اليوفي ونابولي.. من ظلمات دوري «الثانية» إلى نهائي الكأس

عانيا من مرارة الغياب ونجحا في العودة بعد مشوار صعب

TT

صرح أندريا أنيللي رئيس نادي اليوفي عقب فوز فريقه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم قبل عدة أيام قائلا: «إنه لقب مستحق لا سيما أننا خضنا في الجحيم من أجل الحصول عليه». ولا شك أن هذه الجملة القوية قد كان لها أثر شديد أيضا على أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي الذي يواجه فريقه مساء اليوم الأحد اليوفي في نهائي كأس إيطاليا. ولعل ما كان يدور في بال أندريا أنيللي وهو يدلي بهذه التصريحات قد دار أيضا في بال دي لاورينتيس في نفس اللحظة، فقد اشترك الناديان في هبوطهما لدوري الدرجة الثانية قبل بضعة مواسم وواجها صعوبات كبيرة في طريق العودة واستعادة التألق.

معا: لقد بدأ طرفا نهائي الكأس معا رحلة العودة من ظلمات دوري الدرجة الثانية في موسم 2006 - 2007. وكان فريق نابولي قد وصل إلى دوري الدرجة الثانية قادما من دوري الدرجة الثالثة، بينما هبط فريق اليوفي إلى دوري الدرجة الثانية بحكم المحكمة بعد فضيحة المراهنات عام 2006. وكان نادي نابولي قد أعلن إفلاسه عام 2004 وبدأ الصعود في الكرة الإيطالية انطلاقا من القسم الثالث. ووصل النادي إلى دوري الدرجة الثانية في يونيو (حزيران) 2006، وكان اليوفي حينها في قمة تألقه وانتصاراته بقيادة موجي وكابيللو وإبراهيموفيتش. لكن تفجر فضيحة المراهنات والتأثير على الحكام التي تورط فيها بعض مسؤوليه هبط بالفريق إلى دوري الدرجة الثانية وتولى حينها الفرنسي ديشامب تدريب الفريق.

الخطاب: وكان الهبوط لدوري الدرجة الثانية بمثابة أزمة حقيقية أجاد فريق اليوفي التعامل معها باحترافية كبيرة بفضل لاعبيه الكبار الذين أضيف إليهم بعض الشباب. ولم يكن من الغريب إذن أن يذكر أليساندرو ديل بييرو في خطاب الوداع المؤثر الذي كتبه في نهاية مسيرته مع اليوفي أسماء جميع زملائه بالفريق في ذلك الموسم الصعب الذي لعب فيه الفريق بعيدا عن الشهرة والأضواء. ولهذا السبب أيضا تعشق جماهير اليوفي نجوم ذلك الموسم، ويتضح ذلك من خلال بكائها على رحيل القائد ديل بييرو ونسيانها السريع لخطأ الحارس جيجي بوفون أمام فريق ليتشي والذي كاد يكلف اليوفي خسارة درع الدوري هذا الموسم. ويتضح ذلك الحب الخاص نحو النجوم الذين لم يتركوا الفريق مع هبوطه من استمرار الجماهير في تذكر وعشق تريزيغيه وكاميرونيزي، ونسيانها التام وتجاهلها للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي ترك الفريق بعد هبوطه.

التغييرات: وفيما يتعلق بنادي نابولي، قرر الرئيس دي لاورينتيس وأفراد أسرته خلال فترة النهضة والعودة إلى دوري الدرجة الأولى تجديد الجهاز الفني والإداري للفريق. وتحرك دي لاورينتيس بحكمة وذكاء في هذا الأمر حيث تعاقد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2009 مع والتر ماتزاري لتدريب الفريق وبيغون كمدير رياضي، وأكمل سلسلة اختياراته الموفقة في صيف 2010 بتكليف ماركو فاسوني بمنصب مدير عام النادي. وفي ربيع عام 2010 تم انتخاب أندريا أنيللي رئيسا لنادي اليوفي، واختار أنيللي بيبي ماروتا لمنصب المدير التنفيذي وديل نيري مدربا للفريق ثم جاء من بعده أنطونيو كونتي قائد الفريق السابق ليقود دفة السيدة العجوز. ونجح اليوفي بهذا الثلاثي في الفوز بلقب درع الدوري هذا الموسم دون هزيمة، وسيحاول الفريق إنهاء الموسم بلقب الكأس ودون هزيمة في مباراة اليوم أمام نابولي. وإذا نجح اليوفي في ذلك فسوف يدخل التاريخ لأن الفريق لم يحقق هذا الإنجاز من قبل. وعلى الجانب الآخر يبحث فريق نابولي مع الثلاثي دي لاورينتيس وماتزاري وبيغون عن لقب الكأس ليكون أول لقب له في عهد دي لاورينتيس بعد ظهوره القوي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وأيا كان الفائز بالكأس هذا الموسم فسيكون هذا الفوز تتويجا هاما وانتصارا رائعا لفريق جاء من ظلمات دوري الدرجة الثانية.

يذكر أنه لم يعد يفصل اليوفي عن النجمة الفضية سوى تحقيقه الكأس العاشرة اليوم، فقد مر نحو 17 عاما على آخر نجاح لنادي يوفنتوس في حصد هذا اللقب: كان ذلك في موسم 1994 - 1995، مباراتي الذهاب والعودة أمام بارما حيث فاز اليوفي 1-0 على أرضه و2-0 خارج ملعبه بتوقيع اللاعب بوريني في اللقاءين. وكان بين صفوف اليوفي وقتها كل من أنطونيو كونتي (شارك في الدقائق الأخيرة من مباراة العودة) واللاعب صاحب الـ20 عاما حينذاك ديل بييرو. وكان معهما أيضا تشيرو فيرارا الذي استطاع خلال مسيرته حمل كأس إيطاليا بقميص نابولي وكذلك اليوفي.

هذان أيضا فعلا ذلك: ثلاثة لاعبين آخرين فحسب في صفوف اليوفي الحالي خاضوا نهائي كأس إيطاليا وفازوا به: جيجي بوفون وميركو فوتسينيتش وليشتشتاينر، ولكن بوفون (الذي حصد كأس إيطاليا مع فريق بارما عام 1999) سيترك اليوم حراسة مرماه إلى ستوراري. أما مهاجم الجبل الأسود ميركو فقد رفع الكأس الإيطالية في عام 2008: كان يلعب وقتها في فريق روما الذي تغلب على الإنتر بقيادة المدرب مانشيني 2-1، أحرز الأهداف المدافع مكسيس وبيروتا (والناشئ بيليه لصالح الإنتر). وفي العام التالي حصد الكأس لاتسيو (بقيادة المدرب ديليو روسي) والذي كان يضم حينها ليشتشتاينر: فوز بضربات الجزاء أمام سمبدوريا بقيادة مدربه والتر ماتزاري ونجح اللاعب السويسري في تسجيل الركلة التي وكل بها. كان فوتسينيتش أيضا ضمن قائمة اللاعبين في أول نهائي كأس في حقبة سباليتي في نادي روما، مايو (أيار) 2007 غير أنه لم يجد مساحة له في أي من المباراتين (لقاء الذهاب الذي انتهى 6-2 لصالح روما أو العودة الذي فاز فيه الإنتر 2-1 في ميلانو). وفي الواقع، نفس هذا المصير واجهه أيضا المخضرم بيرلو في موسم 2002 - 2003: شاهد من على مقاعد البدلاء فريقه السابق الميلان وهو يتوج باللقب: فاز الميلان أمام روما في لقاء الذهاب في الاستاد الأولمبي 4-1 وفي سان سيرو تعادل الفريقان 2-2.