سفير الوطن والنصر العالمي.. من يظفر بالذهب في أغلى نهائي؟!

الحربي أكد أن الفوارق الفنية تنصب للأخضر.. و«الحافز» يقرب الكأس للأصفر

TT

تتجه أنظار متابعي الكرة السعودية اليوم صوب ملعب الأمير عبد الله الفيصل في مدينة جدة، حيث يسدل الستار على الموسم الرياضي السعودي 2012 في نهاية المسابقات الكروية المحلية، بالمباراة الختامية على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بين حامل اللقب فريق الأهلي ونظيره النصر بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي سيتوج الفائز بآخر بطولات الموسم الرياضي.

الفريقان وصلا للمباراة النهائية من البطولة التي تقام للمرة الخامسة بعد مسيرة انتصار في أول 3 مباريات، قبل أن يتعثرا في مباراتيهما الأخيرة إما بالتعادل كما حدث للأهلي أمام الهلال أو الخسارة التي تلقاها النصر من الفتح، بيد أن تلك العثرتين لم تعيقهما عن الوصول للمباراة التي ستضبطها صافرة الحكم الإيطالي لوكا بانتي.

الخبير الفني جاسم الحربي، اعتبر في رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» أن المباراة تتأرجح بين أدوات التفوق الفني والخبرة في البطولة لدى الأهلي وبين الاستنفار والثورة في النصر، مرشحا الأهلي للاحتفاظ بلقبه طبقا لتفوقه الفني إضافة للسيناريو المتوقع الذي لن يسيطر خلاله النصر على التقدم بشكل لا إرادي، وهو ما سيرتد على الفريق الأصفر بهجمات عكسية أكثر تركيزا، مشددا في ذات الوقت على أن الجوانب المعنوية قد تتفوق على الفنية في المواجهات الحاسمة في حال التعامل بالواقعية، وقال: «الأهلي وصل لهذه المرحلة بعد تقديم عروض قوية أمام الفيصلي والهلال، في المقابل وضح على النصر التذبذب في المستوى حين ظهر بمستوى قوي أمام بطل الدوري الشباب واستطاع أن يتفوق عليه ذهابا وإيابا أداء ونتيجة، قبل أن يتراجع المستوى أمام الفتح، والمتغيرات التي تحدث للنصر تجعل الأهلي في مطمع لانتزاع البطولة لأن الفريق المنافس يعاني عدم الثبات الفني في المستوى العام، كما أن الأدوات والاستقرار الفني والانسجام بين الخطوط تنصب لصالح الأهلي، إضافة إلى أن خيارات اللاعبين البدلاء تصب أيضا في مصلحة أصحاب الأرض، فضلا عن أن الفريق الأخضر هو الأفضل تعاملا مع نسق المباريات القوية»، مستدركا: «لكن مباريات الكؤوس لا تشبه مباريات الدوري العادية، حيث تتميز باختلاف المحفز والطموح واقتراب التتويج بلقب البطولة».

وأضاف الحربي: «مفاتيح الفوز لدى الأهلي أوفر لسبب أن لاعبيه متماسكين، إضافة إلى وجودهم النشط في خضم التنافس على الألقاب بدءا من نهاية الموسم الماضي وحتى اليوم، والنصر يعاني من ضعف على مستوى قلبي الدفاع والمحاور والهجوم، فالحاج بوقاش يعود كمحور وهو رأس حربة، وكل شيء في الفريق العاصمي لا يستقر ولا يثبت، على عكس الثبات الهجومي في الأهلي لدى عماد الحوسني أو فيكتور سيموس اللذين يتراجعان في حالة المشاركة لتخليص كرة الزاوية العكسية فقط وهي العملية التي لا تستغرق 10 ثوان فقط».

وزاد الخبير الفني: «إن تجييش أكبر عدد لديك لتفادي أهداف الركلة الثابتة تصرف سليم، متطرقا إلى مشكلة الأهلي في خط الظهر التي يفاقمها الدور الضعيف للمحاور، وإذا تقوى عمل الظهيرين ومتوسطي الدفاع إضافة للمحورين، وانسجموا بالتزامن في التقدم والتراجع لن تواجه الأهلي مشكلة، خصوصا أن مهاجمي النصر سواء السهلاوي أو بوقاش ليسا بالقوة الخارقة التي تفكك التنظيم الدفاعي الجيد، وليس خلفهما ذلك اللاعب الذي يشكل بمساندته التهديد على الدفاعات المتلاحمة، وعلى المدرب التشيكي غاروليم في وضع فريقه الطبيعي أن يعمل على امتصاص حماس النصر في الـ15 دقيقة الأولى من المباراة ومن ثم لن يقابل مخاطر جمة، لأن الفوضى التي قد تحدث للأهلي ستكون خلال مطلع المباراة للدافع الأكبر للنصر عن نظيره الأهلي، وأحيانا الدافعية من القتال والحماس تعلو على الجوانب الفنية، وهنا تزداد روح التعاون ليجد اللاعب صاحب الأداء الضعيف المساندة من أقرب زميلين له بدافع الحماس».

وواصل: «غاروليم إن بدأ بفلسفة إراحة اللاعبين كعماد الحوسني الذي شارك في المباراة الآسيوية قبل عدة أيام سيكون عرضة لإهدار نتيجة المباراة وبالتالي خسارة اللقب، وهنا من المهم إبراز الدور السلبي أو الإيجابي لمدرب اللياقة في كيفية التعامل مع التمارين الاستشفائية لطرد حامض اللبنيك من أجساد اللاعبين خلال المباراتين المتقاربتين كما حال الأهلي اليوم الذي لعب قبل بضع أيام أمام سيباهان في البطولة الآسيوية أو عشية المباراة، وفي الحالات غير السليمة يحدث الاستنفاذ الأقصى للطاقة العضلية، والفروقات الفنية لدى الجهازين التدريبيين في مباراة اليوم لا تقف لدى المدربين، بل تتجاوزهم للمساعدين المختصين باللياقة، ومدى المقدار الذي خصصه كل مدرب للاعبين من المرانات الاسترجاعية».

في المقابل، فإن مدرب النصر الكولومبي ماتورانا إذا فرض الرقابة على فيكتور والحوسني سيقلل من التسديدات على مرماه، وبالتالي يتوقع أن يتأخر الأهلي في التسجيل وهنا يتولد الضغط لدى منافسه بالبحث عن النتيجة، وهنا قد تسنح له فرصة المبادرة بالتقدم سواء من كرة ثابتة أو متحركة، والمنطق أن يلعب ماتورانا بطريقة دفاعية وليس العكس، لأنه في أفضل حالاته الاندفاعية للهجوم لن يتحقق له التركيز المرسوم في هجمات الأهلي، ويجب على مدرب النصر الانتباه للجاسم في الرواق الأيسر، وفي حال فقد النصر الكرة يجب على لاعبيه الرجوع في حال فقد الكرة باستثناء السهلاوي الذي ستكون مهمته وقتها في الثبات بين قلبي دفاع الأهلي لإيقاف تقدمهم للأمام، وكما يجب على ماتورانا الاهتمام بالتنظيم الدفاعي لفريقه، فإنه سيكون أمام تنظيم دفاعي غير محكم، وبالتالي يجب أن يبني هجماته على هذا الأساس، من خلال الانتشار السريع بين خالد الزيلعي من الجهة اليمنى وسعود حمود من الجهة اليسرى، إضافة إلى بوقاش من العمق، سيكون هناك أفضلية عددية للنصر في الهجمة، إذا هاجم أمام الأهلي سيسلم لهم المباراة، وليس ذلك ضعف بقدر ما هو أسلوب لعب حازت به إيطاليا كأس العالم واليونان كأس أمم أوروبا في مشاركتها الأولى من خلال التكتيك الدفاعي الجيد والاعتماد على المرتدات.

وزاد: «من يضبط التنظيم الدفاعي في فريقه سيكون الأقرب لنتيجة المباراة، في حين أن الخبرة والأدوات في الأهلي أفضل ولكن النصر إذا لعب بنفس مستواه أمام الشباب قد ينتصر، وإن كانت هناك تدخلات من المدربين ستحدث بين شوطي المباراة، إلا في حالات الخطط المفاجئة حيث تحدث المخادعة بين المدربين، حين يرسم مثلا مدرب النصر في صورته المهام الاعتيادية للظهير الأيسر للأهلي منصور الحربي الذي يجيد الوصول إلى الثلث الهجومي للمنافس قبل إرسال العرضيات فيضع له حاجز من لاعبين قبل أن يتفاجأ أن مدرب الأهلي سيعتمد على الجهة اليمنى».