ديفيد غيل: يونايتد يمتلك عناصر أخرى غير المال لجذب اللاعبين الكبار

المدير التنفيذي يؤكد أن ناديه قادر على استئناف حصد البطولات رغم ثروة سيتي

TT

أعرب ديفيد غيل، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد منذ عام 2003، عن اقتناعه بقدرة ناديه على الإطاحة ببطل دوري الدرجة الأولى الإنجليزي الجديد، مانشستر سيتي، على الرغم من الموارد والإمكانات الهائلة التي حشدها الأخير. ويؤكد غيل، الذي قضى 15 عاما مع مانشستر يونايتد، أن النادي سبق له أن واجه تحدي خصوم بحجم مانشستر سيتي.

واستعاد غيل ذكريات الماضي قائلا: «قام رومان أبراموفيتش بشراء تشيلسي، وقد جاء في عام 2003، وفازوا باللقب في عامي 2005 و2006. كان الجميع يقولون: (هذا هو. أبراموفيتش وتشيلسي سيسيطران على القمة لعشر سنوات مقبلة). لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة. علينا أن نركز. أنا واثق من أن تشيلسي سوف يكون أفضل في الدوري العام المقبل. لقد لعب توتنهام موسما جيدا، وكذلك الآرسنال... هذه هي الميزة في (البريمير ليغ)، أن هناك الكثير من الأندية».

إلا أن ظروف مانشستر يونايتد أصبحت مثيرة للجدل، منذ استحواذ عائلة غليزر على النادي. وينكر غيل أن يكون مانشستر يونايتد يمر بكبوة بعد خروجه من الموسم خالي الوفاض، مؤكدا: «صحيح أن الأندية الأخرى ربما تدفع أكثر قليلا، لكننا ندفع أجورا نرى أنها جيدة جدا جدا. يمكن القول إن عائد الإعلانات، إذا أراد (اللاعبون) أن يسلكوا هذا الاتجاه، فسيجعل دخلهم أفضل من الأندية الأخرى».

ويضيف غيل: «ينبغي أن لا نشعر بالخجل أو الإحراج أو القلق من عدم تمكننا من اجتذاب نجوم كبار. أنا أعتقد اعتقادا جازما أنه يمكننا عمل ذلك بفضل السير أليكس فيرغسون، وما نقدمه نحن كنادٍ. الكثيرون يريدون أن يأتوا ويلعبوا معنا. لدينا لاعبون أصحاب خبرة مثل بول سكولز وريان غيغز، ولدينا ريو (فرديناند)».

واستطرد غيل: «هناك لاعبون فازوا ببطولات كثيرة. هناك واين روني بالطبع. يمكننا أن نشكل توليفة من هؤلاء مع اللاعبين الصغار، وهذا فيما نأمل سوف يضعنا في وضع جيد. إذا قال لاعب: (أنا مطمئن. يمكنني إما أن أذهب إلى مانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد أو تشيلسي)، وأصبح الأمر يتوقف على المقابل المادي فحسب، فربما يتفوقون علينا. سوف نقول: (حسنا). لدينا معاييرنا التي نعمل في ضوئها. نحن ننظر إلى الفريق بأكمله ونطاقات الأجور داخله، ونحرص على أن تكون مناسبة، ونحرص على أن يكون كل لاعب قادرا على أن يرفع عينيه أمام الآخرين».

وقال غيل: «معدل دوران رأس المال والأرباح النقدية التي حققناها تثبت أنه يمكننا الاستثمار في اللاعبين. لقد أظهرنا ذلك العام الماضي حينما قمنا بشراء ثلاثة لاعبين: فيل جونز وأشلي يونغ وديفيد دي خيا. هذه هي نوعية اللاعبين التي نحب أن نشتريها - لاعبون ما زالوا يطورون أنفسهم».

ولكن مع ذلك، كان أغلى اللاعبين الذين شاركوا في تشكيلة الفريق الأساسية في المباراة النهائية في مسابقة الدوري الأخيرة أمام فريق سندرلاند: فرديناند وروني، وهما لاعبان تم شراؤهما منذ زمن طويل، عامي 2002 و2004 على الترتيب.

وكل ما يستطيع آل غليزر أن يبتهجوا به هو استمرار أصحاب الخبرة في أولد ترافورد، حيث كان من المحتم أن يفوز السير أليكس فيرغسون بلقب أفضل مدرب خلال العشرين عاما التي مرت منذ انطلاق الـدوري الإنجليزي الممتاز. ويتحدث غيل عن أن فيرغسون لا يكل ولا يمل من المجيء يوميا إلى النادي في وقت الإفطار، مضيفا: «أنت لا تظل على القمة في واحد من أقوى الدوريات منافسة في العالم دون أن يكون لديك ذلك الحماس وتلك الخبرات والقدرات. ما زال رصيدنا هو 89 نقطة. لم يتحدد اللقب بناء على فارق الأهداف من قبل. لا يمكن أن نكون غير سعداء بما حققناه. لقد كان مشوارا طيبا».

لكن القلق يأتي في الغالب من سوء مستوى الفريق في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. ويعلق غيل على ذلك قائلا: «كان أداؤنا ضعيفا في أوروبا. كان عدم اجتياز مرحلة المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا مخيبا للأمل جدا. لا يمكن أن نتجاهل ذلك، لكن الشيء المهم هو أننا ظللنا نعمل طوال الموسم من أجل تطوير الفريق واللاعبين الذين تم تصعيدهم من فريق الناشئين».

ويضيف غيل: «لقد شهدنا عاما جيدا آخر. تمكن الاحتياطيون من الفوز بالبطولة الوطنية. إنها ليست ثورة. نحن لا نجلس هنا ونقول: (يا إلهي! ماذا سنفعل؟)، إنها عملية متواصلة». ويضع غيل في اعتباره مبادرة اللعب المالي النظيف التي أطلقها الاتحاد الأوروبي «يويفا»، والتي سيبدأ تطبيق المرحلة الأولى منها قريبا، ومن المأمول أن تجبر الأندية تدريجيا على تحقيق التوازن في دفاترها.

وقد واجه مانشستر يونايتد بعض الأوقات العصيبة في ظل الترتيبات الحالية. ويتغاضى غيل عن الهزيمتين اللتين تلقاهما الفريق ذهابا وإيابا أمام أتلتيك بلباو في بطولة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، لأن هذه البطولة كانت الشاغل الرئيسي بالنسبة للفريق الإسباني. وقد كان مانشستر يونايتد حينها يضع في ذهنه طموح الفوز بلقب دوري إنجلترا، إلا أن هذا الهدف لم يخرج قط عن نطاق أفكارهم، حتى وإن كان اللقب راوغهم وأفلت منهم.

وكان مانشستر يونايتد قد أعلن عن مساعيه لضم لاعب وسط بوروسيا دورتموند بطل الدوري الألماني شينغي كاغاوا، إلا أن هذه المساعي بدأت تواجه عقبات، حيث أكد بوروسيا دورتموند أنه ينوي التخلي عن لاعب وسطه الياباني شينغي كاغاوا مقابل 20 مليون يورو. وأكد مالك النادي هانز يواكيم فاتسكه، في حديث نشرته صحيفة «بيلد» الرياضية: «نعرف جميعا ما هي إمكانات كاغاوا وما هو عمره وما هي قيمته بالنسبة إلى هذا الفريق. رأينا كم دفع بايرن ميونخ من أجل ضم الحارس مانويل نوير. وبناء على هذه المعطيات يمكننا أن نطلب الثمن».

وكان بايرن ميونخ دفع 22 مليون يورو من أجل الحصول على خدمات الحارس الدولي نوير من شالكه. وساهم كاغاوا (23 عاما) في إحراز فريقه اللقب الثاني على التوالي إضافة إلى كأس ألمانيا، وأشارت الصحف الألمانية إلى أن مانشستر يونايتد اقترح عقدا مدته 3 سنوات وقيمته 6 ملايين يورو، فيما حصل دورتموند على اللاعب صيف عام 2010 مقابل 350 ألف يورو دفعها إلى ناديه السابق سيريزو أوساكا الياباني.

وهناك صفقة أخرى حائرة بين سيتي ويونايتد وانضم إليهما تشيلسي مؤخرا، فقد أعلن البلجيكي إدين هازارد، الفائز بلقب أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، أنه سيحدد في وقت قريب وجهته المقبلة، سواء بالانتقال إلى مانشستر سيتي أو إلى مانشستر يونايتد، بعدما أبدى الناديان رغبتهما في التعاقد معه. وقال اللاعب: «سأنتقل إلى مانشستر.. ولكن إلى سيتي أو إلى يونايتد؟ القرار سيتخذ سريعا».

وتسلم هازارد (21 عاما) جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي لهذا الموسم.

وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن أيا من ناديي مانشستر سيدفع نحو 40 مليون يورو (أكثر من 51 مليون دولار) لفريق ليل من أجل الفوز بخدمات اللاعب.

ومنحت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية اللاعب أيضا جائزة أفضل لاعب لهذا العام في استفتائها السنوي. وسجل هازارد 17 هدفا وصنع 15 هدفا لزملائه في 37 مباراة خاضها مع ليل، كما قاد الفريق في الموسم الماضي للفوز بثنائية الدوري والكأس المحليين. ولكن هازارد أعلن مؤخرا، وبعد فوز تشيلسي ببطولة دوري أبطال أوروبا، أنه يمكن أن يعدل عن فكرة اللعب في مانشستر والذهاب إلى لندن.

وتأتي ردود فعل ديفيد غيل في أعقاب تصريحات لروبرتو مانشيني، مدرب مانشستر سيتي، قال فيها إن ناديه المتوج بلقب دوري إنجلترا الممتاز سوف يعزز صفوفه بعد نهاية الموسم، مع سعيه لتحقيق المجد الأوروبي العام المقبل. وقاد المدرب الإيطالي سيتي لإحراز لقب الدوري الإنجليزي لأول مرة منذ 44 عاما بعد أن سجل سيرجيو أغويرو هدفا في الوقت المحتسب بدل الضائع، ليفوز الفريق 3 - 2 على كوينز بارك رينجرز ويتصدر الترتيب بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد، بطل الموسم الماضي.

وأنفق سيتي أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني 643.88 مليون دولار) على التعاقد مع لاعبين منذ أن اشترى الشيخ الإماراتي منصور بن زايد النادي في 2008، ومن المنتظر أن يستمر هذا الإنفاق الهائل مع اقتراب البلجيكي إدين هازارد، جناح ليل الفرنسي، من الانتقال إلى الفريق الإنجليزي. وقال مانشيني: «من المحتمل أننا سنشتري بعض اللاعبين الجيدين لأننا نريد أن نتحسن». وأضاف: «لدينا فريق جيد، ومن المهم أن نضع داخل الملعب اللاعب الذي يمكنه اللعب مع هذا الفريق».

ومضى قائلا: «سنحاول الفوز بجميع المباريات وجميع البطولات. سنبدأ بمباراة درع المجتمع في أغسطس (آب)، وسنحاول الفوز على تشيلسي، وبعدها نريد أن نحاول الفوز في الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا.. هذا ممكن».

وخرج سيتي من الدور الأول في أول مشاركة له في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بعد الهزيمة أمام بايرن ميونخ الألماني ونابولي الإيطالي. وقال مانشيني: «نحتاج إلى التحسن كفريق من أجل هذه البطولة. أعتقد أن بوسعنا تحقيق كل شيء إذا كنا نملك فريقا جيدا، وإذا عملنا بجد كما فعلنا في العامين الأخيرين». وتوقع مانشيني أن يكون الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المقبل بين سيتي ويونايتد وتشيلسي وتوتنهام هوتسبير وآرسنال. وقال: «الدوري الإنجليزي الممتاز أصعب بطولة في أوروبا».