«نجم السبعينات» علي الشمراني للاعبي الأهلي: احذروا من المصيدة الإعلامية

أكد أن مهاجمة النصر منذ الدقائق الأولى ستثبط عزيمته

TT

حذر المهاجم السابق بالفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي علي الشمراني لاعبي فريقه من الترشيحات الإعلامية التي نصبتهم أبطالا لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال قبل مواجهة النصر اليوم الجمعة في النهائي الكبير. وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط» بأن لاعبي الأهلي الحاليين في قمة التميز وهم يذكرونه بالجيل الذهبي في السبعينات الميلادية والذي كان يضم صفوة نجوم الكرة السعودية، ويملك خط هجوم ناريا مكونا من المرحوم عمر راجخان، وسليمان مطر الشهير بالكبش، وسعيد غراب.

وأوضح أن الأهلي يستحق الحصول على اللقب اليوم بعد المستوى الرائع والمجهود الكبير الذي قدمه في منافسات هذا الموسم.

* ما الذي تتوقعه للمباراة النهائية بين الأهلي والنصر اليوم على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال؟

- ستكون مباراة قوية ومثيرة بين الفريقين، ومن الصعوبة التوقع لمن تكون كلمة الحسم، وخصوصا أن المباريات النهائية دائما ما تنصهر فيها العوامل التي يتفوق فيها فريق على الآخر ويحضر الإصرار والتحضير المعنوي والنفسي للاعبين، حيث تكون الحظوظ متساوية 50 في المائة لكل فريق، ويبقى الأكثر تركيزا وهدوءا هو الأقرب للظفر باللقب، وفي الحقيقة لا خوف على القلعة من هذا الجانب في ظل ما يحظى به من دعم واهتمام ومتابعة من قبل قلبه النابض ورئيس هيئة أعضاء شرفه الأمير خالد بن عبد الله والذي يجيد تحضير اللاعبين معنويا ونفسيا لمثل هذه المباريات، ويبقى التوفيق وتنفيذ المطلوب فنيا منهم داخل الملعب هو الحكم.

* ما الذي يجب على الأهلي فعله كي يظفر باللقب؟

- يجب أن يدخل الأهلي المباراة مهاجما منذ الدقائق الأولى ويعمل على ضرب حصون النصر مبكرا للعمل على بسط تفوقه الفني والميداني، فالأهلي فنيا أفضل من خصمه وعليه أن يبرهن هذا الجانب على أرض الملعب ويهز ثقة منافسه، وينبغي علينا أن لا ننكر أن النصر فريق مقاتل ولن يتنازل عن اللقب بسهولة بعد وصوله للخطوة الأخيرة.

* ماذا تحمل من ذكريات في المباريات النهائية لكأس الملك؟

- هي البطولة المحببة للأهلاويين على الدوام وما زالت كلمات الملك فيصل «رحمه الله» تتردد في آذان جميع لاعبي الأهلي في جيله الذهبي السابق حتى الآن عندما تشرفنا بالسلام عليه حيث داعبنا بقوله: لا يوجد غيركم يا أبناء عبد الله يقصد والدنا ووالد جميع الرياضيين في تلك المرحلة الأمير عبد الله الفيصل «رحمه الله».

ومن الذكريات التي لا تنسى تحقيقنا لكأس الملك فيصل عام 1973م أمام فريق النصر بملعب الملز بالرياض بعد أن كسبنا المباراة بهدفين نظيفين سجلهما المرحوم عمر راجخان والذي كان يطلق عليه المدفعجي لقوة تصويباته وسعيد غراب، وأذكر أنني جهزت الهدف الأول لعمر راجخان بعد تجاوز ظهير النصر الأيسر عيد الصغير، وكانت أول مباراة لي مع الأهلي في نهائي كأس وكنت أصغر لاعبي الفريقين سنا حيث كان عمري لا يتجاوز السابعة عشرة، وكان فريقنا في تلك الحقبة يلعب بأربعة مهاجمين دفعة واحدة بوجود عمر راجخان، وسعيد غراب، وسليمان مطر الشهير بالكبش كجناح أيسر، وأنا كجناح أيمن، وكنا نقدم كرة هجومية جميلة ونحصد البطولات تحت قيادة المدرب القدير أحمد اليافعي، والمرحوم عبد الله عبد الماجد وفي الحقيقة أن لاعبي هذا الجيل بفريق الأهلي يذكرونني بجيلنا الذهبي كثيرا من حيث روعة الأداء وغزارة الأهداف.

* جمعتكم مع فريق النصر مباريات عدة في تلك الفترة؟

- نعم فقد كان التنافس قائما بيننا نحن والنصر على أكثر من بطولة تقابلنا فيها سواء في كأس الملك أو كأس ولي العهد، وكان الفريقان يضمان نخبة لاعبي الكرة السعودية فكان يوجد في النصر عيد الصغير، والأمير ممدوح بن سعود، وخالد التركي، وناصر الجوهر، وسعد الجوهر، وسعد السدحان، وجوهر مرزوق، وفي الأهلي عبد الرزاق أبو داوود، وعمر راجخان، وعادل رواس، وطارق كيال، وسليمان مطر، وإدريس آدم، وعبد الرحمن بفلح، وسعيد غراب، وجمال حمزة وغيرهم من نجوم تلك الفترة.

* من سيكون له كلمة الحسم في المباراة النهائية اليوم من قبل عناصر الفريقين؟

- من جانب النادي الأهلي هناك الثنائي عماد الحوسني وتيسير الجاسم، وخصوصا الأول إن كان في يومه وجاهزا للمشاركة، بينما يأتي من الفريق الآخر المهاجم الجزائري الحاج بوقاش والذي أعتبره العقل المدبر لفريق النصر فهو صاحب مجهود وافر ولديه حس وقراءة جيدة للملعب في التمركز المثالي، كما أنه ينتهز الفرص بشكل رائع، بالإضافة لتميز محمد السهلاوي أيضا كلاعب هداف وأعتقد أن الحسم لن يخرج عن هذه الأسماء في حالة انتهت المباراة في الوقت الأصلي.

* هل تتوقع نتيجة معينة للمباراة؟

- التوقع في المباريات النهائية صعب فالفريق الأكثر هدوء وتركيز سيكون أقرب لحصد الكأس، وأتمنى البطولة للأهلي فهو بحق فريق رائع خلال هذا الموسم ويسير بمستوى متصاعد منذ نهاية الموسم الماضي والذي نجح من خلاله في تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في نهايته، وإذا أراد الأهلي البطولة عليه عدم الالتفات للترشيحات المسبقة فهي دائما ما تسقط المرشح إذا التفت لاعبوه لذلك ولنا في نهائي كأس الملك خالد «رحمه الله» عام 1396هـ عبرة بعد أن تجاوزنا الاتحاد في مباراة شهيرة انتهت بخمسة أهداف نظيفة للأهلي وهي آخر مباراة أقيمت على «ملعب الصبان» وشهدت أداء أهلاويا كبيرا لا ينسى جعل مهاجم الاتحاد النور موسى «رحمه الله» يعود لخط الدفاع لحماية مرمى فريقه من مزيد من الأهداف وهو من اللاعبين المتميزين خلقا ولعبا وتأهلنا لملاقاة النصر في النهائي وخسرنا بهدفين دون مقابل، بعد أن كان فريقنا هو المرشح الأول لحصد الكأس لما يضمه من أسماء وتقديمه لمستويات فنية مميزة ودائما الكرة تخدم من يخدمها في أرضية الملعب ويتوج عطاءه بالجهد والمثابرة والعرق من أجل إسعاد جماهيره.

* كيف ترى الفرق بين لاعبي الأمس واليوم؟

- لاعبو زمان كانوا قريبين من بعض وقلوبهم على بعض سواء كانوا زملاء بالفريق أو حتى الجيران والأقارب والأصدقاء في الفريق المنافس، كنا نلعب الكرة للمتعة والجميع يلعب لإسعاد الجماهير التي نفرح بحضورها ومساندتها لنا في المباريات ونستمتع ونمتع داخل الملعب ونضع في الاعتبار كرياضيين أن الكرة فوز وخسارة كما تفرح للفوز يجب أن لا تحزن للخسارة بشكل مبالغ فيه وتقيم الدنيا وتقعدها وهنا متعة كرة القدم فإن وجد الفريق الذي لا يخسر اختفت المتعة وانتهى التنافس وهي من النصائح التي تربينا عليها في النادي الأهلي من قبل رائد الرياضة والرياضيين الأمير عبد الله الفيصل «رحمه الله» احترام المنافس وقبل ذلك زملائك في الفريق، ولا أنسى موقفا معه عمل من خلاله على تهذيبي وأنا لاعب في بداية مشواري الكروي حيث كنت لاعبا يافعا في الفريق الأول وعمري لم يتجاوز الـ17 سنة وكانت المباراة أمام فريق أحد قبل مواجهة النصر على نهائي عام 1392هـ حيث أخطأت بالتلفظ بكلام غير ملائم على زميلي في الفريق سليمان مطر الشهير بالكبش خلال المباراة، وعلم بالأمر الأمير عبد الله الفيصل، وطلبني أن أحضر إليه في منزله ثاني يوم من المباراة، وحضرت وتناولت طعام العشاء وطلب مني الانصراف والحضور في اليوم التالي، وفي اليوم الثالث من حضوري بعد أن انصرف الناس طلب مني الاقتراب وقال: طوال الثلاثة الأيام الماضية وأنا غاضب مما بدر منك على زميلك سليمان مطر وهو أكبر منك سنا ومقام في الفريق فيجب أن تعتذر منه وحتى عند مناداته يجب أن تحترمه وتقول له كابتن سليمان وطلب مني عندما تكرارها إن أردت الاستمرار في الملاعب، فكان التهذيب يسبق أي شيء آخر عند رجالات الأهلي وهو ما غرسوه في جميع الأجيال منذ تأسيس النادي وحتى يومنا الحاضر والذي يحظى برعاية كبيره من الأمير خالد بن عبد الله فالأخلاق أولا في الأهلي وهو سر تميزه وشموخه.

* لم تستمر في الملاعب لفترة طويلة رغم صغر سنك في تلك الفترة. لماذا؟

- صحيح فقد تعرضت لإصابة قوية في الركبة ما زالت آثارها باقية معي لليوم من خلال اشتراك قوي مع حارس الهلال إبراهيم اليوسف في إحدى مباريات الدوري وهي في نفس موسم 1399هـ والذي حصدنا فيه كأس الملك من أمام الاتحاد برباعية نظيفة في الرياض وابتعدت عن الكرة وعمري لم يتجاوز 23 سنة بسب هذه الإصابة.

* ماذا عن مشاركاتك مع المنتخبات الوطنية؟

- شاركت مع المنتخب السعودي للناشئين في دورة طهران الآسيوية حيث تم اختياري للمنتخب بعد نهائي 1973م أمام النصر ولم أعد لجدة حيث بقيت في الرياض عقب المباراة النهائية للإعداد للبطولة أتبعه معسكر في مصر، أما المنتخب الأول فلم تكن هناك مشاركات غير بطولة الخليج حيث انضممت للمنتخب الأول الذي يستعد لدورة الخليج الثانية بالرياض، وأصبت أثناء الإعداد ولم أكن في القائمة الرئيسية رغم بقائي معهم أثناء الدورة، وكذلك شاركت في دورة الخليج الثالثة.

* كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟

- أتمنى من جماهير الأهلي الاستمرار في دعم فريقها بعيدا عن أي مؤثرات أخرى، وهي للأمانة مضرب المثل في التشجيع المثالي والراقي، وبإذن الله سيسعدها اللاعبون باللقب اليوم.