مانشيني: قادرون على تهديد ومنافسة برشلونة وريال مدريد

مدرب مانشستر سيتي يؤكد أن بإمكان فريقه الفوز بلقب دوري الأبطال الموسم المقبل

TT

وعد المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي روبرتو مانشيني جمهور وعشاق النادي في كل مكان بأن فريقه سيكون قادرا على مقارعة كبار الأندية في القارة العجوز، واختص بالذكر عملاقي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، وتعهد مانشيني بدخول سيتي في منافسة حامية الوطيس مع كلا الناديين في سوق الانتقالات الصيفية للتعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل، حتى يتمكن من الحصول على دوري أبطال أوروبا في أقرب وقت.

وخلال حواره مع «بي بي سي سبورت»، قال مانشيني: «يتعاقد برشلونة وريال مدريد كل عام مع لاعبين أو ثلاثة لاعبين وينفقان أموالا طائلة، وأعتقد أن نفس الأمر سينطبق على مانشستر سيتي. إننا بحاجة إلى تطوير مستوانا حتى نكون قادرين على المنافسة في دوري أبطال أوروبا وفي الدوري الإنجليزي. ولهذا السبب، يجب أن يكون لدينا فريق قوي يتمتع بعقلية جيدة، وأنا متأكد من أننا سنكون قادرين على القيام بذلك».

يذكر أن ريال مدريد وبرشلونة أنفقا نحو 105 ملايين جنيه إسترليني، كل على حدة، خلال العامين الماضيين للتعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل، حيث تعاقد العملاق الكتالوني مع الماتادور الإسباني ديفيد سيلفا مقابل 34.2 مليون جنيه إسترليني في صيف عام 2010، وفي صيف العام التالي تعاقد بنفس المبلغ تقريبا مع سيسك فابريغاس. وفتح ريال مدريد خزائنه عام 2009، حيث تعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مقابل 80 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى النجمين البرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيمة ليصل حجم ما أنفقه إلى أكثر من 170 مليون جنيه إسترليني.

ويملك مانشستر سيتي القدرة المالية القادرة على مقارعة ريال مدريد وبرشلونة، حيث يرغب مانشيني في فرض سطوته وهيمنته على أوروبا، ويشعر بنشوة كبيرة عقب انتزاع لقب الدوري الإنجليزي الممتاز من بين أنياب ومخالب غريمه التقليدي مانشستر يونايتد. وصرح مانشيني بأن مانشستر سيتي، الذي حصل على أول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1968، يستحق اللقب عن جدارة واستحقاق، والدليل على ذلك هو أن ناديه، على عكس مانشستر يونايتد، لم يتلق هزيمة قاسية وثقيلة من أي ناد آخر طوال مباريات الدوري.

وأضاف المدير الفني الإيطالي: «لقد خسرنا ثلاثة لقاءات بنتيجة هدف مقابل لا شيء، وكان يمكننا الفوز فيها جميعا، أما مانشستر يونايتد فقد خسر بثلاثية نظيفة أمام نيوكاسل يونايتد وبستة أهداف مقابل هدف وحيد أمامنا، ولكننا لم نتعرض لتلك الهزائم القاسية مطلقا. خسرنا مباراتنا أمام مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعبنا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وكنا نلعب في شوط المباراة الثاني بعشرة لاعبين أمام 11 لاعبا، وعلى الرغم من ذلك، سنحت لنا ثلاث أو أربع فرص مؤكدة، في الوقت الذي لم يصل فيه مانشستر يونايتد إلى مرمانا ولو لمرة واحدة».

وأشار مانشيني أيضا إلى أن فريقه قد أذاق مانشستر يونايتد مرارة الهزيمة ذهابا وإيابا، قائلا: «لقد لعبنا بكل قوة وكنا نستحق الفوز». وأكد المدير الفني الإيطالي أنه لم يفقد الأمل مطلقا في الفوز بدرع الدوري، على الرغم من تفوق مانشستر يونايتد بفارق ثماني نقاط كاملة في الوقت الذي لم يكن يتبقى فيه على نهاية المسابقة سوى ستة أسابيع فقط. وقال مانشيني: «عقب الخسارة أمام آرسنال، رأيت أن الأمور قد أصبحت صعبة، ولكني كنت أرى أيضا أنه من المستحيل أن يواصل مانشستر يونايتد الفوز من دون أي تعثر».

وأشار مانشيني (47 عاما) إلى أن رحلة الحصول على اللقب لم تخل من بعض المشكلات والمتاعب، ولكنه أكد أن علاقته بالمهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز والإيطالي المثير للشغب ماريو بالوتيللي علاقة جيدة. وكان تيفيز غاب عن صفوف مانشستر سيتي لمدة ستة أشهر كاملة، إثر خلافات شديدة عقب رفضه الاشتراك كبديل في مباراة فريقه أمام بايرن ميونخ الألماني في دوري أبطال أوروبا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، التي انتهت بفوز العملاق البافاري بهدفين مقابل هدف، في حين حصل بالوتيللي على البطاقة الحمراء مرتين خلال الموسم.

وعن ذلك يقول مانشيني: «ليس صعبا أن تقوم بتدريب تيفيز، فهو شخص جيد، ونحن على علاقة جيدة. ولا أعرف ما السبب الذي دفعه للقيام بذلك في شهر سبتمبر، ولكن في النهاية هو شخص جيد ولاعب رائع». ويعتقد مانشيني أن عودة تيفيز لصفوف الفريق، بعد غياب طويل والرحيل إلى الأرجنتين من دون الحصول على إذن من الجهاز الفني، قد ساعدت الفريق كثيرا في صراعه نحو الحصول على اللقب، وأضاف: «من دون أدنى شك، أحدث تيفيز تغييرا في الفريق، إنه لاعب رائع».

أما فيما يتعلق بمواطنه بالوتيلي، فقال مانشيني: «ماريو يختلف عن تيفيز. إنه لاعب صغير في السن، ولكنه يملك موهبة فذة. ربما يكون صغر سنه هو السبب الذي يدفعه في بعض الأحيان للقيام ببعض الأمور السيئة، وهو شيء عادي، ولكن من المهم أن يفهم جيدا أن هذا قد يؤدي إلى تدمير موهبته. يستطيع ماريو أن يلعب لمدة 10 أعوام أو 12 عاما مقبلة، وأتمنى أن يعرف من الآن، بعد الفوز باللقب، أنه من الأفضل له أن يبدأ العمل بطريقة جيدة». وتعليقا على المباراة الدراماتيكية أمام كوينز بارك رينجرز يوم الأحد، قال مانشيني وهو يضحك: «قبل المباراة كان عمري 47 عاما، وبعدها أصبح 97 عاما!».

وأكد مانشيني أن العناية الإلهية قد تدخلت وأهدت لقب الدوري الإنجليزي لفريقه بعد 44 عاما. وفي حديثه لصحيفة «ذي صن» البريطانية، قال المدير الفني الإيطالي: «كانت معجزة بكل المقاييس، لقد استجاب الله لدعائنا وأمدنا بالعون في تلك المباراة. أتذكر أنني نظرت للساعة وكانت المباراة في الدقيقة 72، وعندما نظرت إليها مرة أخرى كانت المباراة قد وصلت للدقيقة 89، وشعرت أن كل هذه الوقت كان دقيقة واحدة فقط. وفي هذه اللحظة، تمنيت حدوث معجزة، وهو ما حدث بالفعل».

وأضاف مانشيني: «كرة القدم لعبة مجنونة وغريبة. لقد حصلت على بطولات في أوقات قاتلة من قبل، ولكن ما شعرت به يوم الأحد كان شيئا مذهلا». والآن، وبعد أن منح الهدف القاتل للنجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو اللقب لفريقه عقب الفوز على كوينز بارك رينجرز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، يتمنى مانشيني الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا العام المقبل. وبينما يعترف مانشيني بأنه يتعين على فريقه أن يطور من أدائه حتى يتمكن من الفوز بالبطولة الأقوى في القارة العجوز، يؤمن أيضا بأنه من الممكن الحصول على تلك البطولة الغالية في الموسم المقبل.

واستطرد مانشيني في حديثه قائلا: «هذه هي الخطوة المقبلة. حصلنا في العام الأول على كأس الاتحاد الإنجليزي، وفي الثاني على الدوري الممتاز، وأتمنى أن نحصل على دوري أبطال أوروبا في العام الثالث. سيكون لزاما علينا أن نطور من أنفسنا، ولكن لدي شعور بأنه يمكننا القيام بذلك، فبمجرد أن تبدأ عجلة الفوز في الدوران وتعرف كيفية المحافظة على ذلك، حتى تسير الأمور على ما يرام. يتعين علينا التعلم مما حدث خلال العام الحالي، ونعرف أن الحصول على دوري أبطال أوروبا يتطلب مزيدا من الوقت والصبر والخبرة».

ربما تكون عناية السماء قد تدخلت يوم الأحد الماضي، ولكن الشيء المؤكد هو أن مانشيني قد حصل على دعم كبير من مالك النادي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. وعن ذلك يقول مانشيني، الذي سافر إلى أبوظبي للقاء الشيخ منصور: «لقد أرسل إلي رسالة تهنئة، وكان سعيدا بالحصول على اللقب».

وكانت المفاوضات بشأن تجديد عقد مانشيني قد توقفت لبعض الوقت، عندما كان سيتي ينافس على الحصول على اللقب، ولكن من المتوقع أن تستأنف مرة أخرى عقب حصول الفريق على درع الدوري. وما زال مانشيني يحلم بالعودة للتدريب في إيطاليا مرة أخرى، ولكنه يؤكد على أن الوقت لم يحن بعد للقيام بذلك. وأضاف المدير الفني السابق لإنترميلان الإيطالي: «لم نتحدث بشأن توقيع عقد جديد، ولكني سعيد بالعمل هنا. إنني سعيد الآن، ولكن لا يمكن أن أتجاهل العمل في بلدي. الوقت الحالي غير مناسب للقيام بذلك، ولكن قد نتحدث عن ذلك بعد عدة أعوام».

ويستهدف مانشستر سيتي تدعيم صفوفه خلال الصيف الحالي بالتعاقد مع النجم الهولندي ونجم آرسنال الإنجليزي روبن فان بيرسي والنجم البلجيكي إيدن هازارد، نجم نادي ليل الفرنسي. ويكرر مانشيني: «يتعاقد برشلونة وريال مدريد كل عام مع لاعبين أو ثلاثة لاعبين وينفقان أموالا طائلة، وأعتقد أن نفس الأمر سينطبق على مانشستر سيتي. إننا بحاجة إلى تطوير مستوانا حتى نكون قادرين على المنافسة في دوري أبطال أوروبا وفي الدوري الإنجليزي».