مانويل جوزيه: رحلت بعد أن طغت السياسة على الرياضة في مصر

مدرب الأهلي المصري أكد حزنه على فراق «القلعة الحمراء»

TT

قال مانويل جوزيه، مدرب الأهلي المصري، إنه كان يتمنى الاستمرار مع الفريق حتى اعتزاله، لكن وضع كرة القدم في مصر دفعه إلى الرحيل وعدم تجديد عقده مع النادي. وأعلن جوزيه رحيله من نادي الأهلي المصري بعد انتهاء عقده معه، أثناء المؤتمر الصحافي الذي أعقب ودية الفريق مع مضيفه إسبانيول الإسباني (0 - 2). وصرح جوزيه بأن «الوقت قد حان لإعلان القرار النهائي بترك النادي الذي ساهم بشكل كبير في معظم إنجازاتي طوال مشواري التدريبي».

وأضاف جوزيه: «الموقف في مصر صعب جدا.. لا أحد يهتم إلا بالسياسة.. لا حديث عن كرة القدم.. ولا يوجد مجلس منتخب لاتحاد كرة القدم». وأضاف «هناك أشخاص يحاولون استغلال الكرة في السياسة ولا أعرف متى ستنصلح الأمور. الظروف صعبة جدا، وكنا نضع برنامجا للفريق يوما بيوم، وحتى اللاعبين ودون ذنب منهم بدأ تركيزهم لا يصبح بنسبة 100 في المائة في كرة القدم بسبب السياسة والأجواء المحيطة، وهو ما لم يساعدني على تقديم عمل أفضل كما تعودت دائما، ومن ثم قررت الابتعاد خوفا من ألا أحقق طموحات جماهير الأهلي».

وقال جوزيه، (66 عاما)، إن أول مباراة له مع الأهلي كانت أمام ريال مدريد الإسباني وفاز فيها الأهلي بهدف نظيف، ومباراة إسبانيول هي الأخيرة مع الأهلي، مرددا «علاقتي بالأهلي كبيرة، وأحب الأهلي جدا، وكنت أتمنى أن أنهي حياتي في الأهلي، لكن الظروف صعبة جدا». وتابع «الساحر»: «أنا حزين لفراق الأهلي، ولا أستطيع أن أرد لجماهيره ما قدمته لي على مدار 8 سنوات، لكن الموقف في مصر صعب جدا، والأهلي والزمالك سوف يلعبان في أفريقيا من دون جمهور، وكان لا بد على الاتحاد الأفريقي من توجيه القرعة لإبعاد الأهلي والزمالك والترجي والنجم الساحلي عن بعضهما في المجموعات».

وأضاف أن هناك أشخاصا «يحاولون استغلال الكرة في السياسة ولا أعرف متى ستنصلح الأمور». وأكد جوزيه أنه لم يتلق أية عروض تدريبية، «لكن زوجتي في حالة خطيرة، سوف تجري يوم 24 الحالي عمليتين جراحيتين ولا بد أن أساندها وأكون بجوارها في هذه الأزمة». وختم حديثه بالتطرق إلى مباراة إسبانيول، مؤكدا «إننا قدمنا أداء سيئا في الشوط الأول، لكن الأداء تحسن في الشوط الثاني وهو أمر طبيعي لأن إسبانيول كان الأفضل، حيث إننا لم نلعب سوى أربع مباريات رسمية في أربعة أشهر وهو أمر أثر على أداء اللاعبين».

بدأ جوزيه مشواره التدريبي الحافل عام 1978 مع أسبينيو البرتغالي وصعد معه من الدرجة الثانية إلى الأولى، حيث حل سابعا في أكبر إنجاز في تاريخ النادي. وانتقل جوزيه إلى تولي مهمة التدريب في نادي غيمارايش وقاده إلى المركز الرابع في الدوري والتأهل إلى كأس الاتحاد الأوروبي، ثم انتقل إلى تدريب بورتيموننزي وقاده إلى المركز الخامس وتأهل معه لكأس الاتحاد الأوروبي موسم 1984 - 1985.

وفي عام 1987، تولى تدريب سبورتنينغ لشبونة وقاده إلى المركز الثالث وربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي. أشرف بعدها على براغا عام 1988 وقاده من ذيل الترتيب إلى المركز السابع.

وأحرز جوزيه كأس البرتغال مع بوافيستا عام 1992، ثم انتقل إلى الأهلي المصري عام 2001 ورحل لخلافات مادية وعاد مرة ثانية لقيادة الأهلي عام 2003، وحقق معه 20 بطولة، بينها بطولة الدوري المصري 6 مرات أعوام بين 2005 و2010، وفاز ببطولة كأس مصر عامي 2006 و2007، والكأس السوبر المحلي 4 مرات بين 2005 و2008، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أفريقيا 4 مرات أعوام 2001 و2005 و2006 و2008، والكأس السوبر الأفريقي 4 مرات أعوام 2002 و2006 و2007 و2009، كما تأهل لبطولة كأس العالم للأندية 3 مرات حقق فيها عام 2006 المركز الثالث.

حقق الأهلي مع البرتغالي مانويل جوزيه عدة أرقام قياسية بدأت بإحراز بطولة الدوري عام 2005 برقم قياسي بفارق 43 نقطة عن أقرب منافسيه إنبي بعدما حصد الأهلي 74 نقطة مقابل 43 لأنبي والزمالك 38 نقطة. والأهلي صاحب أعلى نسبة فوز في موسم واحد (24 انتصارا من 26 مباراة) بنسبة 92 في المائة موسم 2005.

وأنهى الأهلي مع جوزيه الدوري دون هزيمة موسمين متتاليين 2004 - 2005 و2005 - 2006، وحقق الأهلي بطولة كأس مصر دون هز شباكه موسم 2005 - 2006 بعدما حقق الفوز (1 – 0) على بني سويف في دور الـ32، وبنفس النتيجة في دور ثمن النهائي على الاتحاد السكندري، وفي دور ربع النهائي فاز (3 – 0) على إسمنت أسيوط، و(1 - 0) على حرس الحدود في نصف النهائي، و(3 - 0) على الزمالك في النهائي.

حصل الأهلي مع جوزيه على لقب أحسن عشرة أندية على مستوى العالم على مر التاريخ من حيث عدد المباريات المتتالية المحلية دون هزيمة بعدما احتل الأهلي المركز العاشر برصيد 78 مباراة دون هزيمة من مايو (أيار) 2005 حتى يناير (كانون الثاني) 2007. وحصد الأهلي الرقم القياسي العالمي لعدد مرات الفوز في البطولات المحلية والأفريقية والعالمية سواء الدوري المصري والكأس وأفريقيا والسوبر المحلي برصيد 55 مباراة، بدأت بفوزه على الكروم في 2 يوليو (تموز) 2004، واختتمت بالفوز على المقاولين العرب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 قبل أن يلقى الهزيمة على يد اتحاد جدة في بطولة العالم للأندية في ديسمبر (كانون الأول) 2005، وبذلك كسر الأهلي مع جوزيه الرقم السابق لسانتوس البرازيلي وبينيارول الأوروغوياني برصيد 54 مباراة دون هزيمة. كما أشرف جوزيه على بنفيكا عام 1997 ومنتخب أنغولا والاتحاد السعودي.