصة أن الفريق السعودي يملك العناصر التي تجيد التحرك الإيجابي من دون كرة والتمرير السريع في وسط الملعب فضلا عن امتلاك المهارة الوافرة، أضف إلى ذلك الدور المهم لعبد اللطيف الغنام وعادل هيرماش في تعطيل الكرات المرتدة للفريق المنافس، وذلك يمنح الفرصة للاعبين بالعودة للتمركز الجيد سواء في الطرف الأيمن أو الأيسر، إضافة إلى أن الفريق المنافس لن يستفيد من الفراغات الهلالية، وهي التي تتكون بشكل طبيعي لأي فريق يملك المبادرة الهجومية.

واللافت في النمط الهجومي للهلال تعامل مدربه التشيكي هاشيك مع مسألة التعزيز الهجومي، التي تدفعه للزج بمهاجمين في حال ندرة الفرص واللعب بمهاجم واحد في حال وفرتها، كما حدث في مباراة بيروزي التي اكتفى خلالها بالعربي مع توفر الفرص. وفي المقابل، في مباراة الأهلي الأخيرة في الرياض ومع قلة الوصول لمرمى الأخير أجرى هاشيك التبديل بإخراج سالم الدوسري لإتاحة الفرصة للكوري بيونغ سو، وذلك عائد لأمرين قد يكون أحدها استراتيجية لا تبدو واضحة ومن المحتمل أيضا أن يكون ذلك عائد لفشله في قراءة المباراة.

أما الجانب الدفاعي للفريق الأزرق، فإنه يشهد تحسنا بعد عودة أسامة هوساوي للمشاركة وهو ما اتضح خلال المباريات الثلاث الأخيرة للفريق آسيويا ومحليا، ولكن حارس المرمى حسن العتيبي يسجل تراجعا مخيفا في المستوى من خلال تمركزه في المرمى ورد الفعل خصوصا مع الكرات العرضية.

هناك أيضا مشكلة أخرى تعيق حركة الهلال نحو المبادرة للانتصار، المتمثلة في تهديد 10 من عناصره بالإيقاف عن المشاركة في الدور المقبل في حال التأهل، أبرزهم أسامة هوساوي إضافة للكوري يو بيونغ سو والمغربي يوسف العربي وأحمد الفريدي وعبد اللطيف الغنام وسلطان البيشي؛ إذ يتوجب التنبيه على مسؤولية اللاعبين في امتلاك الذكاء والخبرة والثقافة الرياضية في التعامل مع الحالات التحكيمية داخل الملعب، كما يجب أن يتدخل المدرب في حال التقدم بنتيجة المباراة بفارق يزيد على هدف في استبدال المهددين الذين لا يجد في دكة البدلاء من يوازيهم عطاء في مراكزهم.

على الطرف الآخر، فإن الفريق القطري منظم كما بدا في آخر مواجهاته المحلية، وأجانبه مؤثرون، ومن المهم جدا بالنسبة لأصحاب الأرض غياب مهاجم الغرافة المؤثر البرازيلي دييغو تارديلو عن مباراة اليوم. وميزة الفريق القطري أنهم يجيدون التكتيك الدفاعي، ولكن في هذه المباراة لا ينفعهم هذا الأسلوب وسيتخلون عنه لحاجتهم للفوز للمنافسة على إحدى البطاقات، وبالتالي سيخرج الفريق عن ملعبه، ويجب أن يكون الغنام القارئ الجيد في المباراة حتى يبطل خطورة الفريق القطري الذي يتميز في الكرات الثابتة سواء في الكرات العرضية أو التسديد المباشر، وهما أخطر حالتين على الهلال في ظل وجود الملاحظات على حراسة مرمى الفريق الأزرق.