«مصائب قوم عند قوم فوائد».. ابتعاد جفين يمنح الجيزاوي نجومية الأبطال

ساهم في قيادة الأهلي للمحافظة على الكأس الملكية للمرة الثانية على التوالي

TT

بعدما اعتقد الكثير أن نجمه خفت وتوارى، شأنه شأن الكثير من اللاعبين السعوديين الذين يبرزون ويتسلقون إلى سماء النجومية لفترة بسيطة ثم ينتهي بهم المطاف على مقاعد البدلاء أو خارج أسوار النادي، عاد عبد الرحيم جيزاوي لصياغة اسمه من جديد، وتصدر المشهد الأهلاوي بعد مستويات مبهرة قدمها في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، التي احتفظ بها فريقه للمرة الثانية على التوالي.

فمنذ ظهوره الأول مع قلعة الكؤوس في صيف عام 2008 إبان استضافة الأهلي لمباريات مجموعته في بطولة الأندية الخليجية التي كسبها لاحقا، كان عبد الرحيم جيزاوي يعتبر أحدث وأهم الاكتشافات السنية في النادي الغربي، وما هي إلا مسألة وقت حتى أصبح لاعبا مهما في تشكيلة الأهلي ذلك الموسم الذي انقضى بحصول الفريق على المركز الثالث في الدوري بعد الاتحاد والهلال.

لكن التوهج والحماس الذي بدأ به جيزاوي مسيرته الكروية لم يستمرا كثيرا، فقد أطفأت جذوته الإصابات المتعددة وقناعات المدربين الذين تعاقبوا على الأهلي في الأعوام الماضية، فعلى سبيل المثال منح الأرجنتيني جوستافو ألفارو ونظيره البرازيلي سيرجيو فارياس - عبد الرحيم جيزاوي فرص لعب أكثر في موسمه الثاني مع الفريق، حيث خاض 18 مباراة مع الفريق، ولعب ما مجموعه 1347 دقيقة، في المقابل تقلصت تلك الدقائق لأكثر من النصف لتصل إلى 681 دقيقة في 14 مباراة لعبها تحت قيادة المدرب الصربي ميلوفان رايفيتش ومساعده أليكس الذي تولى التدريب بعد رحيل الأول.

وفي هذا الموسم ومن خلال 26 مباراة في دوري زين للموسم المنقضي حديثا، تابع جيزاوي 18 منها بجوار مدربه في مقاعد البدلاء، ولم تطأ قدماه أرضية الملعب سوى في 13 مباراة، مسجلا هدفا وحيدا أمام التعاون، بينما لم يلعب في المباريات الخمس المتبقية، وبمجموع دقائق بلغ 252 دقيقة لعب، كما أدى تفضيل المدرب التشيكي لبعض الأسماء الشابة أمثال ياسر الفهمي ووليد باخشوين عليه إلى اعتقاد البعض أن الجيزاوي أصبحت فرصه محدودة في الأهلي، وسيؤول مصيره إلى الإعارة أو بيع العقد مثلما حدث مع كثيرين بعدما لاحظوا عدم اهتمام كاريل غاروليم بوجوده ضمن تشكيلة الفريق الذي أنهى الدوري وصيفا.

ولأن جيزاوي صبر وكافح واستمر في المواظبة على التمارين اتباعا لحكمته المفضلة «الصبر مفتاح الفرج»، فقد أدى إرجاع المحترف الكولومبي خايرو بالومينو لخط الدفاع بديلا عن جفين البيشي إلى منح الفرصة مجددا لعبد الرحيم جيزاوي بعد الحاجة إليه في منطقة الوسط الأيسر لتثبت فعلا مقولة أن «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وهذه المرة لم يفرط الجيزاوي في الفرصة، حيث وقع اسمه كأحد مسجلي الأهداف في مباراة الذهاب أمام الفيصلي في أول اختبارات الدفاع عن اللقب في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي أنهاها الأهلي بخماسية، ولم يقف تميزه عند هذا الحد، بل استمر وقدم مستوى أروع في لقاء الذهاب أمام الهلال في الرياض، وكان خلف هدف عماد الحوسني في شباك حسن العتيبي الذي رجح كفة فريقه قبل خوض الإياب.

أما في اللقاء النهائي، فكان جيزاوي واحدا من أصعب الاختبارات التي واجهها ظهير النصر الأيمن خالد الغامدي، حيث ساهم بشكل فاعل في تسجيل الحوسني لهدف التقدم في الشوط الأول، قبل أن يصدم النصر بهدف مبكر في الشوط الثاني على طريقة الجناح الهولندي السابق، مارك أوفرمارس، بعد انسلاله من خلف الغامدي ووضعه للكرة في الزاوية الضيقة، ثم ليختتم المباراة بهدف رابع راوغ به الغامدي أيضا ثم سدد الكرة على يسار العنزي، ليؤكد الفوز الأهلاوي بالنتيجة الثقيلة، ويضع نفسه وصيفا لهدافي بطولة كأس الأبطال بثلاثة أهداف خلف لاعب الفتح البرازيلي إلتون جوزيه برصيد 5 أهداف.