رحيل إبراهيموفيتش فرصة رائعة للنهوض بميلان كما حدث في برشلونة

روبينهو معروض للبيع وسانتوس يراه صفقة مكلفة.. وأمبروزيني يمدد عقده مع تأكيد احتفاظه بشارة القيادة

TT

هل سيكون بيع زلاتان إبراهيموفيتش فرصة عظيمة لنادي الميلان لبناء الفريق من جديد؟

لا خلاف على قيمة وتأثير اللاعب السويدي الفذ على الأقل على الصعيد المحلي، لكن الفرصة الني نتحدث عنها تتمثل في الآفاق المستقبلية التي ستتفتح لفريق الميلان إذا رحل إبراهيموفيتش. فالنجم السويدي يبلغ من العمر 31 عاما وأظهر بالفعل أفضل ما لديه من إمكانات وسيكون الصيف الحالي هو آخر وجود له في سوق الانتقالات. ويحصل إبراهيموفيتش على مبلغ كبير من الميلان، يزيد على 10 ملايين يورو في الموسم الواحد. ولا توجد أندية كثيرة تسعى لشرائه، بل تقتصر على مانشستر سيتي وريال مدريد وباريس سان جيرمان وربما أيضا تشيلسي إذا تولى كابيللو تدريبه. وقد قام 3 من مدربي هذه الفرق بالفعل بتدريب إبراهيموفيتش في السابق ويجيدون التعامل معه.

إن الميلان يمتلك فرصة طيبة لجني مبلغ كبير تتمثل في قيمة بيع إبراهيموفيتش، فضلا عن المبلغ الباهظ الذي سيوفره النادي من راتب إبراهيموفيتش في حالة رحيله (أكثر من 20 مليون يورو سنويا شاملة الضرائب)، ويمكن استغلال هذا المبلغ في شراء لاعبين من الشباب في مراكز حيوية بالفريق. وربما لا تكون هناك خلافات بين أليغري وإبراهيموفيتش، لكن أي مدرب دون شك لا يحب أن يسمع من أحد لاعبيه أمام الجميع - وأمام الكاميرات أيضا - ما قاله إبراهيموفيتش عقب خسارة الميلان أمام الآرسنال في دوري الأبطال. ولعل اللاعب السويدي كان محقا في ما قاله، لكن الأدوار يجب أن تحتَرم. إن إبراهيموفيتش يمتلك من الكاريزما والتأثير ما يجعله محور اهتمام فريقه داخل الملعب. ويميل جميع زملاؤه إلى جعله محور أداء الفريق من خلال الكرات الطويلة العشوائية التي يلعبونها له والتي يستطيع بمهارته أن يحرز بها الأهداف والانتصارات. وقد شاهدنا ذلك يحدث عدة مرات.

لكننا شاهدنا العكس يحدث أيضا مرات عديدة. فعندما أراد الإنتر أن يفوز بدوري أبطال أوروبا بعد فوزه بالدوري الإيطالي 4 مرات متتالية، لم يتردد في الاستغناء عن إبراهيموفيتش. واستخدم النادي جزءا من الملايين التي دفعها نادي برشلونة ثمنا للاعب السويدي لشراء إيتو وميليتو وموتا وشنايدر. ونجح مورينهو بهؤلاء اللاعبين في تحقيق الإنجاز التاريخي والثلاثية الرائعة وأظهر أداء أكثر جودة ومرونة وأفضل مما كان عليه الإنتر مع إبراهيموفيتش دون شك.

ونجح فريق برشلونة بقيادة غوارديولا أيضا في التخلص من إبراهيموفيتش ليرفع من جودة أدائه، رغم أن ديفيد فيا الذي حل محل إبراهيموفيتش بالفريق ليس في مستواه نفسه. لكن السبب في ذلك يعود إلى أن انضمام إبراهيموفيتش ثم رحيله يساهمان في منح الفرق القدرة على اللعب الجماعي. وفي ظل غياب إبراهيموفيتش يشعر البعض بالضياع بينما يرتفع أداء بعض اللاعبين وهم يحاولون سد الفراغ الذي تركه. وقد كان التطور الأخير الرائع في مستوى ميسي متزامنا مع رحيل المهاجم السويدي عن برشلونة، بينما كان آخر أداء رائع يقدمه باتو في مباراة برشلونة التي نجح الميلان في الخروج منها دون خسارة في «كامب نو» رغم (بل الأفضل أن نقول بسبب) غياب إبراهيموفيتش عن اللقاء. والآن تتاح أمام الميلان فرصة التفكير في صفقات جديدة، ربما تكون الأفضل صفقة بالوتيللي وتوريس أو تيفيز. ولعل الميلان أيضا يمكنه استخدام أموال صفقة رحيل إبراهيموفيتش في شراء صانع ألعاب يعوض غياب بيرلو، ولاعب قلب دفاع جيد إلى جانب تياغو سيلفا. وإذا جلس غوارديولا يوما على مقعد تدريب الميلان فسيكون التخلص من إبراهيموفيتش ليس شيئا جيدا، بل ضروريا.

في ظهيرة أول من أمس صعد ماسيمو أمبروزيني، قائد الميلان، إلى الطابق الثالث في مبنى إدارة النادي، ووقع على تجديد عقده لموسم آخر مع الفريق. وكنا في انتظار حدوث ذلك الأمر، ولم يكن ذلك محلا للنقاش، ولكن في الفترة الحالية كثرت الدموع والرحيل والمخاوف على توازن الفريق؛ لذا كان تجديد عقد قائد الفريق منتظرا بشكل يشوبه القلق. وسيبقى أمبروزيني، وهو اللاعب الأخير الكبير من عناصر الميلان القدامى، مع الحارس أبياتي، وعليه، ستكون مسؤولية إدارة الفريق بأكمله تكوين من سيحتلون مكان اللاعبين الكبار الذي رحلوا عن الفريق شيئا فشيئا. ومن الواضح أيضا أن ذلك سيكون علاوة على مهام الملعب، نظرا لأن أمبروزيني وقع على عقد التجديد ليس فقط لأنه وجد العائد المادي الجيد، ولكن لأن غالياني، نائب رئيس الميلان، والمدرب أليغري، يعتبرانه مفيدا في المشروع الخططي، حيث يمكنه اللعب في مراكز خط الوسط الثلاثة على حد سواء.

وفي الأيام الأخيرة، ظهرت مشكلة شارة قيادة الفريق التي حصل عليها أمبروزيني بعد اعتزال مالديني. وإن شارة القيادة في الميلان تمنح شعورا مميزا دائما لأنها تُعطَى للأقدم في خدمة الفريق. وإن التأثر العاطفي يوم الأحد الماضي في الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي لرحيل لاعبي الميلان الكبار مثل إنزاغي، يشير إلى مدى أهمية وقيمة خدمة النادي. ولكن الآن تدور الشائعات حول احتمالية حصول السويدي زلاتان إبراهيموفيتش على شارة القيادة لكي يتحمل مسؤولية إضافية في الفريق، أو ربما لكي يهضم بشكل أفضل سوق الانتقالات المقبلة، التي من الصعب أن تتلاءم مع تطلعات (وآمال) السويدي.

وعلى العكس من كيفية مسار لقاء أول من أمس في مقر إدارة الميلان، يبدو أن هذا السيناريو أقل صلاحية هذا الموسم، نظرا لأن غالياني قد طمأن أمبروزيني في لحظة التوقيع على تجديد العقد أنه سيظل قائد الفريق. كما أكد أليغري على المفهوم ذاته أثناء حديثه مع أمبروزيني عبر الهاتف. وفي البيان الرسمي لإدارة الميلان على الموقع الرسمي للنادي أطلقوا على أمبروزيني قائد الفريق، في إشارة قوية على احتفاظه بشارة القيادة. وفي حالة حدوث عكس ذلك، سيكون الميلان قد غير إحدى عاداته التاريخية. وقد يصبح ذلك الأمر سابقة تقلب وحدة الموازين المرتبطة بالتقاليد، كما قد يؤثر سلبا بشكل واضح على تقدير اللاعب «المنتزعة منه الشارة»، وربما على الحالة المزاجية لعناصر الفريق أيضا، حيث يعرف الزملاء جيدا طابع إبراهيموفيتش الحار. والانطباع إن إدارة الميلان لا تعتقد احتمالية «هدوء» زلاتان بمجرد ارتدائه شارة قيادة الفريق؛ فمثلما نقول: «الطبع غالب». إذن سيظل إبراهيموفيتش شخصا يغضب كثيرا مع كل الأشخاص على حد سواء.

وفي الموسم المنتهي للتو كانت هناك حادثة شبيهة، ولكن استمرت في مباراة واحدة فقط، حينما تسلم تياغو سيلفا شارة القيادة في مباراة الميلان وكييفو (لأول مرة) بدلا من البرازيلي باتو على الرغم من كونه الأقدم في الفريق. وقد صرح أليغري عقب المباراة من دون الخوض في أسباب القرار، قائلا: «لقد تحدثت عن ذلك مع غالياني، وقررنا معا أن نمنح الشارة لتياغو، حتى وإن كان باتو هو الأقدم». ولكن ماذا عن المستقبل؟ سيروق لإبراهيموفيتش الحصول على شارة القيادة، حتى وإن كان الأمر يتعلق بـ«مؤهل» انتزعه بطابعه البدائي.

إن تولي قيادة الفريق يعني الالتزام برباط مقدس مع قضية ومشروع خططي والاستمرار في الإيمان بهما في غمار البحر الهائج. ووفقا لهذا المعنى، فإن أمبروزيني هو الأصلح. ويذكر أن فرانكو باريزي، لاعب الميلان السابق، قد تولى قيادة الفريق منذ موسم 1982 - 1983 حتى موسم 1996 – 1997 بعد ألدو مالديرا. وقد حصد بقميص الميلان الدرع المحلية لستة مواسم، كما فاز ببطولة دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات. ثم تسلم باولو مالديني شارة القيادة من بعد فرانكو باريزي، وظل قائدا للميلان منذ موسم 1997 - 1998 حتى موسم 2008 - 2009.

وفي سياق متصل، في ظل انتظار توضيح الأفكار الخاصة باحتمال انتقال البرازيلي روبينهو إلى نادي سانتوس، صرح مهاجم الميلان، قائلا: «استغرقت أسبوعا للتفكير بهدوء». لكن نادي سانتوس ورئيسه لويز ألفارو دي أوليفييرا ربييرو أوضحا أن هذه الصفقة خطة على المدى البعيد وليس الآن. قائلا: «روبينهو ملتزم بعقد مع الميلان بمقابل مادي عال جدا، وعليه احترامه، لذا عرض سانتوس مؤجل إلى حين انتهاء عقده مع الفريق الإيطالي». أي حتى عام 2014. وفي كل الأحوال، يعتبر اسم روبينهو ضمن قائمة اللاعبين الذين يرغب الميلان في الاستغناء عنهم في سوق الانتقالات المقبلة لجني الأموال.